جابر عبد الجابر جبور مواطن عربى انهكته ظروف الحياه والتعقيدات والروتين فى بلده وفى كل البلاد العربيه التى سافر اليها بحثا عن لقمة عيش سائغه ..هجر وطنه لضيق العيش والظروف الاقتصاديه الصعبه ولم يستطيع مواجهة اعباء الحياه الثقيله ففكر فى السفر الى بلد عربى وذلك ظنا منه ان كلمة عربى مازالت تذكر وهناك اصطدم بواقع امر مما كان يعانيه فى بلده ..تعقيدات ..روتين
ولم يستطيع التواصل هناك فانتقل الى بلد اخر مجاور تاركا اولاده واسرته ومعهم الله ليس لهم الاهو ..ونعم بالله ..وهناك وجد ان كلمة مواطن عربى قد حذفت من فواميس اللغه ..وجد الحياه سريعه جدا وتحللت كل وسائل المساعده واصبح الاخ لاينظر الى اخيه ولايعرف عنه شيئ الا كل حين ..وباعتبار ان جابر مازال يحتفظ فى نفسه ببقايا من اصالة العربى عزت عليه نفسه كثيرا وعز عليه حال العرب وما ال اليه الوضع بين الناس فلم يستطيع العيش والتكيف هناك وارتحل جابر الى بلد اخر وفى كل مره ينفق كل مالديه ولم يحالفه الحظ كثيرا الا انه وجد فى هذا البلد منفذا الى ايطاليا ..طبعا منفذا غير شرعى .واخذته مركب والقت به مع مجموعه من امثاله على شواطئ ايطاليا وتفرق كل منهم الى حاله وبقى جابر محتارا اين يذهب وماذا يفعل فهو لايعرف الانجليزيه ولايعرف الايطاليه وليس لديه من الامكانيات مايؤهله للعمل هناك ..ماذا يفعل جابر وقد اصبح لايجد ثمن شاندويتش وهو مازال يحتفظ بجزء من كرامته وعزة نفسه التى منعته من السؤال ..راح جابر يتمشى بدون هدف
وقد اخذته اقدامه الى مكان ما وهناك نظر حوله ولم يجد الا مقابر ..ذهب الى المقابر لله يستريح قليلا وسط السكون والهدوء القاتل وراح فى سنة من النوم
وتراءت له احلام حياته البائده واخذ شريط الذكريات يعاد امامه منذ ان كان طفلا
وارتسمت معاناته فى الافاق ..وتقطرت من عينيه دمعتان سالت على خده
ثم افاق من غفوته ووجد جنازه شخص ميت ووقف جابر يرقب الوضع من بعيد
وانفض الناس وبقى الحانوتى كما يسمى او الحفار فى تسمية اخرى ..فاقترب منه جابر ووجده يتكلم العربيه ..فساله عن هذه الجنازه وماهو المكتوب على القبر ..فقال له الحانوتى هذا فلان ..من مواليد سنة 1930 وتوفى اليوم ...شهر .
..1990 عن عمر 10 سنوات ..فاستغرب الامر وسال الحانوتى كيف ذلك وهو من مواليد 1930 ..قال له الحانوت هنا لايكتب العمر كله ولكن يتم حذف اوقات العمل ..والنوم واقات المشاكل ولاتحسب الا لحظات السعاده فقط فهى العمر الذى يعيشه الانسان ..وقف جابر يتفكر فى عمره الذى جاوز الخمسين عاما ووجده كله معاناه وتعب ولم يجد لحظة سعاده فى حياته فقال للحانوتى اوصيك وصيه ..ان مت فى هذه البلد فاكتب على قبرى
جابر عبد الجابر جبور من بطن امه للقبور
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول