أين اختفت عفاريت مبارك ؟!
حالات الإغماء والسلعوة وإنفلونزا الطيور والخنازير
والكوبونات والعمليات الإرهابيةاختفت عفاريت مبارك.. لم تعد تظهر لتبث الرعب في نفوس المواطنين.. ولم يعد هناك ما يسمي »بفزاعة الكوارث« التي صنعها النظام السابق لإلهاء الشعب عن جرائمه.. انصرف »الشبح« الذي كان يطل برأسه علي الجميع ليداري سقوط نظام ورئيس ينتظر الخلاصة.
فصناعة الكوارث وانتاج الأشباح والعفاريت كانت طريقة معتمدة لمبارك من أجل استمرار الحكم.. كانت لديه أزمات حاضرة تختفي وتظهر حسب إرادته وبإشارة منه تنقلب مصر رأساً علي عقب ويعم الخوف جميع أركان البلاد وينتشر الرعب في قلوب المواطنين.
ففي مصانع نظام مبارك انتجت عشرات العفاريت سنوياً وداخل المصانع كانت هناك أقسام مختلفة فهناك من كان هدفه إثارة الرعب بين المعارضين وهو عفريت التعذيب الذي تم تصنيعه في أمن الدولة بإشراف الوزير الأسبق حبيب العادلي الذي وضع علي كل زنزانة عفريتاً كانت مهمته ابتكار وسائل جديدة للتعذيب لإرهاب من يقول »لا لمبارك« والتخلص من أي ثائر.
وهناك أيضاً عفريت »خراب البيوت« الذي أنتج خصيصاً للغلابة والفقراء وتم تصنيعه بإشراف حكومة نظيف وكان لوزير المالية السابق يوسف بطرس غالي دور كبير في صياغة أنواع من العفاريت متمثلة في بعض السياسات والقوانين التي زادت الفقراء فقراً وزادت رجال الأعمال ثروة وغني، ومن بينها كوبونات الخصخصة التي اخترعها محمود محيي الدين ويوسف بطرس غالي بإشراف جمال مبارك شخصياً.
النوع الثالث من العفاريت تم انتاجه في قسم »تحت الطلب« بإشراف كل رجال النظام وبرعاية خاصة من مبارك الذي خصص لهذا النوع من العفاريت ميزانية ضخمة لتكون جاهزة للتغطية علي كوارثه والأزمات التي تحدث بنشر الرعب والخوف في نفوس الشعب كله.
وفي هذا القسم من مصانع »عفاريت تحت الطلب« تم تصنيع فزاعة انفلونزا الطيور للتغطية علي حادث العبارة السلام »98«. فعندما شعر مبارك بزلزال في نظامه عقب غرق العبارة »السلام« في 2 فبراير 2006 سارع بتجهيز عفريت انفلونزا الطيور وجهزه بأسلحة فتاكة لتقضي علي أي محاولة لإحداث توابع في النظام بعد حالة الغضب التي انتابت الجميع من ممدوح إسماعيل صاحب العبارة والذي حظي بحماية خاصة من زكريا عزمي أحد أهم أصدقائه.
وانطلق عفريت انفلونزا الطيور في »17 فبراير« من نفس العام أي بعد »15« يوماً من غرق العبارة وبإشارة من زكريا عزمي تم تنظيم حملة اعلامية للتحذير من خطورة العفريت الذي نجح في مهمته وأجبر الأهالي علي الجلوس في المنزل بعد أن وضع حاجزاً وهمياً علي أبواب المنازل وأوهمهم أن المرض تحول الي وباء يحصد الأرواح وشارك في هذه الجريمة د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق.
وتسبب عفريت إنفلونزا الطيور في تحقيق خسائر »2« مليار جنيه في قطاع الدواجن، بالاضافة الي قطع أرزاق مليون مصري يعملون في هذا القطاع.
ومن العجائب التي نشرها العفريت ان المرض يزداد خطورة بين شهري مارس وأبريل ولم تسمع خلال تلك الفترة من هذا العام عن أي حالة اصابة وحيدة بعد خلع نظام مبارك وانصراف العفريت الي غير رجعة.
مبارك ونظامه أيضاً طوروا من عفريت انفلونزا الطيور وقاموا باستنساخ سلالة جديدة من العفريت باسم انفلونزا الخنازير وأطلقها علي الشعب بعد ما انهارت صخرة علي مساكن الدويقة وقتلت »119« شخصاً انفجر الغضب في نفوس الجميع وخشي النظام من انهياره فأطلق العفريت المطور.
ولم يخيب عفريت انفلونزا الخنازير ظن النظام ونجح في تحويل الغضب الشعبي علي النظام الي خوف جماعي من المرض خاصة بعد التهويل من خطورته واعلان وزير الصحة عن خطة لدفن الضحايا في مقابر جماعية وهو ما دفع الأهالي الي الانشغال بأعداد الضحايا وذبح الخنازير أكثر من انشغالهم بالتخريب الذي حدث في مصر علي أيدي مبارك.
حتي ان رجال الأعمال حسب تأكيدات النائب السابق محمد عبدالعليم داود استغلوا تلك الفزاعة وعقدوا صفقات بالمليارات لاستيراد أمصال انفلونزا الخنازير التي ثبت عدم فاعليتها وانتهاء صلاحيتها.
ومجلس الشعب بوصف البرلماني السابق سعد عبود شارك في المؤامرة أيضاً حيث حاول نواب المعارضة التصدي لعفريت الانفلونزا، لكن نواب الأغلبية كانوا يصرون علي تنفيذ المؤامرة.
أما أخطر أنواع عفاريت مبارك في قسم »تحت الطلب« فكانت عفاريت الحوادث الإرهابية والفتن الطائفية والتي استخدمت كمسامير لتثبيت قانون الطوارئ وتمرير بعض القوانين المشبوهة.
ففي صباح يوم »7 يناير« من العام الماضي استيقظ الشعب علي تفجير كنيسة نجع حمادي بقنا مما أدي الي مقتل »8« أقباط وإصابة عدد اخر ولم تمض سوي بضعة أشهر حتي عرض الدكتور احمد نظيف مذكرة علي مجلس الشعب لمد العمل بقانون الطوارئ حتي عام 2012 وتم الموافقة عليها بأغلبية وصلت الي »308« أصوات.
وبعد فضيحة بيع القطاع العام والتي ادت الي اندلاع العديد من الاحتجاجات في المصانع والشركات ابتكر مبارك عفريت »الصكوك الشعبية« ليبرئ زمته من بيع شركات القطاع العام ويعلن بيع ما تبقي منها للشعب وقد نجح العفريت في شد انتباه الأهالي بعيداً عن ما يجري في مصر.
عفاريت أخري استخدمها نظام مبارك لإلهاء وإرهاب الشعب وصرفه بعيداً عن نظام الحكم وبلاويه.. أهمها: ما كان يحدث فجأة من حالات إغماء لطالبات المدارس الاعدادية والثانوية.. وظهور »السلعوة فجأة ثم اختفاؤها.. وحكاية كل عام مع السحابة السوداء..وغيرها من العفاريت التي اختفت فجأة بعد سقوط نظام مبارك.
المصدر : بوابة الوفد الإلكترونية