مُحدثكم (أنا) يكره الأبراج .. ولا يصدق خزعبلاتها ..
لايعترف بالحظ وإنما يؤمن بالقضاء والقدر ويدرك أن لكل مجتهد نصيب
يُبحر في الخيال لأنه يعشقه .. ولكنه لايهرب من الواقع لأنه يعيشه
معذرةً فأنا لستُ ممن يُحب أن يتحدث عن نفسه إلا في مواقف تستدعي ذلك ..
ولكن طبيعة الكتابة تُحتم علي أن أتحدث عن نفسي بحيادية نوعاً ما
وبين هذا وذاك فأنا كثيراً ما أشرد بتفكيري إلى مدى أجهل تكهُـنه
ربما يوجد قاسم مشترك بيني وبينكم في مثل هذه الناحية
إذاً لمَ لانُذيب حاجز الحيرة معاً ؟!
هل جربتم أن تُجردوا العقل من قيود المعقول إلى المُستحيل ؟!
جربوا معي أن تُخففوا من حدة الحياة وقسوة مواقفها وحرارة الصيف بالألوان ؟!
نعم بالألوان ..
++
فالأحمر الحب .. والأسود الحزن .. الأصفر الغيرة .. والأبيض السلام
ولكن هل تساءلتم من يُبلور هذه المفاهيم لتغدو كذبةً تُصدقها العقول ؟!
ربما كانوا خبراء .. أخصائيين .. لايهم ..
ولكن اللون الرمادي أين هو من بين هذه الأطياف ؟َ
سأدعي أنا كما يدعي غيري .. ولكن ادعاء أظن به خيراً إن شاء الله
فلمَ لانُخفف علينا من وطأة الزمان برماد الألوان!
المعصية قد تكون رمادية عندما تقترب توبتك
قد تختلفون معي فالمعصية سوداء .. ولكن إن حاكت في نفسك توبة فهي معصية رمادية ستغدو بيضاء بعدها
كلنا ذو خطأ .. من منا يُنكر ذلك ؟!
فعندما توصد عليك الأبواب .. فلا القلوب تعي ماتدركه الألباب
ولا تملك واسطة .. فأنت صغيرٌ مُرتاب أمام الكبير المُهاب
فلاتنسى أن تطرق باب الكريم التواب .. وحده رب الأرباب
الفراق رمادي
عندما تُحب .. وتكون الشجرة المعطاء التي تحترق من لهيب شمسٍ حراقة ِلتُظل محبوبها
وفجأة .. تدوي به صرخة الرحيل مُعلناً إياه .. بكل بشاعة ..
تأكد بأنك لست الوحيد الذي تُعطي ويُفارقه الآخرون دون أدنى سبب
فـ الأم أكبر مثال على ذلك لم تثكل ولدها ولكنه عقها وفارقها ومع ذلك تحِن إليه ولاترتجي منه مقابل
الحقد رمادي
هل قابلتم أشخاص يُنفرونك منهم ؟
باستفزازهم / بفرض آرائهم / يُفضلون افتضاح سلبياتك على تعزيز إيجابياتك / يُحبطونك
يُطفئون جذوة حماس كانت تشتعل بداخلك
باختصار هم هتلر القرن الـ عشرين
هؤلاء لاتقلق على نفسك منهم
في أحيان كثيرة تُفرض علينا سُلطة ماأنزل الله بها من سُلطان
تكبُر / تعنُت / هيمنة / استيلاء
و إنما هو استدراج لأنهم عما قريب سـ ينتهون إلى اللا شيء .. مجرد رماد
مخاوف الطفولة رمادية
ليت فوبيا الطفولة تعود لتحل محل مخاوفنا الحالية
ونحن أطفال كان كل شيء يُخيفنا كما كان كل شيء يسعدنا
الظلام / العصا / الظل / الصُراخ ..وغيرها الكثير من المخاوف التي لاتحظرني الآن
آفات اللسان رمادية
تجر أحاديثنا الطويلة أذيال الخطأ في ألفاظنا من دون قصد
ولكن طغت على تلك الأحاديث بروتوكولات الاتكيت العقيمة .. لدرجة اندثرت معها عفويتنا
حتى أصبحت زلة اللسان لاتُغتفر في هذا الزمان إلا من رحم ربي
خُلاصة فلسفتي الرمادية
كل مالا يعُجبك في هذه الحياة وقابل للتعديل فهو رمادي ..
فإن كان للبياض أقرب للإيجابية وإن كان للسواد أقرب للسلبي