هو أسلوب إنشائي انفعالي ليس فيه طلب, بل فيه إظهار إحساس . وهو طلب حصول شئ على سبيل المحبة . أو هو طلب حصول الشئ بشرط المحبة ونفي الطماعية في ذلك الشئ. فخرج بقوله ( المحبة) الأمر والنهي والنداء لأنها أساليب طلب تقتضي المشاركة , وأما نفي الطماعية فهو لإخراج نوع الرجاء الذي فيه الإرادة والفرق بين التمني والرجاء : فرق بين نوعين من أنواع الإحساس, فما كان غير ممكن بالنسبة للمتكلم لا يأتي فيه الترجي . لأن التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلا وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله .
أدوات التمني :" ليت" للمستحيل ولغير المطموع في نيله وهي الأداة الأصلية .
أ – ففي المستحيل قالوا :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدح فما أرضي لكم كلمي
وهذه الاستحالة ليست بالضرورة أن تكون مستحيلة للغير بل ربما تكون مستحيلة من حيث إحساس المتكلم . كقولك : ليتني أفعل كذا .
وتأثير هذا الأسلوب يكمن في التعبير عن ظمأ النفس نحو شئ بعيد المنال, كقول الشاعر : مالك بن الريب :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فقوله (ألا ليت شعري) معناه ليتني أشعر أي أعلم وهذا يتكرر في الأدب والشعر كثيرا. وتقديم (ألا ) للتنبيه , ومثلها ( يا) .
ب- غير مطموع في نيله:
كقوله تعالى" يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون "
فليت الشامتين به فدوه وليت العمر مدَ له فطالا
ملاحظة :
أسلوب التمني لا يخرج عن مقتضى الظاهر كبقية الأساليب الإنشائية الطلبية لأنه إنشاء انفعالي ولعراقة "ليت" في هذا الباب , ولأنه نتاج أساليب إنشائية أخرى كالاستفهام أو النهي .