مبارك . صدام . السقوط

مبارك . صدام . السقوط

من السذاجة تنحية الأيدي الأمريكية بشأن بعض أحداث ثورة المصرية . بالطبع ليس هذا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من بطولات شباب مصر ولا تضحيات ونضوج الثورة المصرية الحديثة . ولكن ليس هناك مجالا للشك بأن هناك دول حاولت العبث بهذه الثورة وخلط الأوراق ليتثني لهم التسلل لها أو من خلالها . ولكن التقاط الجيش للثورة في الوقت المناسب حال دون أمركة وسرقة جهد الشباب والشعب بأكمله
ولكن المتأمل لأحوال سيناريو نهاية الرئيسين . صدام . مبارك سيجدهما سيناريو واحد متطابق إلي حد مذهل مما يدل علي أن الفاعل ربم يكون واحد ( دون غمط شباب الثورة الذين أبهروا العالم ) . تطابق مذهل غير أن هذا سيناريو عسكري وهذا سياسي . بدأت بإثارة المسألة النووية العراقية عبر إسرائيل وهو ما فعلته أمريكا بالضبط قبل السقوط مبارك بأشهر . الرئيس الأمريكي بدأ الحملة بمخاطبة الشعب العراقي . وهو نفس ما حدث لما خاطب الشعب المصري . الرئيس الأمريكي قبل سقوط صدام اتصل بمبارك لعقد قمة عربية عاجلة . وقبل سقوط مبارك اتصل بأمير البحرين وطالب بعقد قمة عربية عاجلة . هذا تعرض لحصار عسكري والآخر لسياسي ... وهل تذكروا كيف سقطت بغداد بعدما انشقت الأرض فجأة وابتلعت الجيش العراقي . أما في مصر فقد انشقت الأرض وابتلعت جهاز الشرطة بالكامل . أمريكا أدخلت العراق في لحظات الحسم متظاهرين موالين لها وأدخلت مصر أشخاص موالين لها في نفس الحظات الحاسمة . أمريكا طلبت علانية أن إزاحة صدام عن الحكم مسألة تخص الشعب العراقي . وأعلنت أن تغيير مبارك أمر يخص الشعب المصري . أمريكا عدلت من موقفها وطلبت علانية أن يترك صدام الحكم . وعدلت موقفها أيضا وطالبت علانية بتنحي مبارك عن الحكم . أمريكا استطاعت أن تحييد دور كل الحكام العرب نحو صدام باستثناء عدد لا يتعدي أصابع اليد الواحدة وهذا ما حدث بالضبط مع مبارك وكأنه نسخة كربونية . أمريكا فرضت عزلة دولية محكمة علي صدام حتي أن أصدقاءه تنصلوا منه وهذا عين ما حدث مع مبارك . تركيا كانت لا تسطيع أن تنطق ببنت شفة في عنفوان صدام ولكن مع بدء الضوء الخضر لتأييده بدأت تركيا تتدخل بشكل سافر في الشأن العراقي . وهو نفس درجة التطابق مع مبارك حيث أعلن قادة تركيا أنه لابد من رحيل مبارك فورا بعدما كانت تركيا تلوذ به فيكثير من المواقف .نجحت أمريكا في جعل العراقيين ينزلقون نحو الإقتتال الداخلي وهذا ما حدث من بعض المصريين في مشهد مخزي بميدان التحرير ولولا تدخل الجيش الحاسم في مواضع كثيرة لأصبحت الأمور أسوأ مما يظن المتشائمين. أمريكا استطاعت أن تجعل خونة صدام أفراد من حاشيته . وأيضا كان هناك خونة لمبارك من حاشيته . أمريكا قامت بتصفية ولدي صدام عسكريا . وفي مصر تم تصفيتهما سياسيا واجتماعيا .أمريكا قامت بإطلاق كل السجناء الجنائيين المسجلين خطر ليعيثوا فسادا في العراق . سبحان الله وهذا ما تم في مصر حيث تم إطلاق السجناء الجنائيين وعاثوا فساد في مصر . توجه الكثير من الخونة نحو المتحف العراقي لينهبوه وهذا ما حدث بالضبط مع المتحف المصري والمناطق الأثرية المصرية ولولا تدخل شباب مصر وجيشها للحفاظ علي المتحف ما بقيت منه قطعة . كما رأيتم تطابق غير عادي حدث مع البلدين في كثير من الأمور غير أن جيش مصر كان عامل حسم وحب الشباب لمصر كان أهم عوامل الحفاظ عليها . وليس معني ذلك من أن من قامت بالثورة أمريكا ولكن تطابق الأحدث إلي هذه الدرجة يجعل هناك تساؤلات وجود أيدي أمريكا اشتركت في بعض الأحداث المريرة. فهل تجيب الأيام عن بعض هذه التساؤلات
ختاما
لقد خضع صدام لمحاكمات قبل إعدامه
فهل سيتكرر نفس الأمر مع مبارك




الكاتب
أكرم عبد القوي الأعلامي