رام الله: مستوطنون إسرائيليون يحرقون مسجد بلدة المغير الكبيرإن شعارات كُتبت باللُّغة العبرية على الجدران الخارجية
لمبنى المسجد المحترق منها عبارة هذه بداية الانتقام"أكَّدت مصادر فلسطينية أن مجموعة من المستوطنين حرقت مسجد بلدة المغير الكبيرالواقع في منطقة شمال شرقي رام الله.
ونقلت مراسلة بي بي سي في رام الله، إيمان عريقات، عن شهود عيان من البلدة المذكورة قولهم "إن مجموعة من المستوطنين اليهود أقدموا في الساعة الثالثة فجرا على إحراق مسجد بلدة المغير الكبير، كما أحرقوا جميع محتوياته، وكتبوا على جدرانه شعارات مناهضة للعرب والمسلمين". من جانبه، قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية: "لقد قام عدد من المستوطنين بإحضار أعداد كبيرة من إطارات السيارات، ووضعوها حول المسجد، وأضرموا النار فيها".
وأضاف أن "أهالي البلدة قاموا بإخماد النيران التي أتت على أجزاء كبيرة من المسجد".
تسلُّلفي غضون ذلك، نقلت شبكات الأخبار الفلسطينية (بي إن إن) عن الصحفية وصال أبو عليا من قرية المغير قولها "إن المستوطنين تسلَّلوا فجرا إلى القرية بحماية من جنود الاحتلال وقاموا بإحراق المسجد". كما نقلت الوكالة نفسها عن فرج النعسان، رئيس المجلس القروي في بلدة المغير، قوله في تصريحات لوسائل الإعلام: "إن المصلِّين فوجئوا عندما توجَّهوا لصلاة الفجر باشتعال النيران داخل المسجد، حيث وجدوا إطارات سيَّارات مشتعلة داخله".
وقال النعسان: "إن مواطني البلدة شاهدوا مجموعة من جنود الاحتلال الراجلين بالقرب من المسجد قبل منتصف الليلة الماضية، الأمر الذي يدلُّ على أنَّ عملية الحرق تمت بحماية قوات الاحتلال".
"هذه بداية الانتقام"
وأضاف: "إن شعارات كُتبت باللُّغة العبرية على الجدران الخارجية لمبنى المسجد المحترق منها عبارة هذه بداية الانتقام".
إلاَّ أنَّ وكالة الأسوشييتد برس للأنباء نقلت عن ميكي روزينفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، قوله: "إن الكتابات التي وُجدت على جدران المسجد تشير إلى سياسة الانتقام لدى المستوطنين من العمليات التي تنفِّذها الحكومة الإسرائيلية ضدَّهم".
يُشار إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت قد أخلت قبل نحو أسبوع مجموعة من المستوطنين حاولت إقامة "بؤرة استيطانية" على أراضٍ تقع جنوب شرقي بلدة المغير.
وقد أصدر "التجمُّع الوطني المسيحي في الأراضي المقدَّسة" بيانا أدان فيه ما وصفها بـ "جريمة اعتداء" من قبل مجموعة من المستوطنين على المسجد المذكور.
يُذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي يجري فيها الاعتداء على مسجد في الضفة الغربية في غضون حوالي عام، ويُنسب العمل فيها إلى مستوطنين.
إن الكتابات التي وُجدت على جدران المسجد تشير إلى سياسة الانتقام لدى المستوطنين من العمليات التي تنفِّذها الحكومة الإسرائيلية ضدَّهم"وكان أخر تلك الاعتداءات في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما أقدم عدد من المستوطنين على حرق "مسجد الأنبياء" في بلدة "بيت فجار" جنوبي مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
"حملة اعتقالات"وفي تطوُّر منفصل، قالت "بي إن إن" إن القوات الإسرائيلية شنَّت حملة اعتقالات فجر الثلاثاء في الضفة الغربية اعتقلت على أسرها النائب أحمد الحاج علي، عضو "كتلة التغيير والإصلاح" المحسوبة على حركة حماس في المجلس التشريعي، والذي يبلغ من العمر 72 عاما، ومصطفى النشَّار، المحاضر الجامعي والقيادي في حماس.
ونقلت الوكالة عن أفراد أسرة الحاج علي قولهم "إن قوة إسرائيلية كبيرة اقتحمت منزل العائلة في منطقة المعاجين في مخيَّم العين غربي مدينة نابلس، ولم ينتظروا ليُفتح لهم الباب، وقاموا بالعبث بمحتويات المنزل وتفتيشه بشكل عنيف".
وذكرت التقارير أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أيضا 13 شخصا في مناطق مختلفة من أنحاء الضفة الغربية.
ولم يتسنَّ تأكيد أو نفي نبأ الاعتقالات المذكورة من قبل الجهات الإسرائيلية.