أربع عظماء مصريين فازوا بجائزة نوبل. . 17 - ديسمبر - 2005
جائزة نوبل :تعد جائزة نوبل اكبر و اهم جائزة علي مستوي العالم حيث ان من يحصل عليها يحصل بالتالي علي اكبر قدر من الثناء و الاطراء علي كافة المستويات .
و تمنح جائزة نوبل في 10 ديسمبر من كل عام لكل من يقوم بابحاث بارزة او يستطيع ابتكار تقنيات جديدة او
من يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة .
الاب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي و مخترع الديناميت (الفريد نوبل) و لقد قام نوبل بالمصادقة علي الجائزة السنوية في وصيتة الذي وثقها في النادي السويدي في 27 نوفمبر 1895 .
اقيم اول احتفال لتقديم جائزة نوبل عام 1901 و كانت تقدم في المجالات التالية ( الاداب - الفيزياء- الكمياء- الطب ) و بداية من عام 1902 قام ملك السويد نفسه بتسليم جائزة نوبل الي الاشخاص الحائزين عليها و قد تردد ملك السويد ( اوسكار الثاني) في بادئ الامر في تسليم جائزة وطنية لغير السويديين و لكنه تقبل الامر بعد ذلك لاداراكه لكمية الدعاية العالمية التي ستجلبها الي السويد
و تسلم جوائز نوبل في احتفال رسمي في 10 ديسمبر من كل عام (و هو يوم وفاة الفريد نوبل ) علي ان تعلن اسماء الفائزين في شهر اكتوبر من العام نفسه و ذلك من قبل اللجان المختلفة و المعنية بتحديد الفائزين .
تتضمن الجائزة مبلغ 10 ملايين كرونه سويدي اي اكثر من مليون دولار امريكي بقليل و في عام 1968 قام البنك السويدي باستحدث جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية الا ان عائلة نوبل لم تعترف بالجائزة المستحدثة حيث ان الفريد نوبل لم يذكرها ضمن المجالات التي تمنح لها جازة نوبل و من يومها تقرر الا تستحدث مجالات جديدة علي جائزة نوبل و المجالات التي تمنح لها الجائزة حاليا (الفيزياء- الكمياء- علم دراسة الاعضاء او الطب - الاداب) و تسلم جوائز هذه المجالات في استكهولم بالسويد اما المجال الاخير و هو( جائزة نوبل للسلام) فتسلم في اوسلو بالنرويج و ذلك طبقا لوصية الفريد نوبل و ذلك ايمانا منه بان النرويج التي كانت جزء من مملكة السويد سابقا اكثر ديموقراطيه في هذا الوقت و مازالت حتي الان جائزة نوبل للسلام تسلم في اوسلو بالنرويج .
ولكن جائزة نوبل حرم منها العرب طويلا لاسباب عديدة ليس منها بالتاكيد عدم احقية العرب لها و لكنها في الغالب اسباب سياسية وليس هنا مجال ذكرها . و لكن الان هناك اربع عظماء مصريين استطاعوا الفوز بالجائزة و صاروا مشاعل تضيئ للامة طريقها نحو المستقبل و هم :-
1- محمد انور السادات :- ( 1918-1981)الرئيس الراحل محمد انور السادات هو اول عربي و مصري يفوز بجائزة نوبل للسلام حيث منح هذه الجائزة في عام 1978 مناصفة مع مناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل و ذلك بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر و اسرائيل تلك المعروفة بـ (كامب ديفيد).
نبذة عن حياته : ولد محمد انور السادات في 25 ديسمبر 1918 بقرية ميت ابو الكوم بمحافظة المنوفية و بدا دراسته بكتاب القرية و حفظ القران الكريم و هو لا يزال صبي ، حصل علي الشهادة الثانوية 1936 و التحق بالكلية الحربية و بعد تسعة اشهر تخرج منها ملازم ثاني في فبراير 1938 و عين في المكس ثم انتقل الي منقباد حيث التقي بجمال عبد الناصر و تعرف عليه ثم انتقل لسلاح الاشارة بالمعادي - و اثناء الحرب العالمية الثانية تعامل مع الالمان املا في الخلاص من الاحتلال الانجليزي و لكن عرف امره في الجيش و حوكم سنة 1942 و طرد من الجيش و سجن و لكنه تمكن من الهرب و الاختباء حيث عمل في عدة اعمال اثناء هروبه (حمال و سائق ) ، و ظل اسمه بعيدا عن الاضواء لفترة حتي عاد للظهور في مقتل امين عثمان وزير المالية و تم القبض عليه ليقضي 2.5 سنة في السجن منها 1.5 سنة في زنزانة 54 ثم الحكم ببراءته عام 1948 - و بعد خروجه من السجن عمل صحفيا محترفا في صحف دار الهلال و المصور و نشر مذكراته في السجن كما نشر بعض القصص القصيرة و استعان بصديقه يوسف رشاد طبيب الملك و عاد للجيش مرة اخري - و في عام 1951 انضم الي تنظيم الضباط الاحرار تحت قيادة جمال عبد الناصر و شارك في ثورة يوليو 1952 و اذاع بصوته البيان الاول للثورةلتبدا مرحلة جديدة من حياته حيث شارك مع الضباط الاحرار في قيادة مصر و تولي العديد من المناصب و لكن ابرزها علي الاطلاق هو نائب رئيس الجمهورية حيث اختاره عبد الناصر نائبا له في ديسمبر 1969 و بعد تسعة اشهر ينتقل عبدالناصر للرفيق الاعلي في 28/9/1970 ليتم اختيار انور السادات ليخلفه و يصبح بذلك رئيسا للجمهورية في عام 15/10/1970
السادات ريئسا للجمهورية : تولي السادات رئاسة الجمهورية في ظروف صعبة فالعدو الاسرائيلي يحتل سيناء و يفصل بينهما مانع ضخم هو قناة السويس و وراء القناة بنى اليهود خطا دفاعيا قيل انه اقوي خط دفاعي في العالم و لكن الرجل لم يستسلم و لم يضعف و قام في البداية باعداد الجبهة الداخلية للحرب حيث تخلص من خصومه اولا فيما عرف بثورة التصحيح في مايو 1971 لتصبح مقاليد الامور كها في يده لدرجة انه قيل فيما بعد انه لم يصبح رئيس فعليا للبلاد الا في هذا التاريخ - المهم انه اعد الجيش و بامكانيات محدودة و بعزيمة كبيرة عبر الجيش المصري قناة السويس ليحطموا خط بارليف في ستة ساعات و ليمحو اثر هزيمة 1967 و ليستمر الجيش المصري في التقدم و لكن امريكا تتدخل بكل امكانياتها و يصدر مجلس الامن قرارا بوقف اطلاق النار و يقبله السادات لتبدا بذلك المرحلة الاهم و هي المفاوضات مع اسرائيل و قد قيل عن التفاوض مع اسرائيل انه اصعب من الحرب معها .
السلام مع اسرائيل : بعد عدة محاولات عديدة من قبل السادات لاسترداد كامل ارض سيناء و باي طريقة يعرض السادات فكرته التي كانت في وقتها اسطورية - و هي انه مستعد للذهاب لاسرائيل كي يحصل علي السلام الذي يمكنه من استعادة كامل تراب ارض مصر و بالفعل تقبل ساسة اسرائيل الفكرة فهم كانوا مشتاقيين الي ذلك و تهبط طائرة السادات في السابعة و النصف مساء السبت 19 نوفمبر 1977 و يصافح السادات مناحم بيجين و صوت المزيع الامريكي يدوي لقد وصل الانسان الي القمر و هاهو السادات يصل الي القدس.
و يلقي السادات خطابه في الكنيسيت - و يصلي العيد في الاقصي ليفتح باب للتفاوض مع اسرائيل - و يفتح علي نفسه عاصفة جماهيرية لم تهدا و لم يغفر له معارضوه تاريخه النضالي الطويل و لا استعادته كامل التراب المصري و لم يغفروا له انه حقق النصر العربي الحقيقي الوحيد علي اسرائيل في 1973 .
و لكن معارضيه راوا انه ارتكب اكبر خطا في حياته بتوقيعه معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل . تلك التي حصل بسببها علي جائزة نوبل للسلام عام 1978 و التي تبرع بكامل جائزتها المالية لاهل قريته ميت ابو الكوم لاعمار القرية .
و لكن رجل السلام لم يسلم من العدوان و اغتيل السادات وسط جيشه في يوم احتفاله بنصر اكتوبر العظيم في 6 اكتوبر 1981
2- نجيب محوظ : هو روائي و كاتب و قصاص و يعد نجيب محفوظ هو احد كبار الادباء و المبدعين في العالم كما يعد الاديب
الاول في العالم العربي حيث انه العربي الوحيد الحاصل علي جائزة نوبل في الاداب .
الاسم الكامل له نجيب محفوظ عبدالعزيز ابراهيم احمد باشا و اصل عائلته من مدينة رشيد علي البحر الابيض المتوسط .
نبذه عن حياته : ولد نجيب محفوظ في القاهرة عام 1911 في حي الجمالية ، و تعلم في الكتاب ثم في مدرسة فواد الاول و انهي دراسته الثانوية في سن مبكرة في هذا الوقت و هو سن 18 سنة مما يدل علي نجابته و ذكائه ، التحق نجيب محفوظ بالجامعة سنة 1930 ليحصل علي ليسانس الاداب قسم الفلسفة . عمل نجيب محفوظ بالحكومة و تدرج بالوظائف حتي وصل الي مدير عام الرقابة علي المصنفات الفنية عام 1959- كما عمل نجيب محفوظ عضوا بالمجلس الاعلي للثقافة و حصل نجيب محفوظ علي جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1959 كما حصل علي وسام الاستحقاق من الدرجة الاولي و كانت المحطة الكبري في حياة نجيب محفوظ هي حصوله علي جائزة نوبل عام 1988.
نشاته الثقافية : عاش نجيب محفوظ في حي الجمالية و هو قلب القاهرة القديمة و في هذا الحي عرف نجيب محفوظ الحياة الشعبية و عامل سكانها مما ترك اثارا عظيمة ظهرت في معظم رواياته و من حي الجمالية اخذ كثيرا من الاسماء مثل (خان الخليلي - زقاق المدق - بين القصرين - السكرية ) و من حي الجمالية اخذ نجيب محفوظ كلمة (حارة ) التي اصبحت فيما بعد رمزا لهذا المجتمع اي رمزا للحياة و البشر .
انتقل نجيب محفوظ مع اسرته الي حي العباسية و كان الحي الجديد اعلي مستوي من سابقه فتعرف محفوظ علي طائفة من الادباء و الشعراء و المثقفين امثال (احسان عبد القدوس) و ( ادهم رجب) - كما تاثر نجيب محفوظ في اثناء دراسته الجامعية باستاذين كبيرين هما الشيخ مصطفي عبد الرازق استاذ الفلسفة الاسلامية في كلية الاداب ،الاستاذ سلامة موسي الصحفي و المفكر الكبير.
اسلوب نجيب محفوظ : كان نجيب محفوظ صديقا للناس يخاطب العامة و يجلس في المقاهي يلتقي بالاصحاب و الاصدقاء - و كان محبا للضحك و النكته و ميالا للموسيقي و الطرب ، هذا بالتسية لاسلوبه علي المستوي الشخصي اما في الكتابة فقد تميز نجيب محفوظ بالقدرة الكبيرة علي التعامل مع القضايا المحيطة اه و اعاد انتاجها علي شكل ادب يربط الناس بما يحدث في المراحل العامة التي عاشتها مصر ، و تميز اسلوب نجيب في الكتابة بالبساطة و السلاسة و القرب من الناس كلهم لذلك اصبح الروائي الاكثر شعبية في العالم العربي .
مجالات الكتابة عند نجيب محفوظ : رغم انخراط نجيب محفوظ في عدة اعمال الا ان الكتابة قد التهمت حياته حيث بدا بكتابة القصص القصيرة في مجلة الرسالة ثم بدا بشق طريقه بخطوات ثابته حيث بدا بكتابة الرواية التاريخية ثم الاجتماعية - و يعتبر النقاد نجيب محفوظ هو رائد رواد الرواية العربية و ذلك بفضل رواياته المتميزة كما و كيفا و كذلك بسبب تطويره الدائم لاساليب الكتابة القصصية و من روايات نجيب محفوظ (الطريق- السمان و الخريف -بداية و نهاية بالاضافة لمجموعاته القصصية تحت المظلة - همس الجنون ) و نستطيع القول بان الثلاثية هي اعظم عمل روائي كتبه نجيب محفوظ بل هو في راي كثير من الكتاب العالميين هو اعظم عمل روائي عرفه الادب العربي في العصر الحديث حيث تصور ثلاثة اجيال في مصر (جيل ماقبل ثورة 1919،جيل الثورة،جيل ما بعد الثورة)
انهي نجيب محفوظ عمله الادبي بـ 50 عملا روائيا و قصصيا ترجمت الي معظم لغات العالم - و قد تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة بسبب احدي رواياته و هي رواية (ولاد حارتنا) ( بعد حصوله علي جائزة نوبل )
و حاليا نجيب محفوظ يقف علي اعلي قمة ادبية يحمل بيده مشعل الحرية كي يهدي به الاجيال القادمة لرؤية جديدة في الدراسة الادبية و ينشر حب المناقشة و تناول الراي في اطار انساني متفاهم .