حقوقيون يطالبون بالتحقيق مع كبير الأطباء الشرعيينكتب - صفاء عصام الدينفتح ملف إمكانية نقل الرئيس المخلوع حسنى مبارك لمستشفى سجن طرة، ملف إهمال الرعاية الصحية للسجناء فى السجون المصرية، على مدار سنوات طويلة، وطالب رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى، محمد زارع، بالتحقيق مع كبير الأطباء الشرعيين، السباعى أحمد السباعى، والرؤساء المتعاقبين على مصلحة السجون.
واتهم زارع فى حديث لـ«الشروق»، السباعى والقائمين على السجون بالتسبب فى قتل عشرات السجناء بسبب سوء الرعاية الصحية، وإهدار المال العام فى إنشاء «مستشفيات لا تصلح لعلاج المرضى»، حسب تعبيره، مطالبا بمحاكمتهم.
واعتبر زارع إعلان السباعى أن مستشفى سجن طره غير مؤهل لاستقبال مبارك لعدم توافر الإمكانيات «يعد اعترافا بجريمة».
وقال زارع: «طول فترة خدمته (يقصد السباعى) كرئيس لمصلحة الطب الشرعى صمت على جريمة عدم تأهيل مستشفيات مصلحة السجون».
وأضاف زارع: «كل ما يتطلبه استقبال مبارك مجرد غرفة رعاية مركزة، وعدم وجودها يعنى إهدار الأموال العامة، طوال السنوات الماضية».
ووجه رئيس المنظمة العربية انتقادات حادة للسباعى، قائلا: «رصدنا له فى الفترة الماضية موضوعات فى غاية الخطورة»، مشيرا إلى التقرير الطبى عن وفاة الشهيد خالد سعيد، وقال: «هذا درب من الخيال، خالد سعيد مات من التعذيب، والطب الشرعى خرج علينا بتقرير يدعى أن خالد مات بإسفكسيا الخنق نتيجة ابتلاعه لفافة بانجو، وهذا التقرير كان أحد أسباب اندلاع الثورة المصرية».
ودعا زارع لإعادة التحقيق فى وفاة خالد سعيد ومحاسبة كبير الأطباء الشرعيين، موضحا سعيه لتقديم طلبات بإعادة فتح التحقيق فى حالات التعذيب القديمة التى سبق وحفظتها النيابة، وقال «منتظرون الأمور تهدأ ونتقدم بهذه الملفات، ففى وزراء داخلية آخرين مارسوا التعذيب وضباط أمن الدولة ولابد من محاكمتهم».
وأكد أمين لجنة الشكاوى بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، جمال بركات، أن مستشفيات السجون تقدم خدمة طبية متدنية، وقال: «الخدمة ليست بالمستوى الذى يكفل الرعاية الصحية لحالات مرضية معينة، وتوجد حالات تستدعى الانتقال لمستشفيات أخرى».
وأشار بركات إلى معاناة الكثير من السجناء المرضى خلال السنوات الماضية، مع مصلحة السجون التى تتعسف فى عدم نقلهم إلى المستشفيات المجهزة لعلاجهم وقال «فى سجناء كانوا يعذبوا لحين نقلهم لمستشفى مجهز، وكانت المنظمات تقدم بلاغات للنائب العام ورئيس مصلحة السجون ووزير الداخلية لنقل هذه الحالات».
وطالب بإعادة تطوير المستشفيات لتقديم خدمة صحية عالية، وقال «فى سجون بعيدة عن المستشفيات، ويستغرق نقل المسجون من وادى النطرون إلى الإسكندرية وقت ومسافة قد تودى بحياته».
وفى الوقت نفسه، شدد بركات على أهمية عدم التعسف والإصرار على نقل مبارك لمستشفى طرة، إذا ثبت بالفعل احتياجه صحيا لعناية «هو إنسان ولا يمكن أن نقضى على حقوقه».