الموهبة،
العبقرية، الإبداع، الابتكار، التميز
إن المفاهيم
المرتبطة بالموهبة والعبقرية تكاد تكون متداخلة إن لم تكن واحدة وكلها تدور
حول القدرات من حيث كونها ذات أصل جيني كما أن مفاهيم التميز والابتكار
والإبداع تدور حول العمليات من حيث كونها قدرة مكتسبة وكل ذلك له أسس نفسية
وعقلية تتعلق بالوراثة والبيئة ويتضح ذلك من وجهات نظر المتخصصين على
النحو التالي :
أولا : الموهبة :
يقول
لانج وإيكيوم عن الموهبة :
" إن المواهب قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد،
بل أن بعضها قد يوجد بين ذوي الحاجات الخاصة "
وعلى ذلك قد يكون
الموهوب ذا قدرات معرفية متواضعة وقدرات أخرى فائقة .
ويقول
إبراهيم عيد :
" إن القدرة والإمكانية والموهبة ما هي إلا تنويعات على معنى
واحد هو الإبداع "
خلاصة ذلك أن
الموهبة عبارة عن قدرة وهبها الخالق سبحانه وتعالى نخلقه، وهي متنوعة
ومتعددة في خلقه ويمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع على النحو التالي :
( 1 ) المواهب الفذة أو
المنادرة :
وهي قدرات فائقة
تقدم للبشرية إنجازات في مجالات عديدة .
( 2 ) المواهب الفائضة :
وهي قدرات تؤهل
للانتاج الوفير المؤثر في النواحي الإنسانية .
( 3 ) المواهب النسبية :
وهي قدرات تخصصية
مهنية كالطب والهندسة وغيرها .
( 4 ) المواهب الشاذة :
وهي قدرات ذات
طبيعة خاصة تفتقد القيم .
ثانيا : الإبداع :
يقول
شتاين
" الإبداع هو عملية ينتج عنها عمل جديد يرضى جماعة ما أو تقبله
على أنه مفيد " .
ويقول
سمبسون :
" قدرة الإبداع هي المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على
الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية " .
ويقول
كارل روجرز :
" عملية الإبداع هي عبارة عن ظهور إنتاج ارتباطي جديد في العمل
نابعا من الفرد ومن الحوادث ومن الناس " .
خلاصة
القول في مفهوم الإبداع :
· إن عملية الإبداع عملية ذاتية متجددة ( أي تحقيق الأصالة
والحداثة ) بمعنى أنها تقدم ما هو جديد وتجدد القديم .
· إن عملية الإبداع لابد أن تقدم فائدة مقبولة للمجتمع .
· إن عملية الإبداع هي نتاج تفاعل مع البيئة وهي تدرك وتحل
مشكلات الفرد والمجتمع والبيئة وعلى ذلك فإن الإبداع يماثل الموهبة في كونه
يؤدي إلى فائدة عامة ويخالف الموهبة في كون الموهبة ذات أصل جيني متنوع
متنوع ومتعدد والإبداع عملية مرتبطة بالتصور ( العقلي ) والبيئة ( المكتسبة (
ثالثا : الابتكار :
بداية يرى بعض
العلماء أن الذكاء والابتكار قدرتان منفصلتان ويرى ( سيبرمان ) أن هناك
علاقة ما بين الذكاء والابتكار وهذا ما تميل إليه وتؤيده مشاهدات الممارسين
والابتكار قدرة تؤدي إلى التجديد في العلم والأداء والفنون والأفكار ويتم
من خلال أربع مراحل :
( 1 ) مرحلة الإعداد ( الاستعداد (
( 2 ) مرحلة الحضانة ( التفكير لا شعوريا (
( 3 ) مرحلة الإلهام ( الإشراق أو الاستبصار أو الحل الفجائي (
( 4 ) مرحلة التقويم ( صدق الحلول (
وهي ليست متتابعة
بالضرورة ولا جامدة .
وبمراجعة
الدراسات في هذا الموضوع ( وبخاصة دراسات أحمد عبادة وفؤاد أبو حطب )
نجد أن الابتكار عملية تعتمد على قدرات هي :
( 1 ) الطلاقة :
وهي سبيل عادي من
الأفكار المترابطة، فيبدو العقل المبتكر كما لو كان يطلق دائما طلاقات من
الأفكار الجديدة ومن صور هذه الطلاقات :
أ- طلاقة لفظية
وهي سرعة إنشاء حديث متصل ذي معاني .
ب- طلاقة بصرية
وهي دقة وسرعة على الإدراك بالإبصار .
ج- طلاقة
ارتباطية وهي سرعة توليد علاقات معينة .
د- طلاقة فكرية
وهي سرعة توليد أفكار أو مفردات .
( 2 ) المرونة :
وتمثل
تنوع الأفكار وكيفيتها ومن صورها :
أ- المرونة
التقليدية وهي سيل أنواع لا نمطية من الأفكار .
ب- المرونة
الشكلية وهي تنوع الحلول الجديدة .
( 3 ) الأصالة :
وهي عدم تكرار
المعاني والأفكار .
( 4 ) الحساسية :
وهي حساسية
الاستقبال أو الحساسية للمشكلات، وهي ترتبط بإدراك الثغرات وإدراك
الاحتياجات .
مما
سبق نجد أن الابتكار يختلف عن الموهبة على النحو التالي
:
· الموهبة هي قدرات خاصة تؤدي إلى التكوين والإيجاد لا ترتبط
بالضرورة بالذكاء وهي تتأثر بالوراثة وتوجد عند أفراد بنوعيات متباينة
.
· أما الابتكار فهو قدرة تؤدي إلى التجديد في الأفكار والأداء
هو يرتبط بالذكاء ويتأثر بالنشأة والبيئة وله مراحل .
رابعا العبقرية :
يرى ( هاريس ) أن
العقول البصيرة المتوفدة هي العقول العبقرية ومنشأ هذه العبقرية ومنشأ هذه
العبقرية يرجع إلى سرعة الانتقال في العمليات العقلية .
والعبقرية قدرة
عقلية تعتمد على الإدراك والتركيز والتحليل والعبقري هو النافذ الماضي
الذي لا شيء يفوته