بابلو بيكاسو في رام الله للمرة الأولىتخضع لوحة بيكاسو لحراسة مشددة في رام اللهدبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) للمرة الأولى، عرضت الأكاديمية الدولية للفنون في مقرها برام الله، لوحة للفنان العالمي بابلو بيكاسو استعارتها من متحف "فان آبه" في أيندهوفن بهولندا، في معرض افتتحه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الجمعة.
ولوحة "صورة امرأة" تعتبر إحدى أبرز الأعمال التي أنجزها الفنان العالمي بيكاسو عام 1943، وهي الفترة التي رسم فيها متأثراً بالحرب الأهلية في إسبانيا، وتعادل قيمة اللوحة نحو سبعة ملايين دولار.
وكانت الجهود والبحث في كيفية استعارة وتأمين ونقل اللوحة من متحفها في هولندا إلى فلسطين قد استمرت مدة عامين، وتناول البحث والتحضير الجوانب القانونية والفنية والرسمية للعملية.
وحول هذا المعرض، تحدث سلام فياض إلى CNN بالقول: "من الفخر أن نستضيف لوحة لبيكاسو هنا في رام الله، فهي عندما تعود إلى موطنها الأصلي ستكون قد حملت جزءا من فلسطين معها."
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، ستعرض اللوحة التي جابت أكثر من مكان في العالم على مدار الخمسين عاما الماضية، في معرض فني تنظمه الأكاديمية ضمن مشروع بيكاسو في فلسطين الذي يستمر ثلاثة أسابيع.
وقالت الأكاديمية في بيان أصدرته، الأسبوع الماضي، ونقلته الوكالة "إن الفنان الفلسطيني خالد حوراني طلب استعارة اللوحة من المتحف الهولندي في منتصف العام 2009.
ومنذ ذلك الحين بدأ البحث في كيفية استعارتها ونقلها إلى فلسطين، حيث أنشئ لها في داخل مبنى الأكاديمية، مكان يراعي الظروف المتحفية وفق المعايير العالمية لاستقبال هذه اللوحة."
ونقلت الوكالة عن حوراني قوله إن "المشروع أكثر من مجرد استعارة لوحة لعرضها في فلسطين، بل استعارة للتاريخ أيضاً، ويمنح لحياتنا المعاصرة زخماً جديداً، واستعارة للأمكنة، وتكتسب معانيها من نشاط فني، وخصوصية وضع فلسطين هي التي تمنح هذا العمل طاقة المستحيل."
ورغم وجود متحف للفن الحديث في القدس، يقع على مسافة 20 كليومترا من رام الله، يشير حوراني إلى أنه من الصعب على الفلسطينيين في الضفة الغربية الوصول إليه، نظرا للحواجز الإسرائيلية التي تنتشر هناك.
ويؤكد حوراني بالقول: "موضوع اللوحة يتناسب والوضع في الأراضي الفلسطينية، حيث الحرب والفرقة، فلكل قصة وجهتا نظر، وهنا في الضفة الغربية هناك وجهة النظر الإسرائيلية والفلسطينية، لذا من الضروري البدء بالاهتمام بوجهة نظرنا الخاصة."
وقج تم تصوير رحلة اللوحة من إسبانيا إلى الأراضي الفلسطينية، إذ وصلت إلى تل أبيب، ومن ثم نقلتها شركة أمنية إسرائيلية إلى حاجز قلنديا ومن ثم إلى رام الله.
وعبر بعض رواد المتحف عن إعجابهم باللوحة، إذ قالت علا أبو غربية: "الفلسطينييون محبون للفن، لذا من الضروري الاهتمام بإحضار مثل هذه الأعمال الفنية الخالدة إلى الضفة الغربية، وأتمنى تكرار التجربة في المستقبل."
أما كريستين حديد فقالت: "هذه خطوة كبيرة، فنحن نثبت للعالم أننا قادرون على فعل شيء مماثل. حياتنا لا تتمحور حول الحرب والعنف فقط، فهذا يضيف إلينا أشياء جديدة. نحن نطمح إلى أعمال فنية أخرى في المستقبل كلوحات فان غوخ أو ما شابه، فهي خطوة أولية في طريق الأمل."
ويستمر عرض اللوحة التي تعتبر أيقونة من الفن الحديث، ثلاثة أسابيع في مبنى الأكاديمية في غرفة عرض تعتبر أول متحف للفن الحديث في فلسطين، من حيث ملائمتها والظروف المتحفية العالمية.