]يا أيها الجلاد.. ارحل عن ربوع مدينتي ... فاروق جويدة
يا أيها الجلاد
ارحل عن ربوع مدينتي
دع أغنيات النـورس المقـهور..
تـشرق فوق وجه سفينتي
دع فرحة الفجر الذي سجنوه في وطني
تـعانق فرحتي
كل الملامح هاجرت كالحلـم
دعني كي أري وجهي
وأرحل في عيون حبيبتي
فمتي أعود إلي بلادي ؟
إنني سافرت من وطني
إلي وطني.. وطالت غـربتي
دعني ألمـلم في بقايا العمر..
ما أقساه موت كرامتي
إني سأقتل
كل فئران الحديقة.. واللصوص..
ومن أضاعوا هيبتي
من نصبوا الطـغـيان سلطانـا
فداسوا ضوء عيني.. واستباحوا أمتي
يا أيها الجلاد
سيفك لم يعد أبدا يهز سكينتي
إنـي سأطلق من قبورك غضبتي
حطمت أصنام المعابد كلـها
وعرفـت في زمن النـخاسة
أين تاهت قبـلتي
حريتي.. يا قبـلتي..
يا دمي المهزوم في صدري
ويا حلـمي الذي صلبوه جهرا..
في سماء مدينتي
يا صوتي المخنـوق في زمن الموالي..
يا نزيف براءتي
يا أيها الوطن الذي قتلـوه في عيني
وراحوا يسكرون علي بقايا مهجتي
حريتي.. يا قبـلتي
يا موطني.. مهما تغربنا
وضاعت في الدروب هويتي
ميعادنا آت.. فضوء الصبح..
يرفع كل يوم جبهتي..
قد كنت أدمنت الظلام..
وداست الأقدام عمرا.. قامتي
يا أيها الجلاد
قد دارت بنا الأيام
لا تنظر لرأسي.. إن رأسك غايتي
يا أيها الجلاد..
لا تطلق خيولك في دمي
نيشانـك المهزوم تاجر..
من سنين في بقايا أعظمي
قد بعتني حلما
وبعت العمر أطلالا
وبعت الأرض إنسانـا بأبخس مغـنم
قد بعت للأصنام تـوبة مسـلم
وأقمت عرسك في سرادق مأتمي
ودفنت ضوء الصبح..
في سرداب ليـل معتم
كبـلتني بالصمت..
حتـي ماتت الكلمات حزنـا في فـمي
قيدتي حتي ظننـت
بأن هذا القيد يسكن معصمي
وقتلتني
حتي ظننت بأن قتل النـفس..
في الأديان غير محرم
فإلي متي..
ستظل تركع للضلال
وبين أحضان الخطايا ترتـمي ؟
وإلي متي
ستظل خلف سجون قهرك تحتمي ؟
اخرج لتلقي ياعدو الله..
حتفك في المصير المؤلم
وانظر لقبرك إنه الطوفان..
يلعن كل عهد مظلم
لم يبق من كهان هذا العصر
غير جماجم القتلـي..
وصوت الجوع..
والبطش العمي
صارت نياشين الزعامة
في عيون النـاس..
جلادا.. ونهرا من دم
قد خدرونا بالضلال
وبالأماني الكاذبات..
وبالزعيم الملـهم
ماذا تقول الآن يا قلبي ؟.. أجب
من كان في عينيك يوما ثائرا
الآن أصبح في سجل القهر
أكبر.. مجرم
فاروق جويده