ماذا تريد من حفظك للقرآن الكريم ؟؟؟
طبيعة الحلم : اريد أن احفظ القرآن حتى يكون وسيلة كبيرة عندي وحتى يقودني الى الجهاد والطاعة ودخول الجنة ، أحفظ القرآن حتى تحرر فلسطين ، لو نحن رجعنا الى كتاب الله تعالى ، لأحسوا بنهايتهم .
يجب على طلاب التحفيظ أن يحدّدوا ماذا يريدون من حفظ كتاب الله عز وجل .
حدّد ماذا وليس كيف !!!
وهنا ستأتيك عوائق ومطبّات ، وفي هذه الخطوة حدد ماذا وليس كيف ، وبغض النّظر كيف سأحفظ القرآن ، وإنّما حدّد ماذا تريد .
[أول شيء هنا أن تعرف قدراتك من قرارة نفسك ، أن تعرف أنك تستطيع أن تحفظ القرآن .
من داخل قرارة نفسك إعرف أنّك تستطيع ، .
قالوا في المثل : إذا كنت تعتقد أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حقّ .
فلا تخفي قدراتك .
ولذلك فإنّ أول خطوة ، هو التحديد ، ماذا تريد ، وصمّم على فعل ماذا تريد .
ثم أشرك النّاس في ما تريد ، إذهب الى امك تدعو لك ، وللولد ، وللصاحب يدعون لك ، يشجعوك ، والهدف ، هو ، حتى يكونوا هؤلاء ، مشجّعين ، ومساعدين .
أنت تريد إخبار من حولك ، حتى يشجّعوك ، وحتى يدفعونك الى الامام ، ولا تنتبه الى المثبّطين .
نحن سنحفظ القرآن كاملاً .
ثانياً : حدّد أهداف ووسائل محدّدة ومعيّنة ، بحيث تصل الى حفظ القرآن :
أول حاجة في الأهداف ، هو : متى ستحفظ القرآن الكريم ؟؟؟؟
متى تريد أن تحفظ ، لو لم تسأل هذا السؤال : متى سأحفظ القرآن .
حدّد زمن معيّن لحفظ القرآن ، لأن العقل الباطن إذا لم تحدد له متى العمل ، فإنّه لن يبدأ بالعمل ، وهو يعمل حالما أعطيته ، وقت العمل .
حدّد متى ؟؟؟؟
حتى يصبح في داخلك دافع وعزيمة لتحديد وقت العمل .
لا بد من تحديد الفترة الزمنية .
يدخل في هذه الخطوة ، أمر مهم جدّاً ، وهو :
الخطو التدريجي ، أي أن الانسان حتى يحقق حلمه ، لا بدّ أن يجزأ هذا الحلم الى خطوات تدريجية ، خطوة سهلة يخطوها ، ثم ، خطوة أكبر منها ، الى آخره .
لا بد من الخطوات التدريجية ، فإذا حدّدت أن تحفظ القرآن خلال سنتين ، هذا يعني أنّك تريد أن تحفظ كل سنة ، 15 جزأ ، وهذا يعني أنك تحفظ كل شهر جزأ ونصف ، وهذا معناه ، أنك تحفظ كل يوم ، كذا وكذا ، وسيأتي الكلام على هذا .
هكذا يتيسر الأمر ، .
ولا تنسى القانون ( القاعدة ) : إذا فشلت في التخطيط ، فأنت تُخطّط للفشل .
نحن نحتاج الى التخطيط ، ليس هناك أحد حفظ كتاب الله بلا تخطيط .
ثالثاً : تخيل النتيجة التي تريد ، وهي أكثر الخطوات المنسية ، رغم سهولتها .
يقول علماء النفس ، إذا تخيلت النتيجة يحتلك ثلاثة أشياء اساسية :
ملاحظة وسائل أكثر ، وابداع أكثر ، في الوسائل والطرق ، وحماسة أكثر .
تخيل الآن أنّك أنت حافظ لكتاب الله تعالى ، الآن قل عن نفسك ، أنك حافظ لكتاب الله تعالى .
حاول أن تخلق لك صورة عن نفسك ، تخيل ذلك في آخر 45 دقيقة قبل النوم ، فستأتيك الآفاق المهمة لتدفعك للحفظ .
تخيل أنك تتلو القرآن عن ظهر قلب ، في القيام ، وفي الصلوات ، وتستحظر الآيات .......
هذه هي صورة المستقبل ، وهي حاظرة بين ناظريك ، والنتيجة النهائيّة .
يستحظر نفسه يوم القيامة ، يوم يقال له إقرأ وأرق وارتق ، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأها .
يستحظر أنّه يأتي يوم القيامة ، حافظاً لكتاب الله تعالى ، وستجد طاقة عجيبة .
تخيل تلك النتيجة يوميّاً لمدة زمنية ( شهر مثلاً ) .
عند تخيل النتيجة ، يقول علماء النفس ، المفتاح في تخيل النتيجة ، هو تكرار التخيل ، يعني لا يكفي مرة واحدة ، وإنما تتخيل ذلك يومياً ، تخيل نفسك في الجنان بسبب حفظ القرآن ، حتى يساعد العقل الباطن على الحفظ .
رابعاً : إبدأ بالعمل ، لكن إبدأ بشكل صحيح ، وقد تكون لك بدايات سابقة ، ولكن إبدأ من جديد ، ولكن بشكل صحيح ، أي بعد نهاية القراءة لهذه المادة ، إبدأ مباشرة ، الآن ، ضع خطّة ، وحدد المدّة .
في هذه الخطوة هناك قانون نفسي كبير ، يتكون من كلمة ، وهو قانون : إسأل ، اسأل ، اسأل .
كم واحد منّا يعرف ، حافظ للقرآن ، الكريم ، إسأله كيف أحفظ القرآن الكريم ، كيف هي الطريقة ، ماذا تفعل يوميّاً ، كيف تحفظ ، ؟؟؟؟؟؟؟؟.
ساعة معه للمراجعة ، أنت تراجع له ، وهو يراجع لك .
وهناك أمر آخر ، ينبغي الحذر منه ، وهو الخوف من الفشل .
لو بقي الولد الذي يريد تعلم السباحة خائفاً من الفشل ، فلن يستطيع أن يسبح.
الحل أن يمسك بالولد في البركة ، رغم البكاء والألم النفسي .
إبدأ بأوّل خطوة ، إحفظ صفحة بشكل متين ، وهي البداية الثابتة ، وسيأتي عن الكيفية – بعد قليل- . .
خامساً : تقبل التوجيه ، لأنك ستظل عندك ثغرات وأخطاء ، فلا بد من طلب التوجيه ، من أهل الحفظ ، وأهل العزائم ، والهمّة .
فأطلب منهم التوجيه واعرض عليهم ، حالك .
لا بد من وضع اساسات متينة للحفظ ، لأن المهم هو ليس مجرد عدّ الصفحات ، والصفحة تُنسي سابقتها ، وإنّما لا بد من تمتين الحفظ ، أوّلاً قبل المضي في الحفظ .
واقبل التوجيه البنائي الايجابي ، لا السلبي .
دقيقة نفسية مهمة : لا تكن آخر من يعلم ، آخر من يعلم عن أخطاء أنفسهم .
وانت في طريقك في حفظ القرآن ، كل ما أنهيت بضعة أجزاء ، إذهب واسأل أهل الحفظ .
سادساً : وهي آخر خطوة لتحقيق حلمك الحقيقي ، : أبداً لا تيأس ، لا تيأس ، حتى ولو فشلت في عدّة محاولات .
القضية ليست مرة واحدة وأخيرة ، ولكن محاولات حثيثة ، المهم أن تحقّفق الحلم .
( إذا قامت الساعة وبيدك فسيلة ، فإن استطعت أن لا تقوم حتى تغرسها ، فإغرسها ).
إذا كان علماء النفس يقولون ، عن مشاريع الدنيا ، لا تيأس ، فإن مشروع حفظ القرآن ، مشروع لا يعرف الفشل كما يقول علمائنا .
هناك أفكار اوتوماتيكية تقطع على المجتهد اجتهاده،وهي كثيرة ، فما هي ؟؟؟.
هذه الافكار هي التي تُثبّطه وتمنعه من الاستمرار ، مباشرة وأوتوماتيكياً ، فما هي ؟
هي : أن الانسان وهو في طريق حياته تمر عليه الآلاف من الافكار الاوتوماتيكية ، وهو لا يشعر بالوقت كيف يطويها ويُنسيها ، يقول علماء النفس ، أن هذه الأفكار هي أهم أسباب القلق ، إذا إجتمعت على الانسان افكار سلبية أوتو ماتيكية ، فهذا يجعله ينقطع ، عن استكمال العمل على تحقيق المشاريع .
للتغلب على هذه الأفكار السلبية الاوتوماتيكية :-
أولا : لا بد من معرفة وجودها ، فهي قائمة دائماً .
إذا شعرت بالملل ، والضجر وانت تحفظ القرآن حتى تركت الحفظ فأعلم أن سبب ذلك ، هو ما ورد على بالك من ألأفكار التي غيّرت قناعتك ، وارادتك .
مثل ما يأتي للحافظ عندما يحفظ آيات الطلاق ، بسبب طولها ، وكثرة أحكامها ، وصعوبة السيطرة على متشابهها .
إذا شعرت بالملل ، إعرف أن هناك أفكار اوتوماتيكية ، إعرفها ، أوّلاً ، وفكر بها ، وما هي الافكار ، وبعد التعرف على الافكار ، ناقشها ، وأثبت عدم عقلانيّتها ، أنظر في الدليل على صحتها ، والدليل على عدم صحّتها ، هل هناك دليل على عدم صحتها ؟؟؟
نعم فقد استطعت حفظ آيات سابقة فيها صعوبة ، وفيها متشابهات ، وهذه الآيات كتلك ، فلذلك أنا استطيع .
الأفكار الاوتوماتيكية ، كما يقول علماء النفس ، معظمها خطأ ، وهنا ستخرج من هذه الأفكار ، الى الأفكار المتوازنة ، أي : كيف نحول الأفكار الاوتوماتيكية ن الى افكار واقعية متوازنة ، فما هي الافكار المتوازنة ، مثل :
أنا سريع الحفظ ، عند الآيات السهلة ، لكني أحتاج الى وقت أكبر عند الآيات الصعبة ، وهنا يتبين الوجه الحقيقي ، لطبيعة المشكلة .
أكتب على جدول ، ما ذكرناه ، آنفاً ، في البداية أنت بحاجة للكتابة ، وبعد ذلك لاتحتاج الى الكتابة ، وهذا سيصبح ، منهجيّة مغروسة في العقل الباطني ، بشكل تلقائي .
أي يصبح هذا الأمر طريقة تفكير دائمة .
قد تتراكم الافكار التلقائية ، حتى تصبح قناعة عدم امكانية الحفظ .
هذه بعض الأمثلة ، لأفكار تلقائية شائعة ، منها :
إذا أردت أن أحفظ القرآن يجب أن أتفرغ تماماً للحفظ ، وأنا لا استطيع !!! .
في البداية ، اكتب هذه الفكرة ( الموقف الذي حصل ) .—التفرغ الكامل لا أستطيعه ، لذلك لا أحفظ .
سجل : ما الدليل على صحّتها ، ممكن أني سمعت كثير من الحفاظ يقولون هذا ،
ثم ما الدليل على عدم صحّتها : أنا أرى الكثير من العمال والمهندسين ، والمدرسين ن والمشغولين أكثر مني ، وهم يحفظون القرآن كاملاً .
ثم أحول الجملة التلقائية ، الى فكرة معقولة متوازنة ، وهي : يجب أن أفرغ جزء من الوقت ، وليس التفرغ الكامل .
فكرة تلقائية ، ثانية : أنا كثير الذنوب ، وقد أحفظ من أجل النّاس ، لأني كثير الذنوب ، فكيف لي أن أحفظ القرآن ، وأنا أكرر الذنوب .
تحويل الفكرة الى متوازنة : كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ، والذي يحفظ القرآن سيبقى ، معرّض للذنوب ، ولن يتحول الحافظ ، الى ملك ، ولو افترضنا ذلك ، لكان كل الحفّاظ منافقين .
بل من صفات أهل الجنة أنهم : واذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله ، هذه طبيعة الجميع ، ويجب "أن نكون من اللذين يستغفرون بعد الذنب هذا المطلوب ، ولذلك أقرّر أنّني كلما أذنبت ،لا بد أن أزيد من حفظي ، لا أن أقعد .
فكرة أخرى ( سلبية ) : كلما حفظت نسيت ، فما الفائدة من الحفظ .
فائدة مهمّة وتوضيح لمفهوم خاطيء شائع ، بأنّ الذي يحفظ آية وينساها مرتكب لأعظم الذنوب ؟؟!!
هناك ، فتوى من هيئة كبار العلماء ، بأن من حفظ القرآن ونسي ، غير معرض للعقوبة ، وأن الأحاديث ، في هذا ضعيفة ، وهذا لا يعني التقاعس عن المراجعة .
ما الدليل على عدم صحّة المقولة الاولى ، هناك سور أكثر من قرائتها واقرأها ، لا أنساها ،
الفكرة الجديدة ، : كلما حفظت ولم أراجع ،أنسى ،وإذا راجعت لا أنسى .
كيف تحفظ كتاب الله تعالى
لا بد أن يكون أولاً الحلم حقيقيا .
أولاً : الإخلاص .
ثانياً : الدعاء ، لسنا في غنى عن قوة الله تعالى في هذا الأمر ، لاغ بد أن تتفتح الابواب : اللهم أعنّي على حفظ القرآن والعمل به .
فالله ييسر ويفتح المغاليق ، الحفظ والعمل .
ثالثاً : التوبة ، نحن نريد لحفظ القرآن أن يكون دافعاً للعمل الصالح والبعد عن الحرام ، فالذي يريد الحفظ بحاجة الى ثلاثة أجهزة هامة : العين واللسان والأذن ، حتى تحفظ لا بد أن تكون العين نظيفة ، وهذه الاذن لا بد أن تتنزه عن سماع الحرام ن وكذلك الغيبة والنميمة ، والكلام الحرام ، لا بد من حفظ الجوارح ، حتى يحفظ القرآن .
نور الله لا يعطى لعاصي .
الإخلاص ، والدعاء ، والتوبة .
مباديء اساسية
مع اطيب تحياتى
.............. الفرعون العاشق ............