أمورلابد منها في علم الأنساب
هناك أموريحتاجها الناظرفي علم الأنساب
إليها وهي عشرة أمور:-
الأول:قال الماوردي
إذاتباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا والعمائر قبائل،يعني:وتصيرالبطون عمائر،والأفخاذ بطونا،والفصائل
أفخاذاً،والحادث
من النسب بعد ذلك فصائل.
الثاني:قد ذكرالجوهري أن
القبائل هي بنوأب واحد.
وقال
ابن حزم:جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل
وهي تنوخ والعتق وغسان.
فإن كان كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون نعم الأب الواحد قد يكون أباً
لعدة بطون ثم أبوالقبيلة قد يكون له
عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب إليه من هومنهم ويبقى بعضهم بلا ولد،أويولد له ولم يشتهر
ولده فينسب إلى القبيلة الأولى.
الثالث:إذا اشتمل النسب على
طبقتين فأكثركهاشم وقريش ومضروعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع
فيجوز لبني هاشم أن ينتسبوا إلى
هاشم وإلى قريش وإلى مضروإلى عدنان فيقال في أحدهم الهاشمي،ويقال فيه القرشي والمضري والعدناني.
بل قد قال الجوهري:إن النسبة
إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل،فإذا
قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة
الكلبي:استغنيت عن أن تنسبه إلى شيء من أصوله،وذكرغيره أنه يجوزالجمع في النسب بين الطبقة العيا والطبقة
السفلى،ثم يرى بعضهم تقديم العليا على
السفلى مثل أن يقال في النسب إلى
عثمان بن عفان الأموي العثماني،وبعضهم يرى
تقديم السفلى على العليا فيقال العثماني
الأموي.
الرابع:قد ينظم الرجل إلى
غيرقبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليهم
فيقال فلان حليف بني فلان أومولاهم،كما
يقال في البخاري الجعفي مولاهم
ونحوذلك.
الخامس:إذا كان الرجل من
قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جازأن ينتسب
إلى قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة
التي دخل فيها،وأن ينتسب إلى
القبيلتين جميعاً،مثل أن يقال التميمي ثم
الوائلي،أوالوائلي ثم التميمي
وما أشبه ذلك.
السادس:القبائل في الغالب
تسمى الأب الوالد للقبيلة كربيعة ومضر
والأوس والخزرج ونحو ذلك،وقد تسمى القبيلة
باسم أم القبيلة كخندف
وبجيلة ونحوهما وقد تسمى باسم خاص ونحو
ذلك.وقد تسمى القبيلة بغير هذا،وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به
وربما وقع اللقب على الواحد منهم
فسموا به وقيل غير ذلك.
السابع:أسماء القبائل في اصطلاح
العرب على خمسة أضرب:-
أولها:أن يطلق على القبيلة
لفظة الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد القرآن كقوله تعالى:"وإلى عاد،وإلى ثمود،وإلى مدين"
يريد بني عاد وبني ثمود ونحو لك،وأكثرما يكون ذلك في الشعوب والقبائل
العظام لاسيما في الأزمان المتقدمة بخلاف
البطون والأفخاذ ونحوهما.
وثانيهما:أن يطلق على
القبيلة لفظ البنوة فيقال بنو فلان،وأكثرما يكون ذلك
في البطون والأفخاذ والقبائل الصغارلاسيما
في الأزمان المتأخرة.
وثالثهما:أن ترد القبيلة
بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة
ونحوهما،وأكثرما يكون ذلك في المتأخرين
دون غيرهم.
ورابعهما:أن يعبرعنها بآل
فلان كآل ربيعة وآل فضل وآل علي وما أشبه
ذلك،وأكثرما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة
لاسيما في عرب الشام في زماننا والمراد
بالآل الأهل.
وخامسها:أنه يعبرعنها بأولاد
فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين
في أفخاذ
العرب على قلة.
الثامن:غالب
أسماء العرب منقولة عما يدورفي خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه،إما من الحيوان كأسد ونمر،وإما من
النبات كنبت وخنظلة،وإما من الحشرات
كحية وحنس،وإما من أجزاء الأرض كفهروصخرونحو ذلك.
التاسع:الغالب
على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضراروحرب وما أشبه ذلك،وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء
كفلاح ونجاح ونحوهما،والمعنى في ذلك ما يحكى أنه قيل لأبي القيس الكلابي لم
تسمون أبناءكم بشرالأسماء نحو كلب
وذئب،وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح.فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا،وعبيدنا لأنفسنا.
يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا
لهم شرالأسماء،والعبيد معدة لأنفسهم
فاختاروا لهم خيرالأسماء.
العاشر:إذا
كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث،وكالخزرج
والخزرج وما أشبه ذلك،وأحداهما من ولد
الآخرأوبعده في الوجود عبروا
عن الوالد والسابق منهما بالأكبر،وعن
الوالد والمتأخرمنهما بالأصغر،
وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبرمن الآخر.
المصدر
منتدى السادة الأشراف