رداء النفاق

سمعت هذه القصة من احد اساتذتى عندما كنت فى مرحلة الطفولة المبكرة الحافلة بالبراءة والصفاء وقد حاولت جاهدا تذكرها لما تلائم بعض الاحداث التى تلاحقنا الان وقد عرضتها هنا عليكم وارجو ان تنال اعجابكم



رداء النفاق




ذهب إثنين من النصابين إلى ملك من الملوك و قالوا له أنهم يستطيعون أن يصنعوا له رداء إذا لبسه لا يرى الرداء إلا كل إنسان صادق و أمين أما المنافقين و الكذابين فلا يروه و بذلك يستطيع الملك أن يعرف من كان ببطانته منافق أو كذاب ، و لذلك أعطاهم الملك مئة ألف دينار و أحد القصور يعيشوا فيه ليصنعوا له هذا الرداء ، و بعد فترة أرسل الملك رئيس الوزراء لكى يستطلع التقدم فى العمل بهذا الرداء و عندما دخل عليهم رئيس الوزراء رأهم جالسين أمام نول خالى من أى خيوط و تلعب أياديهم فى الهواء كأنهم ينسجون قماش أما القماش فلا يوجد ، و قام النصابين بتذكيره بأن هذا القماش لا يراه إلا الصادق الأمين و سألوه ما رأيك فقال لهم إنه قماش جميل و رائع و هناك تناسق كبير فى الألوان و رجع إلى الملك يصف له جمال هذا القماش و دقة ألوانه ، و بعد فترة أرسل الملك وزير الداخلية و من بعده شهبندر التجار و رجعوا له بنفس الإجابة رغم أنهم لم يروا شيئا ، و بعد أن أخبر النصابين الملك أنه قد تم صنع الرداء أمر الملك بعرض هذا الرداء على جموع الشعب و أثناء مرور موكب الرداء على الجماهير لم يرى الجمهور إلا نولا فارغا ليس فيه أى شئ و لكن الكل خاف أن يقول هذا فيكون من المنافقين و الكذابين فيحاكمه الملك ، و كيف ذلك إذا كان الملك نفسه قد خاف أن يكون من المنافقين و الكذابين فكيف بالفرد العادى من الشعب.
و أثناء مرور الموكب بجوار طفل صغير سمع الكبار من حوله يمدحون جمال هذا الرداء و دقة صنعه و تناسق أمواله ، فتفرس الطفل فى النول و قال لهم و لكنى لا أرى أى قماش فى النول فحاول الكبار أن يسكتوه ، و لكنه إستمر يصرخ و لكنى لا أرى أى شئ فى النول و لا يوجد أى رداء ، و بعد فترة تجرأ أحد الحاضرين و قال و أنا أيضا لا أراه ثم توالى آخر ثم آخر إلى أن هتفت الجموع لا يوجد رداء فى النول فقبض الملك على النصابين.
أللهم مهما كبر سنى
فلتجعلنى هذا الطفل الصغير
الذى لا يخاف إلا أنت
و لا يقول إلا ما يرى بحق
و لا يحتاج أن ينافق
ملكا أو جماهير