تحوّل البِنتُ إلى سمكه
قالت
البِنتُ الصغيرةُ لأُمِّها : أتمنّى لو أصيرُ سَمَكة ، قالت الأُمُّ بدَهشَة :
ولماذا تَتَمنِّينَ هذهِ الأُمنيةَ الغريبة ؟! .
قالت البِنتُ الصغيرة :
لأنّ السمكةَ لا تَذهبُ كلَّ صَباحٍ إلى المدرسة ، وهي تَعيشُ في البحرِ
وتَتَنقَّلُ كما تُحِبّ .
قالت الأُمّ : أنتِ مُخطِئة يا عزيزتي ، مِن
الأفضَلِ أن تُحِبِّي المدرسة ، لأنّك تَتَعلّمينَ فيها القِراءةَ والكتابة
.
قالت البنتُ الصغيرة : أُريدُ أن
أصيرَ سَمكة ، وإذا صِرتُ سَمكةً فلابُدَّ أنّي سأكونُ سعيدةً دائماً
.
وبعدَ قليل شَعَرتِ البنتُ بالنُعاس ، ثُمّ
حَدَثَ أمرٌ غريب ، فقد تَحقَّقَت أُمنيَة البنتِ الصغيرة ، وتَحوَّلَت إلى سمكة ،
وباتَت تَعيشُ في البحر .
والمؤسِفُ أنّ البنتَ لم تَجِدِ السعادةَ كما كانت
تَتوقَّع ، لأنّ الأسماكَ ابتَعدَت عنها خائفة ، ورفَضَت التكلُّمَ مع تلكَ السمكةِ
الغريبةِ ، التي لها رأسُ بِنت وجسمُ سمكة .
وشَعَرتِ البنتُ الصغيرةُ أنّها
وحيدةٌ حَزينةٌ محرومةٌ من الأهلِ والأصدقاء ، فأخَذَت تبكي وتَصيح ، وأفاقَت مِن
النوم .
فَرِحَت البنتُ الصغيرةُ لمّا
وَجَدَت نفسَها في فِراشِها ، ومُنذُ ذلكَ الوقت قَرَّرَت أن تُحِبَّ المدرسة