اكثر من 90 قتيلا فى مذبحة أوسلو ومرتكب الجريمة معاد للإسلام أوسلو - وكالات الأنباء:أعلنت الشرطة النرويجية أمس أن ضحايا إطلاق النار العشوائى على معسكر شباب الحزب الحاكم فى النرويج فى جزيرة «أوتويا» بالقرب من أوسلو قد وصل إلى 84 شخصا على الاقل إلى جانب سبعة على الأقل آخرين قتلوا فى انفجار قنبلة بالتزامن بوسط العاصمة النرويجية ولم تستبعد الشرطة احتمال ارتفاع حصيلة القتلى حيث مازالت عمليات البحث جارية.
وقال نائب قائد شرطة أوسلو روجر أندريسين إن الشرطة تبحث حاليا فى المياه قبالة أوتويا عن مزيد من الضحايا. وأضاف أن الشرطة ليس لديها أى حصيلة كاملة بشأن المصابين ولا المفقودين حتى الآن. وكشف أن المسلح الذى أطلق النار على معسكر شباب الحزب الحاكم رجل نرويجى يبلغ من العمر 32 عاما ووصفه بأنه مسيحى متشدد .
وقال أندريسين إن المشتبه به له صلات باليمين المتطرف كما أن لديه تراخيص بحمل عدد من الأسلحة، وأعرب عن أراء متطرفة ومعادية للإسلام على بعض المواقع على شبكة الإنترنت.
وكشف أحد شهود العيان أن المسلح كان يرتدى زى الشرطة عندما هاجم المعسكر ، وأنه غافل الحراسة التى كانت موجودة وبدأ فى إطلاق النار بشكل عشوائى على كل شىء يتحرك فى المكان. ذكر شاهد عيان أن المسلح استمر فى إطلاق النار لمدة تزيد على 45 دقيقة. وقالت نيكولين بيرجه شى (22 عاما) أمس فى تصريحات للنسخة الإلكترونية من صحيفة «داجبلات» النرويجية: «الرصاص كان يطلق كل نحو عشر ثوان لمدة تزيد على ساعة إلا ربع».وأضافت أنها اختبأت مع أصدقائها خلف صخرة فى الماء.
وأضاف شاهد آخر أن الشباب الذين كانت تتراوح أعمارهم ما بين 16 و19 عاما اضطروا للفرار بالقفز فى البحر فأطلق المسلح النار عليهم خلال سباحتهم مما أسقط بعض الضحايا فى البحر . وكشف أن البعض الآخر فر فى الأشجار القريبة من المعسكر الشبابي.
وعن منفذ الهجوم، قالت نيكولين: «لم أره ، لكنى سمعته ، فقد كان يصرخ ويهلل وأطلق العديد من صيحات الانتصار». وفى صحيفة «فيردنس جانج» قال أحد النشطاء الشباب فى المعسكر ، أدريان بارسون ، إن الجانى صرخ عدة مرات وكان يقول: «سأقتلكم جميعا ، لا بد أن تموتوا جميعا». وأضاف أنه نجا من الموت فقط لأنه مثل أنه ميت ، وقال: «الجانى كان يصوب المسدس نحوى ، لكنه لم يضغط على الزناد».
وأشارت القناة الثانية بالتليفزيون النرويجى إلى أن المسلح يدعى أندرس بيهرينج بريفيك وهو طويل القامة وأشقر اللون وله اتصالات باليمين المتطرف. وكشفت صفحة بريفيك على الفيس بوك التى تم إغلاقها مساء أمس الأول أنه سياسى محافظ يعتنق الماسونية ويهوى كمال الأجسام. وذكرت وسائل الإعلام النرويجية أن المعتقل قد فتح حسابا على موقع تويتير قبل الهجوم بنحو عشرة أيام وكتب عليه مقولة مثيرة وهى «شخص يؤمن بمبدأ يعادل قوة مائة ألف ليس لديهم مبادئ ». وكشفت صحيفة «فيردن جانج» النرويجية أن المعتقل اعتنق الأفكار المتطرفة منذ بدايات العشرينيات من عمره وتبادلها مع آخرين، كما أنه لايؤمن بإمكانية أن يعيش أفراد من ثقافات مختلفة فى مجتمع واحد.
وأشارت إلى أن الرجل اشترى كمية من الأسمدة الزراعية بلغت نحو 6 أطنان فى 4 مايو الماضى يمكن أن تستخدم فى صنع القنابل المنزلية ويعتقد أنه تم استخدامها فى التفجير الذى استهدف مقر الحكومة فى وسط أوسلو .
وعلى الصعيد نفسه ، كشفت وكالة الأنباء النرويجية أن الشرطة تبحث حاليا عن شخص آخر يعتقد أنه كان مع المسلح الذى هاجم معسكر شباب الحزب الحاكم فى النرويج . وكشفت أن عمليات البحث بدأت بعد أن تلقت الشرطة شهادات من شهود عيان أكدوا وجود رجل ثان شارك الأول فى الهجوم .
وفى غضون ذلك، قال رئيس الوزراء النرويجى ينس ستولتنبرج أمس إن الهجوم الذى ضرب النرويج قد حول الجنة فى جزيرة أوتويا إلى جحيم. واضاف أن كثيرا من الذين فقدوا حياتهم اشخاص يعرفهم ويعرف آباءهم . وقال عن الجزيرة الصغيرة التى تستضيف المعسكر السنوى لجناح الشباب بحزب العمال إن ما حدث فى اوتويا هو مأساة وطنية. وأوضح أن ما شهدته النرويج جريمة كبيرة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، كما أنه الهجوم الأكبر فى أوروبا منذ عام 2004 .
وأضاف رئيس الوزراء انه لا يريد التكهن بالدافع وراء الهجومين الذين ضربا بلاده أمس الأول. واستطرد بأنه مقارنة بدول أخرى فإن النرويج ليست لديها مشكلة كبيرة مع المتطرفين اليمينيين ولكن توجد بعض الجماعات فى البلاد تمت ملاحقتهم من قبل ، والشرطة النرويجية على علم بوجود بعض الجماعات اليمينية على حد قوله . وأشار إلى أن هناك بعض الجماعات من هذا النوع فى النرويج لكنه رفض التكهن بأى شىء . وقال سننتظر تحقيق الشرطة قبل ان نقول اى شيء عن القضية.
وفى غضون ذلك ، اعتقلت الشرطة النرويجية شخصا يحمل سكينا خارج الفندق الذى كان يزوره رئيس وزراء النرويج أمس لمواساة عائلات الضحايا فى جزيرة أوتويا المنكوبة . وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الشخص الذى تم اعتقاله يبلغ من العمر 20 عاما وينتمى للحزب الحاكم وادعى أنه يمسك بالسكين خوفا على حياته .
ومن جانبه قال ملك النرويج هارالد الخامس إن مقتل نحو 84 شابا هو مأساة غير مفهومة ، كما زار الملك هارالد ملك النرويج والملكة سونيا وولى العهد الأمير هاكون الفندق الذى تقيم فيه عائلات الضحايا .