انطفأت النار .. في السويس
ليلة سعيدة .. بعد ضبط سفاح الثوارتحقيق : شعلان عبدالصادقعاشت السويس ليلة سعيدة .. عمت الفرحة الشوارع والميادين .. تبادلت أسر الشهداء والمصابين التهاني بعد سماعهم نبأ القبض علي رجل الأعمال الهارب إبراهيم فرج وابنه عادل المتهمين بقتل المتظاهرين بالسويس يوم 28 يناير "جمعة الغضب"!! وطالبوا باعدامه أمامهم في ميدان الأربعين.
أعربوا عن فرحتهم وسعادتهم مؤكدين ان "رجل الأعمال" صندوق الأسرار ويحمل فك كل الألغاز التي أخفتها الشرطة طوال 6 شهور عن الشعب والقضاء للخروج من القضية دون خسائر.
الخطوة .. الأولي
وصفوا ضبط المتهم بأنه الخطوة الأولي لأخذ حقوقنا ودم الشهداء الذين قتلوا بدون ذنب إلا ثورتهم علي الفساد والظلم والحكم الجائر الذي ملأ الدنيا ظلماً وحول شبابنا إلي عاطلين بعد ان سرق رموز النظام أموال الشعب وباعوا الشركات التي كانت تتبع القطاع العام باسعار بخسة ومع ذلك وضعوا حصيلة البيع في بطونهم وتركوا الشعب يموت جوعاً.
حيوا جهود رجال الجيش الثالث والشرطة الذين بذلوا جهداً لضبط رجل الأعمال وابنه وضمه إلي المتهمين ال 14 المتهمين بقتل أبناء السويس الشرفاء الذين أشعلوا الثورة.. واثبتوا للعالم كله ان أبناء السويس قادرين علي أخذ حقهم الآن.. كما سبق ووقفوا حجر صد أمام قوات إسرائيل في 73 أكتوبر وكبدوهم خسائر فادحة في ميدان الأربعين ميدان البطولات.
أكد أهالي الشهداء أن ميدان الأربعين شاهد عيان علي بطولات أبناء المحافظة الأبطال ولذلك تم تغيير اسمه الي ميدان الشهداء.. وميدان الثورة.
هدأت النفوس
التقطت الأجهزة التنفيذية والشعبية انفاسها وأكدت ان ضبط رجل الأعمال الهارب أراح الشارع السويسي وهدأ النفوس الغاضبة ويمكن ان تودع السويس نهائيا التظاهرات والاحتجاجات.
وتتجه إلي العمل والانتاج بعد ان تأكدوا ان دماء أولادهم لن تضيع هدرا.
عبر المحافظ محمد عبدالمنعم هاشم عن فرحته مؤكدا انها الخطوة الأولي لهدوء الشارع واستقراره بعد صبر طويل دام 6 شهور.. وطالب القوي السياسية ان تثق في أقوال وأفعال مدير الأمن الجديد اللواء عادل رفعت عبدالحميد علي ضبط كل الهاربين واعادة الاستقرار بالمحافظة وتقف إلي جانبه.
قصة الجريمة
والمتهم ابراهيم فرج وأولاده الثلاثة متهمون بقتل 18 متظاهرا واصابة ما يقرب من 120 مواطنا في يوم جمعة الغضب 28 يناير عندما زحف المتظاهرون من ميدان الأربعين متجهين إلي قسم الأربعين خرج الضباط وجنود الشرطة بسرعة واختفوا في معرض سيارات يمتلكه المتهم.. وحاول المتظاهرون دخول المعرض والامساك بالضباط فقام رجل الأعمال باطلاق الرصاص عشوائيا تجاه المتظاهرين بحجة الدفاع عن النفس والمال كما تقول بعض التقارير وقتل في يوم واحد 18 شهيدا نقلوا جميعا الي مشرحة مستشفي السويس العام وخرجوا في جنازة جماعية مهيبة.
اشعلت الشارع السويسي
تم اتهام رجل الأعمال وأولاده بالقضية رقم 770 لسنة 2011 جنايات السويس والمتهم فيها 11 ضابطا منهم مدير أمن السويس الأسبق اللواء محمد عبدالهادي حمد والنقيبان محمد عادل رئيس مباحث قسم شرطة السويس ومحمد صابر رئيس مباحث قسم شرطة الأربعين.
صدمة ابنة الشهيد
أكد حسام سمير عبدالستار ابن خالة الشهيد علاء عبدالمحسن أن الشهيد 48 سنة كان يعمل مهندساً بشركة بتروجت وأنه لقي مصرعه أمام ابنته الصغيرة والتي أصيبت بصدمة عصبية ولا تذوق النوم منذ قتل والدها حتي الآن.
قال إن المهندس علاء كان يسير مع ابنته الصغري وصديقه يوم 28 يناير المشئوم.. وتصادف وجوده بميدان الأربعين أثناء زحف المتظاهرين إلي معرض سيارات إبراهيم فرج للحاق بالضباط وفوجئ باطلاق النار عشوائياً تجاهه وأصيب في جنبه الأيمن ووقع علي الأرض وخرجت أحشاؤه أمام ابنته التي أصيبت بصدمة إلا أنه قال لابنته: اذهبي إلي البيت واخبري والدتك واخوتك والأسرة انني مت شهيداً!!
واصل حسام سمير حكاية ابن خالته الدامية قائلاً إن أحد الجيران قام بنقله علي "موتوسيكل" إلي مستشفي السويس العام إلا أنه لفظ أنفاسه قبل وصوله.. وبدأت كارثة استلام الجثة واستخراج الأوراق.. ومشكلات المشرحة حتي تدخل الشيخ حافظ سلامة وذهب إلي محافظ السويس لإخراج 19 جثة مرة واحدة في مشهد لا ينسي!!
أكد حسام سمير أن ضبط إبراهيم فرج لا يطفئ نار أهالي الشهداء إنما نطلب سرعة المحاكمة العادلة وإعدام القاتل وأولاده في ميدان عام مشيراً إلي أنه قتل أكثر من نفس في دقيقة واحدة.. ولذلك نطالب بمحاكمته في دقيقة واحدة.
فارقنا.. النوم
أما مرفت نور الدين محمد 45 سنة شقيقة الشهيد أشرف نور الدين فأكدت من بين دموعها التي انسابت حتي بللت ملابسها السوداء أن شقيقها راح شهيداً إلي جنة الخلد وأقسمنا ألا نهدأ إلا بعد الأخذ بالثأر من الضباط القتلة الذين يتموا أطفاله الصغار ورملوا زوجته.. وأصابوا قلب أمه فهي لا تكف عن البكاء.. والدعاء لابنها البار بالرحمة والجنة.
قالت مرفت إن شقيقها أشرف 39 سنة كان يعمل في شركة السويس للأسمنت.. وله "بسملة" 4 سنوات و"نور الدين" 3 سنوات.. وانجبت زوجته بعد موته بنتاً كتب لها القدر ألا تري والدها.
اتهامات صريحة
اتهمت مرفت نور الدين صراحة الشرطة بالتباطؤ والتواطؤ في القبض علي قتلة المتظاهرين من الضباط الهاربين وأشارت إلي أنها تقدمت ببلاغ للنيابة باسمها تتهم فيه رجال الشرطة بقتل شقيقها الذي وجدناه مضروباً برصاص حي في صدره ورصاص مطاطي في جنبه الأيمن.. ومن المعروف أن الرصاص الحي والمطاطي موجود مع رجال الشرطة فقط.. وبناء عليه قمت باتهام ضباط قسم السويس ومأمور قسم السويس.. إلا أنهم قاموا بعمل محاضر ضد أولادي واتهموهم بالبلطجة وإثارة الشغب.
أقسمت مرفت نور الدين أنها لن تنام ولن يغمض لها جفن حتي تأخذ ثأر أخيها البار بأهله وأسرته.. وضبط رجل الأعمال لا يطفئ النيران في صدورنا.. النار لا يطفئها إلا القصاص وسرعة المحاكمة.
فك اللغز
قال علي الجنيدي والد الشهيد إسلام والمتحدث باسم أسر جميع الشهداء أن ضبط إبراهيم فرج سيفك اللغز الكبير ويوضح للمحكمة ورجال القضاء كيف تم قتل أولادنا.. ومن هم الضباط المتهمون.. مؤكداً أن الشارع السويسي ارتاح كثيراً بعد ضبط إبراهيم فرج وسيتم تعليق اعتصامات أهالي الشهداء حتي نري المحكمة والحكم العادل والقصاص الذي طالبنا به منذ اليوم الأول للثورة.
أكد جنيدي أن القيادات السياسية والمحافظ اللواء محمد هاشم كان دائماً يطالب بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم إلي محاكمة عادلة وسريعة حتي يعود للشارع انضباطه واستقراره. مشيراً إلي أن اللواء عادل رفعت مدير الأمن الجديد وعدنا من اليوم الأول لاستلام عمله بأن مهمته الرئيسية المكلف بها من وزير الداخلية هي سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة حتي يهدأ أهالي الشهداء ويتأكدوا أن الحكومة ساهمت كثيراً في إطفاء النار وأخذ ثأر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نجاح ثورة 25 يناير البيضاء.