--------------------------------------------------------------------------------
إسرائيليون دعوا لاعتراف بدولة فلسطينية مواقف نتنياهو من التسوية أصابت قطاعات إسرائيلية باليأس (الفرنسية-أرشيف)
وديع عواودة-حيفا
وقع نحو أربعمائة إسرائيلي من الأكاديميين والعسكريين الاحتياطيين مذكرة موجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤكدون فيها اعترافهم بالدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967.
جاء ذلك بمبادرة ما يعرف بـ"المجلس من أجل مبادرات السلام" الذي انتقد "سياسة المماطلة والتهرب المنتهجة من قبل إسرائيل".
وطالبت المذكرة إسرائيل بالانضمام لدول أميركا اللاتينية والاعتراف بدولة فلسطينية باعتبارها طريقا للسلام ومصلحة قومية لها. وحثت نتنياهو على مطابقة أقواله بأفعاله.
ومن بين الموقعين القائم بأعمال رئيس الموساد سابقا نحيك نبوت ورئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال بالاحتياط شلومو غازيت. ومنهم أيضا حائزون على جوائز نوبل للسلام وعشرات الأكاديميين البارزين ومنهم د. تسفياه فالدن ابنة رئيس إسرائيل شمعون بيريز, وزوجها البروفيسور رافي فالدن.
يشار إلى أن "مجلس مبادرات السلام" أسس عقب حرب لبنان الثانية في 2006 بمبادرة أكاديميين إسرائيليين بارزين يرون أنفسهم وطنيين ومنتمين لمعسكر السلام.
وكان وفد من المجلس التقى رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت عدة مرات وزودوه بأوراق عمل سياسية وأطلقوا حملة علاقات عامة واسعة لتأييد مبادرة السلام العربية.
يشار إلى أن عدة دول في أميركا اللاتينية قد أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية منها البرازيل، والأرجنتين، وأورغواي، وبوليفيا وإكوادور, وتتوقع السلطة الفلسطينية المزيد من الاعترافات.
رافي فالدن: نتنياهو الحقيقي كان وما زال رافضا للسلام (الجزيرة نت)
ودعا الموقعون نتنياهو لإعلان دعمه لتسوية "الدولتين" والاعتراف بدولة فلسطينية وبذلك يتسنى استئناف المفاوضات نحو تسوية تنهي الصراع وتنقذ إسرائيل من عزلة دولية. كما دعت إلى الانضمام لتوقيع البيان الداعم للدولة الفلسطينية من منطلق الاهتمام بمستقبل إسرائيل.
الحرم المقدسي
ويشير منسق عمل المجلس د. نفتالي راز إلى أن المبادرة للعريضة المذكورة جاءت بعد اعتراف بعض الدول في أميركا الجنوبية بدولة فلسطين لافتا إلى أن نحو أربعمائة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة قد وقعت البيان الذي أرسل لديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وردا على سؤال الجزيرة نت عن سبب تأييده ورفاقه للدولة الفلسطينية قال راز "إن مجلس مبادرات السلام يرى بذلك الطريق الوحيدة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه يؤيد مبادرة السلام العربية ومبادئ كلينتون وأنابوليس كأساس للتسوية وطريق لإنهاء دوامة العنف. وأضاف "بالنسبة للقدس نرى أن الشق الشرقي من المدينة ينبغي أن يشكل عاصمة للدولة الفلسطينية على أن يخضع الحرم القدسي لسيادة دولية".
مصلحة قومية
وعن إحباط أوساط يسارية أخرى في إسرائيل من احتمالات التسوية نظرا للتعنت الإسرائيلي, قال راز إنه لا يسمح لنفسه باليأس لرغبته بتأمين مستقبل إنساني لأولاده وأحفاده في البلاد.
وأكد البروفيسور رافي فالدن -أحد الموقعين على المذكرة- أنه وزملاءه في مجلس مبادرات السلام يرون بالدولة الفلسطينية مصلحة قومية إسرائيلية كونها الوسيلة لتأمين السلام وبدونها ستقع إسرائيل بين خيارين "حلوهما مر".
وقال للجزيرة نت إن عدم قيام دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 67 يعني أن إسرائيل ستتحول لدولة كل مواطنيها من غير اليهود "وندها ستتلاشى أو تتحول لدولة ذات نظام فصل عنصري".
ويتوقع فالدن ألا يقوم نتنياهو بأي تسوية مع الفلسطينيين نظرا لتأثره برؤية والده السياسية حيث بقي يمينيا ولم يتغير ولأن ائتلافه الحاكم غير مسبوق من حيث تطرفه". وأضاف "نتنياهو الحقيقي كان وما زال رافضا للسلام".