هيَّا بنا
هيَّا بنا بسنا المحبةِ نقطعُ ..... عنقَ المفاسدِ والشرورِ ونقلعُ
من أرضِ كوكبنا الحبيبِ وتربِه ..... كلَّ المطامِعِ والمظالمَ نقمعُ
ونرشُّ أنداءَ الحنانِ على اللظى ..... فتفيقُ أحلامُ السلامِ وتينعُ
ويسودُ في أرجائهِ العدلُ الذي ..... ترنو إليه قلوبنا تتطلَّعُ
ويفوحُ منتشراً على جنباتِه ..... أرجُ الفضيلةِ والأخوةُ تمرعُ
هيَّا بنا نبني الحضارةَ سلَّماً ..... يعلو بنا فوق الضَّغائن ِنُرفعُ
فتوحِّدُ الآمالُ بين قلوبِنا ..... لنُشيدَ كوناً بالتَّعاضُدِ يُصنعُ
ونحيكَ من جهدِ القويِّ غلالةً ..... تحمي الضعيفَ من الهلاكِ وتمنعُ
ونَجُزَّ من مالِ الثَّريِّ وملكِه ..... حقَّاً يُعادُ إلى الفقيرِ فيشبعُ
فالأرضُ ملكُ اللهِ إرثٌ للورى ..... لا سيِّدٌ يطغى وعبدٌ يخضعُ
***
من خوَّلَ الحيتانَ تفعلُ ما تشا ..... تمضي بكوكبنا تدكُّ وتهدمُ
وُهِبتْ لها أجسامُنا ومصيرُنا ..... لتَسوقنا نحو الفناءِ فنُعدمُ
هي من دهورٍ قد سبتْ أفكارَنا ..... ولجهلِنا باتتْ بنا تتحكَّمُ
حيناً تُشرِّعُ باسمِ ربٍ ظلمَها ..... حيناً بصورةِ مصلحٍ تتزعَّمُ
حيناً تراوغُ كي تُبرِّرَ بطشَها ..... فتسومُنا مرَّ العذابِ وتنعمُ
لا تشتهي غير المكاسبِ مغنماً ..... هي من شقا الأحرارِ كسباً تغنمُ
وعلى الدوامِ تسوسُنا بنفاقِها ..... فوعودُها وعهودُها لا تُطعِمُ
هي آفةٌ كبرتْ على آلامِنا ..... وتضخَّمتْ حتى بدتْ لا تُهزَمُ
هي عصبةُ الشيطانِ تنفثُ حقدَها ..... لتُحيلَ وجهَ الأرضِ ناراً تُضرَمُ
فتُبيدُ كلَّ حضارةٍ بُنيتْ على ..... أكتافِنا وبجهدِنا تتقدَّمُ
يا أخوتي أبناءَ آدمَ في الدُّنا ..... الأرضُ تنزفُ تستجيرُ وتلطُمُ
هيَّا بنا نبني جسورَ تواصُلٍ ..... وتعاضُدٍ ، حفرُ التشرذمِ نردُمُ
لا اللونُ في الأعراقِ يفصلُ بيننا ..... لا الفرقُ في الأديانِ يُبعِدُ يَفصُمُ
الله للأكوانِ ربٌّ واحدٌ ..... برأ الوجودَ لنا بخيرِه يَفعمُ
وفضيلةُ الإيمانِ حبٌّ وارفٌ ..... وأخوَّةٌ تطوي الجميعَ وتبرمُ
وعدوُّنا الحيتانُ أبناءُ الدُّجى ..... أحفادُ طاغوتٍ علينا ينقُمُ
أدهارُ مرَّتْ في ظلامٍ دامسٍ ..... والجهلُ يحفرُ في العقولِ ويحطمُ
ومصيرُنا بهوى الطُّغاةِ مقيَّدٌ ..... مثل الدُّمى نحو الفنا نتقدَّمُ
ونروحُ ننهشُ كالوحوشِ جسومَنا ..... بدمائنا نسقي الطُّغاةَ لينعَموا
فالأرضُ ضجَّتْ تستفزُّ عقولَنا ..... فمن الأسى هيَّا بنا نتعلَّمُ
ونشابك الأيدي بعزمٍ واحدٍ ..... فبوعيِنا نجلو الظَّلامَ ونهزُمُ
ونُقيمُ للأجيالِ فردوسَ المنى ..... فيسودُ عدلُ الله فيه ويعظُمُ
حكمت نايف خولي / من قبلي /