كان لأحد الملوك...وزير حكيم
وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان
......
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره
...
قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك
فقال الوزير "لعله خيراً "
فغضب الملك غضباً شديداً
وقال ما الخير في ذلك؟!
وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن
وفي يوم خرج الملك للصيد
وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته،
فمر على قوم يعبدون صنم
فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم
ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا
أن قربانهم إصبعه مقطوع..
فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله
من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر
وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس
أن يأتوا بوزيره من السجن
واعتذر له عما صنعه معه
وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه،
وحمد الله تعالى على ذلك
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك
قلت "لعله خيراً"
فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه..
لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك...
فكان في صنع الله كل الخير
{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}
[النساء : 19]
كم ابتلى الله أناس بالمرض فكان المرض خير لهم وسبب هدايتهم !
كم ابتلى أناس بالفقر فكان الفقر سبب فى وقوفهم مع أنفسهم !
كم ابتلى أناس بالوحدة ليعلموا أنهم ليس لهم إلا الله فكان بداية سعادتهم !
فما يدريك فلعله خير وأنت لا تعلم !
هو الحكيم فلا تخاف لن يحدث فى كونه شيئا عبثا ..
هو الرحيم فلا تحزن...
ما ابتلى ليعذب ولكن ليختبر ويهذب ..
فإذا أحب عبدا ابتلاه فإذا صبر اصطفاه ..
فلعله يريد بك خيرا وأنت لا تدري !
أتراه يمنعك بخلا !!
هو الكريم
كم أنفق على الأرض منذ خلقها !
كم حبة مطر وكم غرسة شجر
وكم نعمة أنعمها عليك ودون أن تطلب !
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
أتراه يمنعك فقرا !!!
حاشاه هو الغنى عنده خزائن كل شىء .
لو أعطى الكون كله ما يطلب ما نقص ذلك من ملكه شيئا .
أتراه يمنعك قسوة !!!
حاشاه هو أرحم الراحمين
نزل جزء من رحمته إلى الدنيا فبها ترحم الوحوش صغارها والأم أبنائها
رحمة أمك عليك جزء يسير جدا من 99 جزء من رحمة ربك
جزء تتشارك فيه مع كل المخلوقات منذ خلق الله ءادم إلى قيام الساعة !
كم من طفل يبكي على ما يؤذيه !!!!!!!!
فهل إن منعه أبويه كان بخلا أو فقرا أو قسوة !!
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك : 14]
فلعلــــــــــــــــه خيــــــــــــــــــــــــــــــر
هل تريدها بلا هم ولا حزن !!!
طبعت على كدر وأنت تريدها *** خالية من الأنكاد والأكدار !
فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة.. لا يخلو منه.
. غني ولا فقير.. ولا ملك ولا مملوك..
ولا نبي مرسل.. ولا عظيم مبجل..
ولا مؤمن خالص ..
ولا مشرك فاجر ..
فالناس مشتركون في وقوعه.
. ومختلفون في كيفياته ودرجاته..
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4].
ولكن شتان بين المؤمن والكافر
شتان بين
من يصبر ويرضى ويحتسب الأجر وينتظر الفرج
فعجبا له كل أمره خير
وبين من يتسخط ويضجر ويبعد ويفجر
فبئسا له خسر الدنيا والأخرة ذلك هو الخسران المبين
فإلى كل مبتلى
فلعلــــــــــــــــــــــــــه خيـــــــــــــــــــــــــر