عبير سكافي طفلة فلسطينيةقتلها الاحتلال بمنعها من عناق والدها

عبير سكافي: طفلة فلسطينية قتلها الاحتلال
بمنعها من عناق والدها الأسير

الغد الأردنية : يوسف الشايب
رام الله – شيعت جماهير غفيرة في مدينة الخليل، أمس، جثمان الطفلة الفلسطينية عبير، ابنة الأسير يوسف سكافي، والتي استشهدت بعد إصابتها بمرض عصبي، لازمها منذ عامين، بعد أن منعتها قوات الاحتلال من احتضان والدها في آخر زيارة له.
وكان أعلن الليلة قبل الماضية، في مدينة الخليل عن وفاة الطفلة عبير (11 عاماً)، والتي دخلت في غيبوبة، منذ أيام، إثر مرض أصابها جراء الصدمة العصبية والخوف والقلق الذي انتابها في زيارتها الأخيرة لوالدها، الذي يقبع في سجن النقب الصحراوي ويقضي حكما بالسجن المؤبد أربع مرات، أمضى منه ثمانية أعوام.
وقال جد الطفلة عبدالرحيم سكافي في تصريحات للإذاعة الفلسطينية إن عبير "كانت متلهفة لملامسة أبيها واحتضانه، بعيدا عن الزجاج الذي كان يفصلها عنه في زياراتها المعدودة له، والتحدث معه عبر جهاز الإنتركوم عن بعد"، وفي زيارتها الأخيرة قبل عامين لوالدها في سجن النقب، اشتد غضبها لمنعها من احتضان والدها بالدخول إلى معتقله، فأخذت تضرب العازل الذي يفصلهما بيديها.
وأضاف: بعد أسبوع من زيارتها لاحظت معلماتها أنها لم تعد قادرة على الإمساك بالقلم، ولاحظ ذووها عدم مقدرتها على حمل الملعقة، لذلك تم نقلها إلى عدد من الأطباء والمستشفيات في محافظة الخليل، لتبدأ رحلة علاج مؤلمة وقاسية.. وفي ظل عدم تحسن حالتها أخذت بالتراجع في النطق والحركة، فتم تحويلها إلى العلاج في الأردن أملا في إنقاذ حياتها وعودتها إلى النشاطات والفعاليات التي اعتادت عليها.
وتابع الجد بحرقة لم تكن خافية في نبرة صوته: بينت الفحوصات الطبية أن عبير تعرضت لصدمة عصبية وخوف شديد، أدى إلى عدم مقدرتها على الحركة والنطق، فأكملت علاجها بعد عودتها من الأردن في مستشفى عالية الحكومي في مدينة الخليل، حيث دخلت في غيبوبة منذ أيام، ليعلن عن وفاتها الليلة قبل الماضية.
وكانت عبير، قبل هذه الحادثة تتمتع بصحة جيدة، ومن الطالبات المميزات في المدرسة، وفق جدها.. وكانت تشارك في مختلف النشاطات الشعبية والجماهيرية التي تنظم للتضامن مع الأسرى، ولم تغب عن أي نشاط منها .. مضيفاً: اعتبرها شهيدة عند الله، مشيراً إلى أنه تم تشييع جثمان حفيدته الشهيدة من مسجد الروضة في نمرة إلى مثواها الأخير في مقبرة الرشيد بمدينة الخليل.
وحمّل مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أمجد النجار، حكومة الاحتلال مسؤولية ما حدث مع الطفلة سكافي، مشيراً إلى أن ما تقوم به إدارة سجون الاحتلال في الزيارات إجراءات عقابية بحق الأسرى، وتمنع الأطفال فوق الستة أعوام من احتضان آبائهم لهم ما يؤثر سلبا على نفسية الأطفال، وهذا ما حدث مع الطفلة الشهيدة عبير السكافي حيث منعت من احتضان أبيها ما خلق عندها صدمة تطورت مع الوقت لتؤدي إلى شللها ومن ثم وفاتها.
وطالب النجار، الصليب الأحمر الدولي بأن يكون له دور أكثر قوة وفعالية في السماح لأطفال الأسرى باحتضان آبائهم في غرف الزيارة.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي ما حدث مع الطفلة سكافي جريمة بحق أطفال الأسرى المحرومين من رؤية آبائهم منذ فترات طويلة.
وطالب زكي، في بيان تلقت "الغد" نسخة عنه، أمس، المؤسسات الدولية بالكشف عن الجريمة المنظمة التي يتعرض لها الأسرى وعائلاتهم في سلسلة إجراءات المنع المتواصلة للزيارات.
واعتبر المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي استشهاد الطفلة الفلسطينية عبير شهادة إنسانية فلسطينية واقعية على ظلم الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان.
وأشار القواسمي إلى استشهاد الطفلة عبير بغيبوية نتيجة ضغط نفسي وآلام، بسبب حرمانها من احتضان والدها الأسير في زياراتها القليلة جدا.
ووصف القواسمي الإجراءات الإسرائيلية بحق الأسرى وذويهم بالخارجة على الأعراف والقوانين الدولية، والمجردة من الإنسانية، معتبرا حرمان أسير محكوم بالمؤبد من احتضان أطفاله وصمة عار على جبين سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال القواسمي في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة في حركة فتح، وتلقت "الغد" نسخة منه، أمس، إن حكومة الاحتلال تعيش حالة تناقض بين الإعلان عن نفسها كدولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وواقع معاكس حيث تمارس سلطاتها سياسات مخالفة للقانون الدولي، وتتبع أساليب قهر وحرمان من أبسط الحقوق ضد الأسرى وذويهم. مناشدا المنظمات الحقوقية التدخل فورا لإيقاف ممارسات سلطات الاحتلال بحق الأسرى وأطفالهم وذويهم.
وتخوفاً من أي ردود فعل غاضبة أثناء تشييع جثمان الطفلة عبير سكافي، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حواجزها العسكرية على عدة مفترقات رئيسية بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ"الغد" إن قوات الاحتلال أقامت حاجزا عسكريا منطقة رأس الجورة، وأقامت حاجزا عسكريا على تقاطع خط (60) و(35)، وأجرت عمليات تفتيش بمركبات المواطنين الفلسطينيين.

» إعادة طفلة بعد اختطافها مع سيارة والدها
» الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ... عبير عبد القوي الأعلامي
» استشهاد طفلة في قصف الاحتلال لحي الزيتون
» ذهب لتحية العروس.. فقتل والدها!
» شابة تتلقى وروداً من والدها المتوفى