عرفت هذه الفترة انتهاء دور الرجال المحاربين (بوشي)، ليتركوا مكانهم لرجال الأمن (ساموراي). ترك هؤلاء الدروع وعدتهم الثقيلة ليرتدوا لباس الـ"كيمونو". كانت قطعتي السلاح (دائي-شو) التي يحملونها هي كل ما تبقى لهم من حقبتهم السابقة.
عاد الاستقرار السياسي إلى البلاد مع بداية شوغونية الـ"توكوغاوا" وعرف عهدهم بـ"فترة إيدو" (1603-1868 م)، أراد النظام الجديد أن يقوم بتثبيت دور الطبقات الاجتماعية المستحدثة. مع القضاء على معظم المعاقل الإقطاعية القديمة، أصبح العديد من المحاربين بلا أسياد (رونين)، سمحت لهم الحكومة بحمل السلاح، وأن يكون لهم اسم عائلي (على عكس طبقة الفلاحين)، إلا أنه توجب عليهم مغادرة الأرياف، والإقامة عند أحد حكام المقاطعات في قصره، يصرف لهم في مقابل ولائهم مقدار معين من الأرز (ويسمى "كوكو" وكان أساس المقايضة في اليابان، لم تكن العملة النقدية معروفة)، كانوا في السابق يتلقون معقلا يشمل على مساحة معينة من الأراضي. تحول المحاربون إلى موظفين حكوميين يسهرون على استتباب الأمن في المقاطعات، مقابل أجرة شهرية.
دفعت ظروف الأمن الجديدة وانعدام الفرص لهم لتجريب مهاراتهم الحربية بالعديد من الساموراي للعمل في الإدارة الحكومية، التجارة أو التعليم. بدافع من تاريخهم الحربي الزاخر طور هؤلاء المحاربون قيما روحية جديدة خاصة بطبقتهم، وكان من أهم أعمالهم في هذه الفترة إصدار قانون أخلاقي جديد عرف باسم "بوشيدو" أو "بوشي-دو" (طريق المحارب) أجمعوا على اتباعه، كما أصبحت زهرة الساكورا (شجرة الكرز) رمزهم اجديد.
رجال "ساموراي" من معقل "ساتسوما" (薩摩) يراجعون بعض الخرائط قبل إحدى المعارك، الصورة تعود إلى الفترة التي عرفت باسم حرب "بوشين" (戊辰戦争) ح 1869 م.بدأت عملية الإصلاحات في "فترة مييجي" (إستعراش مييجي)، وكان من أهم الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة هي حظر طبقة المحاربين عام 1871 م وتجريدهم من كامل امتيازاتهم. توجب على كبار الزعماء ("دائي-ميو") إعادة أراضيهم وممتلكاتهم إلى الإمبراطور، كما تم حضر حمل السلاح على الساموراي. منحت الحكومة رجال هذه الطبقة منحة خاصة، كانت تعادل ما كانوا يتقاضونه كمرتبات قبل الحظر، كانت هذه الإجراءات انتقالية إلى أن يندمج هؤلاء في المجتمع الجديد.
حسام عبد المطلب
الامين العام لمنظمة الرافدين للجوجيتسو
5 دان جوجيتسو
_________________
حسام عبد المطلب
الامين العام لمنظمة الرافدين للجوجيتسو