فياض: وزارة التربية والتعليم تعكف على تطوير نظام امتحانات التوجيهي
رام الله 28-7-2011 وفا
أكد رئيس الوزراء سلام فياض، أن وزارة التربية والتعليم العالي تعكف حاليا على إنجاز دراسة معمقة، بهدف بلورة توصيات وآليات لإجراء تطوير جوهري في نظام امتحانات التوجيهي، للتخفيف من حالة التوتر والقلق التي تترافق مع إجرائها، وبما يُمكن الطلبة من التركيز على توجهاتهم وخياراتهم في الدراسة الجامعية، الأمر الذي يُساهم كذلك في تحسين مخرجات التعليم.
وقال: 'ستعمل الوزارة على تحقيق أوسع إجماع ممكن حول النظام الجديد للامتحان، تمهيدا للعمل به بعد العام الدراسي القادم'.
وشدد فياض على حرص السلطة الوطنية على تطوير وتحسين النظام التعليمي، وقال: 'وزارة التربية والتعليم العالي تسعى، من خلال الخطة الخمسية، والعناصر الأساسية التي تضمنتها خطة التنمية الوطنية في مجال التعليم والتعليم العالي للأعوام 2011-2013، للنهوض بصورة جوهرية بآليات التعليم ومخرجاته وارتباطه باحتياجات السوق'، وأضاف: 'يتضمن ذلك تطوير السياسات التربوية والخطط المتصلة بالمناهج، وطرق التدريس، وتدريب المعلمين'.
جاء ذلك، خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل تكريم أوائل الطلبة في امتحان الثانوية العامة، وأوائل الطلبة من الجامعات والكليات، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم، اليوم الخميس، في مدينة رام الله، وذلك بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي، وعدد من رؤساء الجامعات والمعاهد العليا، وعدد من المسؤولين الرسميين وممثلي المؤسسات الأهلية والتعليمة.
ودعا فياض إلى وضع حد لمظاهر التزمّت في المؤسسات التعليمية، وقال: 'هنا أود التأكيد مجددا، ومن منطلق الاحترام المطلق للخيارات الفردية، على أنّ ما يجب أن نتفق عليه هو ألاّ يكون السلوك الشخصي الذي يغلب عليه طابع التزمّت نتيجة للضغوط وأنماط العلاقات الاجتماعية التي تعتمد الترهيب والضغط، والتي تتناقض بالمطلق مع ضرورة أن تكون مدارسنا وجامعاتنا منارات فكر وانفتاح وإبداع بما يبني الثقة بالنفس ويؤسس لاستقلالية الفكر ولاحترام خيارات الأفراد، وبعيدا عن مظاهر التزمّت والتعصب، والتي تعاظمت في مجتمعنا على مدار العقود الثلاثة الماضية، لا لارتباطها بتعاليم دينية أو تراثية معينة، وإنما كنتيجة لتكوّن تصور عام بأن مثل هذه المظاهر ليست فقط مقبولة وإنما متوقعة'.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة نبذ ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية التي طالما حولت الأفراح إلى مآتم، وتوجه بالعزاء إلى أهل الطالبة المتفوقة فاطمة المصدّر، وقال: 'لقد كان من المفترض أن تكون من بين المكرمين في هذا الحفل اليوم، لولا الرصاصة الطائشة التي أخذت روحها وجعلت الفرحة بنجاحها مأتما'. وأضاف: 'عندما أذكر هذه الحادثة المؤلمة، فإنني أقصد تماما تسليط الضوء على هذه الظاهرة المجتمعية الحزينة والبالية من أجل محاربتها ونبذها، والتي طالما حولت أفراحنا إلى مآتم'، وأضاف: 'كما قلت يوم وفاتها، فإن عزاء شعبنا أن تكون روح فاطمة ومأساة أهلها مناسبة لتكاتف المجتمع من أجل الخلاص من هذه العادات المدمرة'.
وأكد فياض، أن جوهر برنامج عمل السلطة الوطنية استهدف الإعداد والتهيئة وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وشدد على أن إنجاز الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، والنجاح في تقديم نموذج جيد للحكم والإدارة وتقوية المؤسسات وتعزيزها، وأيضا من خلال توفير البنية التحتية الأساسية اللازمة، شكّلت في مجملها الركيزة الأساسية للجهد والنضال السياسي المبذول من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية، والمتمثلة أساسا في تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له على كامل الأرض المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وقال: 'نعم، نحن في المراحل الأخيرة من هذا الجهد السياسي المبذول على الساحة الدولية، وبما يشمل الإعداد للاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، والذي استند بشكل أساسي على النجاح الذي أحرزه شعبنا في تحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة وانتزاع إقرار العالم بهذه الجاهزية'.
بدورها، قالت الوزيرة العلمي، لقد عبرت الوزارة عاما دراسيا جديدا، ولم تقتصر جهودنا على إنجاز امتحان الثانوية العامة، فحسب، بل تنوعت لتشمل قضايا نوعية تتقاطع وما تبنته الوزارة في خطتها الخمسية، بتركيز واضح على المحور الخاص بتحسين نوعية التعليم، حيث حكمت روح الشفافية والوضوح ومواصلة المشاركة في الاختبارات الدولية، وعقد الاختبارات الوطنية الموحدة في المباحث الأساسية'.
وأضافت العلمي: 'إن لجنة السياسات في الوزارة، إضافة إلى الإدارات العامة، حرصتا على استحضار كل ما يمكن أن يرفد صناعة القرار برؤى علمية'، مؤكدة مواصلة العمل المدروس انطلاقا من الثقة بأن الأسرة التربوية قادرة على أن تجعل من تحقيق الأهداف المتوخّاة على المدى البعيد مسالة وقت لا أكثر ولا أقل.
وأشارت إلى أن هناك بعض 'الفتوات' التي خرجت بشأن العملية التربوية وامتحان الثانوية العامة، مؤكدة أن التغيير في آليات امتحان الثانوية شكل جزءا من الموروث والتقاليد التربوية ولا يأتي بقرار فجائي، وإذا كان تغيير نمطيته أمرا سهلا، فإن إيجاد البديل المستوفي للعناصر التربوية والتقييمية ليس بالأمر اليسير.
وتابعت: 'إن النقد المتواصل لن يجر الوزارة إلى التصرف بمنطق رد الفعل، لأن الوزارة تعي أن مستقبل الجيل يفرض علينا مواصلة العمل الممنهج والتعامل بحكمة مع آية انتقادات، ولن تتأخر في تبني أي بديل عصري يحقق التوازن بين الحد الأدنى لطموحنا التربوي، والحد الأعلى المبالغ فيه لطموح أولياء الأمور والطلبة.
وتقدمت بالتهاني للطلبة الناجحين في الثانوية العامة، والمتفوقين خاصة، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحة أن 82 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة تقدموا لامتحان الثانوية العامة، نجح منهم 32 طالبا في الفروع العلمية والعلوم الإنسانية والصناعي، وحصل ثمانية مشاركين على معدلات تجاوزت الـ80، مشيرة إلى أنه لأول مرة تقدم طالب كفيف للامتحان بلغة 'بريل' وهي سابقة حميدة على مستوى الوطن العربي.
وناشدت العلمي مؤسسات القطاع الخاص تقديم المزيد من المنح للطلبة المتفوقين، من منطلق أن التعليم مسؤولية الجميع.
ووجهت الوزيرة العلمي شكرها للجنة الامتحانات ومديري التربية والمعلمين ومديري المدارس والإداريين ولأهالي ومؤسسات المجتمع والأجهزة الأمنية، ممّن أدركوا حجم المسؤولية الملقاة على كاهلهم، فاستحضروا مصلحة الجيل، وواصلوا العمل دون كلل أو ملل.
وطالبت العلمي كل الهيئات الحقوقية بتحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الأسرى في السجون الإسرائيلية، الذين حرموا من حقهم في التعليم والتقدّم لامتحان الثانوية العامة.
بدروه، تقدم المدير التنفيذي لمجموعة الاتصالات، بالتهاني للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة وأوائل الجامعات، مشيرا إلى أن خطة المجموعة تتمثل في استمرار تقديم الدعم والمنح الدراسية للمتفوقين، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي.
وقال: 'إن شركة جوال تهتم بدعم قطاع الشباب، كونه جزءا من هوية الشركة، ولما لهذا القطاع من دور في تشكيل الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن الشركة تقدم حوالي 400 منحة دراسية من خلال مؤسسة الاتصالات للتنمية المجتمعية، 300 منها للطلبة خريجي هذا العام'.