استئصال المثانة والبروستاتا بالروبوت لأول مرة في مصر كتب:عمرو يحييأجريت أمس الأول بالمعهد القومي للأورام جراحة ناجحة تعد الأولي من نوعها في مصر, وذلك باستخدام الإنسان الآلي الجراحي لاستئصال المثانة والبروستاتا, مع عمل مثانة صناعية من الأمعاء الدقيقة وبدون تحويل مجري البول, وذلك لمريض مصري(45 عاما) يعاني من سرطان بالمثانة في المرحلة الثانية. أجري الجراحةـ التي تعد من الجراحات المتقدمة ـ الخبير التركي بال باي الأستاذ المتخصص في جراحات أورام المسالك باستخدام الإنسان الآلي بجامعة اسطنبول التركية, بمشاركة فريق مصري من معهد الأورام, ضم الدكتور أحمد حلمي أستاذ جراحة الأورام, والدكتور أحمد مصطفي مدرس جراحة الأورام, استمرت الجراحة8 ساعات, وجاءت ضمن البرنامج التدريبي المتقدم للارتقاء بمهارات الجراحيين بالمعهد في جميع تخصصات جراحات الأورام علي استخدام تقنيات الإنسان الآلي الجراحي, والذي يتبناه المعهد علي مدي العامين القادمين.
ويقول الدكتور بال باي أستاذ جراحة المسالك باستخدام الإنسان الآلي بجامعة اسطنبول, إن المريض كان يعاني من ورم بالمثانة بالمرحلة الثانية في حجم3*4 سم بالجدار الخلفي للمثانة, واشتباه بأورام ثانوية بالعقد الليمفاوية بالحوض, وتقرر استخدام الإنسان الآلي الجراحي, خاصة أن الورم لم يصل إلي عنق المثانة, مايعني إمكانية الحفاظ علي الضفيرة العصبية للمريض للتحكم في وظائف التبول, وتم استئصال الورم بالمثانة والبروستاتا جذريا, مع تفريغ كامل للعقد الليمفاوية بالحوض, وتم تشييد مثانة صناعية من الأمعاء الدقيقة للمريض, وتوصيلها بمجري البول دون عمل تحويل للبول أو البراز, وهو ما يعد من مميزات استخدام الإنسان الآلي الجراحي, وخلال الجراحة كانت الوظائف الحيوية للمريض مستقرة وينتظر خروجه خلال4 أيام.
تجدر الإشارة إلي أن عدد جراحات استئصال المثانة مع تشييد مثانة صناعية باستخدام الإنسان الآلي الجراحي حول العالم200 حالة فقط, أجري منها الدكتور بال باي40 عملية جراحية.
ويوضح الدكتور وحيد يسري جرير أستاذ ورئيس قسم الجراحة بالمعهد أن الفريق الطبي المصري المشارك بالجراحة تم تدريبه في مدينة ستراسبورج بفرنسا, كما تم تدريب6 من جراحي الأورام علي جراحات الانسان الآلي بأوروبا, وتأتي الجراحة ضمن برنامج المعهد لتدريب الجراحين علي تقنيات الإنسان الآلي الجراحي, ويشمل استقدام الخبرات الدولية في جراحات المسالك وجراحات القولون والمستقيم وغيرها.
ويقول الدكتور اشرف سعد زغلول أستاذ جراحة الأورام بالمعهد إن التدريب علي استخدام الإنسان الآلي الجراحي بالعالم يبدأ عادة في مراحل الأورام البسيطة, لكن خبرة جراحي المعهد شجعتنا علي إجراء جراحة استئصال أورام المثانة, والتي تصنف ضمن الجراحات شديدة الصعوبة, وكان اختيارنا لأورام المثانة لأن مصر من أعلي دول العالم في معدلات الإصابة بها, إذ تشكل25% من إجمالي سرطانات الرجال من المرضي المترددين علي المعهد, وتكتشف في مراحل متوسطة ومتأخرة
وأضاف أن استخدام الإنسان الآلي الجراحي في مثل هذه الجراحات يمتاز بأنه يتيح رؤية ثلاثية الأبعاد وقدرة تكبير10 أضعاف الصورة, بحيث يتمكن الجراح من الحفاظ علي الأعصاب والشرايين الدقيقة للحفاظ علي الوظائف الحيوية كالتحكم في البول والإبقاء علي القدرات الجنسية للمريض, خاصة في مرضي سرطان المثانة والبروستاتا, كما تجري العملية بدون أية جروح بالبطن, ومن خلال ثقوب صغيرة تسمح بمرور أذرع الجراح الآلي, ويفقد المريض أقل نسبة دم تقل عن200 سم, مقابل لتر ونصف من الدم في الجراحات التقليدية, كما تقل نسبة انتقال العدوي والتلوث بصورة تقلل كمية المضادات الحيوية, وينخفض متوسط بقاء المريض بالمستشفي بعد الجراحة ليبلغ3 ـ5 أيام مقارنة بـ3 أسابيع في الجراحات المفتوحة.
ويشير إلي أن الدراسات العالمية تؤكد استخدام الإنسان الآلي الجراحي في80% من جراحات سرطان البروستاتا بالعالم لأنه الأكثر دقة في استئصال الورم كاملا, مع الحفاظ علي الوظائف الفسيولوجية كالتحكم في البول والقدرة الجنسية.
يذكر أن المعهد القومي للأورام يجري5 آلاف عملية جراحية كبري سنويا بين أورام البروستاتا والبنكرياس والقولون وأورام الكبد, وتمت المبادرة بجلب جهاز' الإنسان الآلي' كأول جهاز للجراحات الآلية في مصر, بتكلفة3.3 مليون دولار تم توفيرها من المنح الدولية وبرتوكولات تعاون مع جهات مانحة, ومن أموال التبرعات بالمعهد, للحد من قوائم الانتظار بنسبة25% من الجراحات بالمعهد.