روشتة إصلاح التعليم
=============
لقد كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن تطوير التعليم وأنه قضية أمن قومى ولابد من الاهتمام به حتى يرقى المجتمع والوطن، لكن كيف يحدث ذلك ونحن نخاصم العلم والدراسات العلمية الرصينة ونمتهن أهله ونهملهم، يا سيدى لابد لتطوير التعليم من الآتى:
1- تطوير النظم الإدارية القائمة أساسا على الأقدمية، والتى تأتى بعقليات متحجرة عفا عليها الزمن تحارب التطور لأنه خطر عليها وعلى مكاسبها وذلك بأن تكون الكفاءة وروح الانجاز الوثابة هى المعيار الرئيسى فى اختيار الوظائف العامة والترقيات حتى يكون ذلك حافزا للموظفين على التطور والأخذ بأسباب العلم، مع الاهتمام بالتدريب المستمر للموظفين أثناء العمل لتطوير قدراتهم فإذا أردت أن تعرف سر النجاح فى أى عمل ففتش عن الإدارة.
2- الاستعانة بآراء العلماء المختصين والتربويين والاقتباس من تجارب وخبرات الدول المتقدمة فى هذا المجال بما يتناسب مع بيئتنا وظروفنا.
3- تطوير المناهج باستمرار تمشيا مع العصر وتقديمها للطلاب بصورة جذابةومشوقة.
4- محاربة الدروس الخصوصية (التعليم الموازى) بشتى الوسائل لأنها تضرب دور المدرسة فى مقتل وتخل بمبدأ تكافؤ الفرص فمن يستطيع أخذ دروس خصوصية يحصل على أعلى المجاميع ومن لم يستطع فعليه أن يقنع بالقليل من الدرجات كما أنها تشعل السخط الشعبى ضد المعلمين والعملية التعليمية برمتها حيث تثقل هذه الدروس كاهل الأسرة المصرية أيا كانت كما أنها تؤدى لهروب المعلم والطالب من المدرسة وقت الدراسة وتجعل مثل ذلك المعلم يعارض التطوير ولو بصورة سلبية لأن ذلك سوف يحد من مكاسبه وعلاج ذلك ليس بزيادة الرواتب لأنهم يحققون دخولا كبيرة تفوق أى رواتب من الممكن أن تدفعها الحكومة وعلاج تلك المشكلة متشعب فمثلا يمكن أن يخير هذا المعلم بين وظيفته وبين أن يعطى دروساً خصوصية وأعتقد بأن كثيرا منهم سوف يتخلى عن الوظيفة مختارا وهذا الاقتراح له عدة مزايا فمن ناحية سوف يريح الموازنة الحكومية من أعباء رواتب هؤلاء ويظهر هذا النشاط إلى العلانية مما يمكن مصلحة الضرائب من مزاولة عملها بكفاءة..
كما يجب أن تحسن المدرسة من عملها حتى تقنع المتعلم وولى أمره بعدم حاجتهم للدروس الخصوصية.5- إعادة هيبة المعلم واحترامه فى نظر الطالب والمجتمع بمحاربة تلك الصورة المذرية التى يظهر بها فى وسائل الإعلام.
6- محاربة البلطجة والعنف فى المدارس وعودة الانضباط إلى المدرسة قبل كل شىء فالمدرسة إحدى مؤسسات المجتمع التى تتأثر به و تؤثر فيه فلو انتشرت عدوى العنف داخل المدرسة لطالت المجتمع كله.
7-رفع رواتب المدرسين للارتقاء بمستواهم المادى والمهنى حتى تكون مهنة جاذبة للكفاءات وتحسين صورتهم فى أعين المجتمع باعتبارهم صناع البشر.
8- ربط نوع التخصصات التعليمية باحتياجات المجتمع والدولة من خلال خطة قومية ونظرة مستقبلية لعشرات السنين فى كل المجالات فمثلا إذا أردنا أن نصنع قمرا صناعيا فى مقتبل الأيام فيجب أن نهتم بتدريس الهندسة العكسية وتكنولوجيا الصواريخ وهندسة المواد والاتصالات والكمبيوتر وغيرها من العلوم ذات الصلة.
9- جعل الدراسة فى مجملها تجريبية عملية تعتمد على إعمال العقل والإبداع وإيجاد الحلول للمشكلات.
10- ربط المدارس بالمصانع ووسائل الإنتاج والخدمات فى الدولة سواء بزيارة الطلاب لها والتعرف على الحياة العملية عن قرب أو رعاية رجال الأعمال ودعمهم للعملية التعليمية باعتبارهم أول المستفيدين من نتائجها حتى نحد من استقدام العمالة الخارجية المدربة وأن نقلل من البطالة.
11- جعل مجمل الخبرات التى حصل عليها الخريج هى المعيار بدلا من الشهادة بمعنى (ماذا تستطيع أن تفعل؟ بدلا من ماذا تعرف؟) فالمعرفة بداخل الكتب ولكن توظيفها والبناء عليها هو الأهم.
12- تحفيز المتفوقين ورعاية الموهوبين بإعطائهم منحاً دراسية وإعفاءهم من المصروفات.
13- الاهتمام باللغات الأجنبية لأنها همزة الوصل بيننا وبين العالم الخارجى مع الاهتمام بلغتنا الجميلة وقيمنا الأصيلة.
14- توظيف ذوى القدرات الخاصة والمتفوقين فى إطار مشروع قومى نهضوى للاستفادة منهم ومن أفكارهم بدلا من تسربهم للخارج ليستفيد من جهدهم الآخرون ثم نطالع صورهم ذات يوم فى الصحف الغربية ونقول هاهم لقد كانوا بيننا وما الدكتور أحمد زويل منا ببعيد.
15- عدم الاستسلام للضغوط الشعبية تجاه ما يسمى بصعوبة الامتحانات والخوف من نتائجها حيث لا تكون هذه النتائج هى كل شىء فى الحكم على مستوى الطالب ومن البديهى أن يكون هناك بعض الأسئلة التى لا يستطيع أن يجيب عليها إلا الطلاب الأذكياء لأن الاختبار فى نهاية المطاف هو مفرزة لتصنيف الطلاب وفق مقياس معين.
هذه بعض الأفكار والوسائل المؤدية إليها كثيرة فلابد أن نأخذ الأمور مأخذ الجد فلا مكان فى هذا العالم للكسالى فالملاحظ أن النجاح فى بلدنا فردى فلماذا لا يكون الوطن كله ناجحا، يجب أن نحس كأننا فى معركة ضد الجهل والتخلف والبطالة بمعنى نكون أو لا نكون وأننا قادرون على الإنجاز والثقة بالنجاح وأن يحترم كل منا الآخر حتى يمكننا اللحاق بركب التقدم المتسارع فى عصر الانفجار المعرفى ونصنع مستقبل مشرق لأبنائنا مفعم بالأمل بدلا من أن نترك لهم تركة ثقيلة ومستقبل غامض محمل بالديون فالنمور الآسيوية ليست بأفضل منا ولكنهم وثقوا من أنفسهم ووظفوا طاقاتهم وقدراتهم بطريقة سليمة، وهاهى البرازيل بعد أن أشرفت على الإفلاس منذ سنوات تقفز للأمام، واليابان كمجموعة جزر ليس بها أى موارد وخرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة ومحتلة ولكنها أحسنت استثمار مواردها البشرية مما دفعها للانطلاق..
والصين صاحبة أكبر كتلة سكانية فى العالم لم تعوقها الزيادة السكانية الرهيبة عن تحقيق التقدم حتى يقول المحللون إنها ستصبح القوة الاقتصادية الأولى فى العالم فى غضون العقدين القادمين، أتكلم من منطلق ليس مواطن يعيش مشاكل وطنه ولكن مواطن تعيش مشاكل وطنه فيه فالمرء منا مهموم بمصر ومستقبلها أكثر من همومه الشخصية إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، فنحن كشعب ذى قدرات خلاقة نستطيع فعل المستحيل بشرط أن نعرف كيف نبدأ؟! حتى لا نبكى يوما ما على اللبن المسكوب.
منقول