فيس بوك في قفص الاتهام بسبب " تمييز الوجوه "حررت 4 منظمات تدافع عن خصوصية المستخدمين، شكوى بحق عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد إطلاقه تقنية "تمييز الوجوه" بداية الأسبوع الماضي، فيما رد الـ"فيسبوك" بأن للمستخدم الحرية التامة في التعامل مع التقنية بقبولها أو تجاهلها، مبينا أن الموقع لم يتلق أي شكاوى من المستخدمين بخصوصها.
وقالت تقارير إعلامية إن "4 منظمات تدافع عن خصوصية المستخدمين، بقيادة مركز EPIC لحماية الخصوصية الإلكترونية، حررت شكوى رسمية ضد الـفيسبوك أمام هيئة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة، بسبب الجدل الكبير الذي أحاط استعمال الموقع لتقنية تمييز الوجوه".
وكان موقع التواصل الاجتماعي الـ "فيسبوك" قد أطلق الأسبوع الماضي، خاصية التعرف على الوجه، التي تقوم على تكوين مجموعات الأصدقاء، من خلال تقنية تمييز الوجوه، بحيث يتم تجميع الوجوه المتشابهة مع بعضها.
والخاصية تمكن من تكوين مجموعات الأصدقاء، بحيث يتم تجميع الوجوه المتشابهة مع بعضها، كما تقوم الخاصية بعمل اقتراحات تلقائية بأصدقاء آخرين يجب ضمهم إلى المجموعة.
وتضمنت الشكوى اتهام الـ "فيسبوك" بأن استخدام تقنية تمييز الوجوه من شأنها أن تساهم في إنشاء نظام لتمييز الصور تحت سيطرة الـ"فيسبوك" فقط، وهو ما تراه مجموعات الخصوصية انتهاكًا لسياسة حماية الخصوصية، وانتهاكا للعديد من التأكيدات، التي قدمتها إدارة أكبر شبكة اجتماعية في العالم لمستخدميها.
وتقدم بالشكوى كل من المنظمات التالية "EPIC"، و" Center for Digital Democracy"، و"Consumer Watchdog"، و"Privacy Right Clearinghouse".
وتم توجيه الاتهام إلى الـ"فيسبوك" بتسهيل حصول الحكومة الأمريكية على المعلومات التي تريدها عن المشتركين في الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم.
بالمقابل، رد المتحدث الرسمي باسم الفيسبوك أندرو نويس بأن "الخاصية تقوم باستعمال البرمجيات المتقدمة لتمييز الوجوه في حالة معينة، وهي عند قيام المستخدم بوضع صور جديدة على الشبكة، وكل ما تقدمه الخاصية هي مجرد مقترحات لأسماء يمكنها استعمالات كتوصيفات لتلك الصور".
وأشار إلى أن "حرية المستخدم التامة في التعامل مع الاقتراحات بقبولها كليًا أو جزئيًا أو حتى تجاهلها تمامًا، أو حتى إيقاف عمل خاصية Tag Suggestions، التي ظهرت منذ شهر كانون الأول الماضي، واستخدمها ملايين المستخدمين طوال تلك الأشهر التي لم تشهد أيضًا تلقي أي شكاوى بخصوصها".
ويتم إيقاف عمل الخاصية للمستخدمين غير الراغبين في الاستفادة منها، من خلال التوجه إلى خيارات الخصوصية "privacy settings"، ومن ثم النقر على أمر "customize settings"، ثم الوصول إلى قسم "things other share"، ومن ثم إيجاد الخيار "suggest photos of me to friends"، وأخيراً تعديل خيارات الخاصية وفقاً لرغبة المستخدم.
وبين نويس أن "اتهامات انتهاك الخصوصية التي تحاصر الفيسبوك حاليًا ليست السبب في انخفاض معدل اشتراك مستخدمين جدد من الولايات المتحدة".
وتضمنت الشكوى أيضا، الخوف من احتمال قيام حكومات قمعية باستغلال تلك الأنظمة المتقدمة لتمييز الوجوه البشرية للعمل على تقييد حرية وخصوصية المستخدمين.
كما أن المخاوف طالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكي التي يتهمها التقرير، وفقا لوثائق بحوزة مركز EPIC، بأنها تسعى لنشر تقنية تمييز الوجوه لمساعداتها في مهامها الأمنية، وهو ما يخلق آليات حكومية إضافية يمكن من خلالها مراقبة الأفراد في المناطق العامة.
بدورها، رفضت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكي إيمي كوادا، الاتهامات، مشيرة إلى أنها "اتهامات خاطئة تمامًا ولا تستند على أي أساس أو دليل"، ولفتت إلى أن "الوزارة لا تتبنى أى نوع من البرامج أو التقنيات التي تحدثت عنها الشكوى".
وبالرغم من سهولة تعديل الخاصية أو إغلاقها، إلا أنها تسببت في إثارة مسألة حماية خصوصية المستخدمين نظراً لتشغيل الخاصية بدون علم المستخدمين، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان عن أن إحدى اللجان الخاصة التابعة له ستقوم بدراسة الخاصية الجديدة، والتهديد الذي يمكن أن تمثله على خصوصية المستخدمين.