ولي أمر يشترط الحفاظ علي صلاة الفجر مهراً لابنته
اشتراط ولي أمر فتاة ان يكون مهرها حفاظ عريسها علي صلاة الفجر فجر مشكلة المهور في العالم الإسلامي والتي ارتفعت بشكل كبير مؤسف فأزداد عدد العازفين عن الزواج من الشباب وارتفع بذلك عدد العوانس في الأمة الإسلامية وهي أمة لم تشهد في شبابها عانساً أو أرملة فالمسلمون لم يكونوا ليسمحوا بوجود مثل هؤلاء فالعانس تزوج والأرملة تزوج.
يقول د. منيع عبدالحليم عميد كلية أصول الدين الاسبق بجامعة الأزهر أن الألتزام بالدين وتقوي الله في السر والعلن هما خير ضمانه لأي زوجة في حياتها الزوجية بالنسبة لزواجها من رجل متدين يعصمها أولا من الوقوع في أي خطأ من ناحية أنه بالتزامه سيراعي بيته واسرته المراعاة الكاملة.
أضاف ان أهم عنصر في الإسلام هو الرحمة حتي ان الله خاطب رسوله صلي الله عليه وسلم بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. فأي شخص متدين اتباعاً للرسول هو رحمة للعالمين فما بالنا بأسرته ومن هنا فإننا نعتب علي كثير من الناس الذين يتركون هذه الفضيلة ويفضلون الحصول علي زوج غني أو عنده من الاموال الكثيرة والكثير ولا يهمهم الاخلاق والدين والصفات الاجتماعية والنفسية.
أشار إلي أنه كما نصح الرسول صلي الله عليه وسلم الشباب بقوله فاظفر "بذات الدين" كذلك ننصح الفتاة المسلمة وأهلها بأن تظفر بمن هو علي دين وخلق فالرسول - صلي الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
ويوضح د. حمدي استاذ الاعلام بجامعة الأزهر انه إذا كان هذا الخبر صحيحاً فهذه صحوة في نفوس الناس وذلك ليس بجديد علي المجتمع الإسلامي.. ويروي أنه جاءت بعض الفتيات إلي رسول الله وطلبه أن يكون أزواجهن قوامين متقين لله.
لذلك أحذر الأسر المسلمة من الانشغال بالدنيا وزخارفها بداية من الشقة إلي السيارة إلي الأموال وترك الدين والخلق لان ذلك ينعكس علي كثير من الزيجات بالانفصال والطلاق الذي يحدث كل ست دقائق حالة طلاق وهذا مؤشر خطير للمجتمع المصري.
أكد د. حمدي طه ان هناك الآلاف من حالات الطلاق والخلع تتداولها جلسات المحاكم حاليا والغالبية العظمي فيها لعدم التكافؤ الديني والاجتماعي وكلها زيجات بنيت علي غير أساس قوي.
قال إن النبي عندما جاءته امرأة وقالت له خطبني معاوية ورجل آخر فأشار النبي عليها بأسامه بن زيد وعندما تزوجته علمت أن اختيار النبي كان صحيحا لأن النبي اختار لها الدين ولم يختر لها الغني أو القوي.
أضاف ان الرسول صلي الله عليه وسلم وضع الاسس والمقاييس الصحيحة لاختيار الزوجة في قوله "من تزوج امرأة لمالها لم يزده الله الا فقراً ومن تزوج امرأة لجمالها لم يزده الله الا قبحا ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوج امرأة لدينها زاده الله عزاً" وما ينطبق علي الزوجة ينطبق علي الزوج في الاختيار وهذا مايجب ان يؤكد عليه أولياء الأمور في الاختيار.
أكد د. صلاح الدين زيدان عميد كلية الشريعة السابق ان المقاييس التي وضعها المشرع هي التي تكفل سعادة المجتمع واستقراره سواء كان فقيراً أو غنياً بحيث انه عندما يتزوج شخصاً مايطلب ان تكون الزوجة تعرف شرع الله وتتعامل مع الزوج وفق الشرع وفي المقابل يجب ان يكون مقياس اختيار الزوج وفق الدين والخلق بدون النظر للفقر أو الغني.
اضاف ان القواعد الصحيحة للاختيار يجب ان تكون وفق حديث رسول الله "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فنزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير" وعلي ذلك فإن إسعاد المجتمع يتوقف علي هذه المقاييس ولكن المشكلة ان بعض الناس في عصرنا الحاضر وبسبب الظروف الاقتصادية والتحولات الاجتماعية أحدثوا خللا كبيراً بهذه المقاييس ونحو الدين والخلق في مقابل الأموال والوظائف والمراكز الاجتماعية وهذا ما أحدث المشكلات العديدة في المجتمع بداية من أطفال الشوارع حتي ارتفاع نسبة العنوسة وصولا إلي المعدلات الرهيبة في حالات الطلاق في مصر.
يقول د. محمد كمال استاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية انه يكفي أن نقرأ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "تخطب المرأة لأربع لدينها وحسبها ودينها ومالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" ومنذ نزول الرسالة والتوجيه الإسلامي للعلاقات الزوجية يبنيها علي أساس من الدين الذي تتوافق فيه الأرواح كما تتوافق فيه القلوب.
ويشير إلي ان استمرار الحياة وبقاء النوع ان تكون الرحمة والمودة هي السائدة بين الزوجين مصداقاً لقوله تعالي: "خلق لكم من انفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" فهذا التوجيه القرآني يتجه نحو أمرين الأول ان البناء البشري ينبغي ان يقوم علي احترام الدين والثاني أن يقوم البيت الإسلامي علي أساس احترام الزوجة وإعطائها حقوقها وفقا للدين وتشريعاته وينتهي عما نهي الله عنه وبهذا تسعد الأسرة وتستقر الحياة الزوجية.
قال إن الدين أهم المصادر لاقامة أسرة علي أساس إسلامي والبُعد عنه بُعد عن قيم الحياة الصحيحة وهذا هو الخلل الذي يحدث في كثير من المجتمعات التي تبحث عن المصالح المادية ويحدث فيها انهيار للأسر وتفسد اخلاق المجتمع.
أضاف أن هذه المنظومة من الحقوق والواجبات إذا أحسن توظيفها علي ضوء من الشريعة الإسلامية ستنتهي المشاكل التي نسمعها ونقرأها يومياً في الصحف والفضائيات.
ويضيف د. محمد كمال انه إذا كانت المودة والرحمة هي القاسم المشترك هي الاسلوب الامثل للتعارف والتعاطف وحل المشكلات سيزداد التماسك أكثر فأكثر بين الأسرة التي هي اساس المجتمع ومن ثم يخرج مجتمع صحيح نفسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ويشير إلي أن المؤسسة الأولي في المجتمع في الغرب بدأت تنهار وعلينا ان ننقذها في بلادنا من الانهيار فإذا قامت علي الاساس الإسلامي الصحيح فقد استطعنا وضع المقدمة لابناء صالحين ومجتمع متماسك وتربية سليمة في كل المجالات وتنظم العلاقة بين أفراده.