مليارات حسين سالم من (تجارة القاهرة) إلى (تجارة السلاح)صفية منير :تخرج حسين كامل سالم فى كلية التجارة بجامعة القاهرة قسم المحاسبة عام 1956، التحق بعدها بالعمل فى القطاع الاقتصادى بالمخابرات العامة المصرية، إلا أنه خرج من هذا القطاع عام 72 بعد أن قام الرئيس الراحل أنور السادات بتصفية عناصر من المنتمين لعهد سلفه جمال عبدالناصر.
بعدها، سافر سالم إلى العمل فى شركة الإمارات العربية المتحدة للتجارة، والتى كانت تختص بشراء احتياجات دولة الإمارات من السلع الأساسية منذ عام 72 وحتى 79، واستطاع سالم فى تلك الفترة أن يجمع كثيرا من الأموال من خلال العمولات التى تحصل عليها نظير عقد صفقات الشراء.
عاد سالم بعد ذلك إلى العمل بوزارة الاقتصاد المصرية التى كان لا يزال موظفا بها، وأعير إلى واشنطن، والتى كانت بمثابة تميمة الحظ لسالم، وحسب ما ذكره أحد المقربين منه لـ«الشروق»، رافضا الكشف عن اسمه، فإن سالم خلال هذه الفترة تعرف على منير ثابت، شقيق زوجة الرئيس السابق، واستطاع النفاذ من خلال هذه العلاقة إلى الرئيس السابق.
هذه العلاقة مكنت سالم من مشاركة ثابت، وعبدالحليم أبو غزالة، وكمال حسن على رئيس الوزراء الأسبق، فى شركة الأجنحة البيضاء، والتى تم تأسيسها فى فرنسا لنقل السلاح الذى كانت تحصل عليه مصر كمعونة من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال هذه الشراكة نجح سالم فى تكوين نواة ثرواته التى تقدر بمليارات الدولارات، وهى الشركة التى تحدث عنها الكاتب والصحفى الأمريكى المعروف بوب ودورد فى كتابه الأجنحة البيضاء.
سالم لم يكتف بهذه الشراكة بل استغل علاقاته بعدنان خاشقجى، الملياردير السعودى، وصهر الملياردير المصرى محمد الفايد، والذى يعد صديقا حميما لسالم فى تجارة السلاح.
وحسب المصادر المقربة إلى سالم، فإن رجل الأعمال الهارب استفاد من مطالبة شيمون بيريز، واسحق رابين، رئيسا وزراء إسرائيل السابقين لرئيس مصر السابق مبارك بإنشاء معمل تكرير بترول، وإنشاء خط لتصدير الغاز إلى إسرائيل، فأعطى الضوء الأخضر لإقامة المشروعين.
فأنشأ شركة مشتركة مع مجموعة مرحاف المالية الإسرائيلية، والتى يمثلها يوسى ميمان، والذى كان يعمل بجهاز الموساد، وهيئة البترول بـ10%، وأنشأوا شركة ميدور لتكرير البترول، والتى حصل سالم على 2 مليار دولار نظير بيعه حصته فيها عام 2004.
أما خط الغاز فحسب المصادر المقربة من سالم فقد تم عرضه على رجل الأعمال إبراهيم كامل، إلا أن سالم طمع فيه، واستطاع بعلاقته بمبارك أن يأخذ المشروع، من خلال شركة شرق المتوسط، حيث شاركت مرحاف بنسبة 30%، وسالم بنسبة 60%، وهيئة البترول بـ10%.
عام 2008 باع سالم جزءا من حصته فى شرق المتوسط لاثنين من كبار ملاك العقارات فى الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 2 مليار جنيه، وفى 2009 باع 30% منها إلى شركة إمبال.
بخلاف الثروات التى كوّنها سالم من تصدير الغاز إلى إسرائيل، يمتلك سالم مجموعة فيكتوريا للفنادق والاستثمارات السياحية، التى تضم مجموعة فنادق جولى فيل، فى شرم الشيخ والأقصر، كما يمتلك شركة نعمة جولف والتى تمتلك فندق نعمة فى خليج نعمة، والتى تقدر بمليار دولار، وفقا لتقديرات المصادر المقربة من سالم، بخلاف امتلاكه أراضى تقدر مساحتها بمليون متر فى شرم الشيخ، وبخلاف استحواذه على نصيب الأسد من الاستثمارات السياحية بشرم الشيخ، والتى بدأها منذ 1982، فإن سالم يعد محتكر توريد المياه الحلوة، حيث يمتلك محطة لتحليه المياه من البحر فى شرم الشيخ، والتى تورد المياه للبيوت والفنادق والمحال فى المدينة بسعر 16 جنيها للمتر.
نشاط سالم فى شرم لم يقتصر على إدارة ثروته فهو حسب المصادر المقربة منه كان يدير استثمارات ملك إحدى دول الخليج، بالإضافة إلى أنه كان يدير استثمارات عمر الزواوى، المستشار القانونى لملك عمان، فضلا عن إدارته استثمارات نائب مدير المخابرات السعودى.
ويقول إبراهيم يسرى، خبير البترول الدولى، إن سالم كان يحصل على 2 مليار دولار سنويا من نصيبه فى شركة شرق المتوسط، فضلا عن عمولات من التصدير تقدر بـ3 ملايين دولار يوميا.
ويقدر يسرى ثروات سالم فى مصر من استثمارات السياحة والغاز بـ15 مليار دولار.
لا تقتصر ثروات سالم على مصر، إذ يمتلك فى إسبانيا شركة تختص بالاستثمارات العقارية والسياحية، بخلاف شركة ماسكا، بسويسرا التى تمارس نفس النشاط. وبرومانيا مجموعة من الفنادق، بالإضافة لأكبر مول تجارى فى رومانيا، ومزرعة لتربية الخيول العربية، وأخرى لتربية المواشى، ومصنع ألبان.