الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 الاحتباك

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
الاحتباك  210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : الاحتباك  111010
العمل : الاحتباك  Collec10
الحالة : الاحتباك  110
نقاط : 17047
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : الاحتباك  222210

الاحتباك  Empty
مُساهمةموضوع: الاحتباك    الاحتباك  I_icon_minitime16/4/2011, 01:25

أولاً - التعريف والتفسير:
1 - "التعريفات" للجرجانِي:
38 - الاحتِباك هو أن يَجتمع في الكلام متقابِلان، ويُحذف من كلِّ واحدٍ منهما مُقابِلُه؛ لدلالة الآخَر عليه، كقوله:


عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءًا بَارِدَا الاحتباك  Space


أي علفتها تبنًا، وسقيتُها ماء باردًا.

2 - كتاب "الكليات" لأبي البقاء الكفوي:
الاحتباك هو من الحَبْك الذي معناه الشدُّ والإحكام، وتَحسين أثر الصَّنعة في الثَّوب، والاحتباك من ألطَفِ أنواع البديع وأبدَعِها، وقد يُسَمَّى حذْفَ المقابل، وهو أن يُحذف من الأول ما أُثبت نظيرُه في الثاني، ومن الثاني ما أُثبت نظيرُه في الأول؛ كقوله تعالى: ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24]؛ فلا يعذِّبَهم، وكقوله تعالى: ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ [آل عمران: 13].

3 - ألفية البلاغة، المسمَّاة "عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، للسيوطي:


قُلْتُ وَمِنْهُ الاحْتِبَاكُ يُخْتَصَرْ الاحتباك  Space
مِنْ شِقَّيِ الجُمْلَةِ ضِدَّ مَا ذُكِرْ الاحتباك  Space

وَهْوُ لَطِيفٌ رَاقٍ لِلْمُقْتَبِسِ الاحتباك  Space
بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الأَنْدَلُسِي الاحتباك  Space



4 - "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم:
ومأخذ هذه التسمية من الحَبْك الذي معناه: الشدُّ والإحكام، وتحسين أثر الصَّنعة في الثوب، فحَبْكُ الثَّوب سدُّ ما بين خيوطه من الفُرَج، وشدُّه وإحكامُه، بحيث يَمنع عنه الخلل، مع الحسن والرَّونق.

وبيانُ أخْذِه منه مِن أنَّ مواضع الحذف من الكلام شُبِّهت بالفُرَج بين الخيوط، فلمَّا أدركَها النَّاقد البصير بِصَوغه الماهرِ في نَظمه وحَوْكِه، فوضَعَ المحذوفَ مواضِعَه كان حابِكًا له، مانعًا من خللٍ يَطرُقه، فسدَّ بتقديره ما يَحصل به الخلل، مع ما أكسبه من الحُسن والرونق.

5 - "البلاغة العربية، أسسها وعلومها وفنونها"، للأستاذ عبدالرحمن الميدانِيِّ:
وبيان أخذ هذه التسمية من حَبْكِ الثوب أنَّ مواضع الحذف من الكلام شُبِّهَتْ بالْفُرَجِ بين الخيوط، فلمَّا أدْركها المتدبِّر البصير بصياغة الكلام، الماهرُ بإحكام روابطه، وأدْرك مقابلاتِها، تنبَّه إلى ملء الفُرَج بأمثال مقابِلاتِها، كما يفعل الحائِكُ حينما يُجْري حبكًا مُحْكمًا في الثوب الذي ينسجه.

يقال لغة: حبَكَ الثوبَ، وحَبَّكَه، واحْتَبَكَهُ: إذا أجاد نَسْجه وأتقنَه، وحَبكَ الحبْلَ: إذا شدَّ فتله، وحبَكَ الثوب: إذا ثنَى طرفَه وخاطه.

ثانيًا - التاريخ:
1 - "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم:
النوع الثالث: ما يسمَّى بالاحتباك، وهو من ألطَفِ الأنواع وأبدعها، وقلَّ من تنبَّه له أو نبَّه عليه من أهل فنِّ البلاغة، ولَم أره في "شرح بديعيَّة الأعمى" لرفيقه الأندلسيِّ، وذكَره الزَّركشيُّ في "البرهان"، ولَم يُسَمِّه هذا الاسم، بل سمَّاه الحذفَ المقابلي.

وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلاَّمةُ برهان الدين البقاعيُّ، قال الأندلسي في "شرح البديعية": من أنواع البديعِ الاحتباكُ، وهو نوعٌ عزيز، وهو أن يُحذف من الأوَّل ما أُثبت نظيرُه في الثاني، ومن الثاني ما أُثبت نظيره في الأول.

2 - "الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن" للدكتور محمود توفيق محمد سعد:
أشار المؤلِّفُ في "القسم الثاني: مؤلفاته التي لم أطَّلِع عليها - إلى كتاب "الإدراك لفنِّ الاحتباك"، فقال: ذكَرَه لنفسه في "تفسيره" (1/ 225) وفي "مختصر تفسيره" أيضًا (ق: 3 - أ)، وفي "الأقوال القويمة" (ص 198)، ونسبه إليه تلميذُه السيوطيُّ في "الإتقان" (3/ 182) و"شرح عقود الجمان" (ص 133).

قال عنه البقاعيُّ: "هو فنٌّ عزيز نفيس، وقد جَمَعتُ فيه كتابًا حسَنًا، ذكَرْتُ تعريفه، ومأخذه من اللُّغة، وما حضرني من أمثلته من الكتاب العزيزِ، وكلامِ الفقهاء، وسمَّيتُه: الإدراك لفن الاحتباك".

ويقول في مختصر تفسيره "دلالة البرهان القويم": "حذفتُ منه أيضًا التصريح ببيان الاحتباك؛ للاستغناء بكتابي "الإدراك"؛ فقد ذكرت فيه نحوًا من ثلاثِمائة آيةٍ من هذا الفنِّ البديع، والأسلوب المنيع"؛ (ق: 3 - أ).

ثم ذكر نصَّ السيوطيِّ، فقال: يقول السيوطيُّ في كتابه "التحبير في علم التفسير" "النوع الثالث والسبعون: الاحتباك:

هذا النَّوع من زياداتي، وهو نوعٌ لطيفٌ، ولَم نرَ أحدًا ذكَره من أهل المعاني والبيان والبديع، وكنت تأمَّلتُ قولَه تعالى: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]، والقولين اللَّذين في الزمهرير، فقيل: هو القَمر في مقابلة الشَّمس، وقيل: هو البَرْد، فقلتُ: لعلَّ المراد به البَرد، وأفاد بالشمس أنَّه لا قمر فيها، وبالزمهرير أنه لا حرَّ فيها، فحذف مِن كلِّ شقٍّ مُقابِلَ الآخَر، وقلت في نفسي: هذا نوعٌ من البديع لطيف، لكنِّي لا أدري ما اسْمُه، ولا أعرف في أنواع البديع ما يُناسبه، حتَّى قادني بعضُ الأئمة الفضلاء [يقصد شيخَه البقاعيَّ] أنَّه سمع بعض شيوخه قرَّر له مثل ذلك في قوله تعالى: ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ [آل عمران: 13].

قال: وهذا النوع يسمَّى بالاحتباك، قال الإمام الفاضل المذكور: وتطلَّبتُ ذلك في عدَّة كتب، فلم أقف عليه، وأظنُّه في "شرح الحاوي" لابن الأثير، ثُمَّ صنَّف المذكورُ في هذا النوع تأليفًا لطيفًا سمَّاه "الإدراك في فن الاحتباك".

ثُمَّ وجدتُ هذا النوع بعينه مذكورًا في "شرح بديعية أبي عبدالله بن جابر" لرفيقه أحمد بن يوسف الأندلسيِّ، وهما المشهوران بالأعمى والبَصير، قال مما نصُّه: "من أنواع البديع: "الاحتباك" وهو نوعٌ عزيز، وهو أن يُحذف من الأول ما أُثبت نظيره في الثَّاني، ومن الثاني ما أثبت نظيرُه في الأول، كقوله تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ﴾ [البقرة: 171]؛ التَّقدير: مثَلُ الأنبياء والكفَّار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به، فحذف من الأوَّل: الأنبياء؛ لدلالة الذي ينعق عليه، ومن الثاني: الذي ينعق به؛ لدلالة الَّذين كفروا عليه..."[1].

ثالثًا - أمثلة:
أ - أمثلة قرآنية:
1 - "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم:
كقوله تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ﴾ [البقرة: 171]؛ الآية، التقدير: ومَثَلُ الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق، والذي ينعق به، فحذف من الأوَّل الأنبياء؛ لدلالة "الذي ينعق" عليه، ومن الثاني الذي ينعق به؛ لدلالة "الذين كفروا" عليه.

وقولِه: ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ﴾ [النمل: 12] التقدير: تَدْخُلْ غير بيضاء، وأخرِجْها تخرُجْ بيضاء، فحذف من الأول "غير بيضاء"، ومن الثاني "وأخرِجها".

وقال الزركشيُّ: هو أن يَجتمع في الكلام متقابلان، فيحذف من كلِّ واحد منهما مُقابِلُه؛ لدلالة الآخر عليه؛ كقوله تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ﴾ [هود: 35]؛ التقدير: "إن افتريتُه فعليَّ إجرامي، وأنتم بُرَآء منه، وعليكم إجرامُكم، وأنا بريءٌ مما تجرمون".

وقوله: ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24] التقدير: "ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم، أو يتوب عليهم فلا يعذِّبهم".

وقوله: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 222]؛ أيْ: حتَّى يَطْهُرن من الدَّم، ويتطهَّرن بالماء، فإذا طَهُرن وتطهَّرن فأْتُوهن.

وقوله: ﴿ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾ [التوبة: 102]؛ أيْ: عملاً صالِحًا بسيِّئ، وآخر سيِّئًا بصالح.

قلتُ: ومن لطيفِه قولُه: ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ [آل عمران: 13]؛ أي: فئةٌ مؤمنةٌ تُقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرةٌ تقاتل في سبيل الطاغوت.

وفي "الغرائب" للكرماني: في الآية الأُولى التقدير: "مثل الذين كفروا معَك يا محمَّد كمثَلِ النَّاعق مع الغنم"، فحذف من كلِّ طرَفٍ ما يدلُّ عليه الطرفُ الآخر، وله في القرآن نظائر، وهو أبلغ ما يكون من الكلام؛ انتهى.

ب - "البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها" للأستاذ عبد الرحمن الميدانِي:
المثال الأول:
قول الله - عزَّ وجلَّ - في سورة (آل عمران/ 3 مصحف/ 89 نزول): ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [آل عمران: 13].

نُلاحظ في هذه الآية حَذْفًا مِنَ الأَوَائل؛ لدلالة ما في الأواخر، وحذْفًا من الأواخِرِ؛ لِدلالَةِ مَا فِي الأوائل، وهذا من بدائع القرآن، وإيجازِه الرائع.

إنَّ إبراز المَحاذيف يتطلَّب منا أن نقول: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ ﴾ مُؤْمِنَةٌ ﴿ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ﴾ فئةٌ ﴿ أُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ تُقَاتِلُ فِي سبيل الطَّاغوت ﴿ يَرَوْنَهُمْ... ﴾ إلى آخره.

فتحقَّقَ "الاحتباكُ" بدلالة ما في الأوائل على المَحذوف من الأواخر، ودلالة ما في الأواخر على المحذوف من الأوائل.

المثال الثانِي:
قول الله - عزَّ وجلَّ - في سورة (التوبة/ 9 مصحف/ 113 نزول): ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102].

قالوا: أيْ: خَلَطُوا عَمَلاً صَالحًا بِسَيِّئ، وعملاً آخَرَ سيّئًا بصالح.

﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا ﴾؛ أيْ: جَمَعُوا جمعًا مختلطًا أَعَمْالاً مختلفة ﴿ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾، والمعنى: أنَّهم يعملون عملاً صالحًا، ويعملون بعده عملاً سيِّئًا، وهكذا دواليك، فهذا المعنى التتابُعي الذي يَجمع في صحائفهم خليطًا غير متجانس لا يؤدِّيه تقدير: خلطوا عملاً صالحًا بسيِّئ، وعملاً آخر سيِّئًا بصالح.

المثال الثالث:
قول الله - عزَّ وجلَّ - في سورة (النمل/ 27 مصحف/ 48 نزول) حكايةً لَما خاطب به موسى - عليه السَّلام - عند تكليمه: ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ [النمل: 12]؛ التقدير: ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ﴾ تَدْخُلْ غَيْرَ بيضاء، وأَخْرِجْهَا ﴿ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾، فدلَّ لفظ "بيضاء" في الأواخر على عبارة "غير بيضاء" المحذوفة من الأوائل، ودلَّتْ عبارة: "وَأَدْخِلْ" في الأوائل على عبارة "وأخرِجها" المحذوفة من الأواخر، فتمَّ الاحتباك.

ب - مثالٌ شِعريٌّ من "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" لابن هشام، تحقيق يوسف الشيخ محمد البقاعي:


كَمْ عَمَّةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ الاحتباك  Space
فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي الاحتباك  Space



... "فَدْعاء" صفة لـ "خالة" و"لعمَّة" مجرورًا؛ أو منصوب لِمَا ذكَرْنا، ولها صفةٌ أخرى مُماثلة لصفة "عمة" المذكورة معها؛ والتقدير: كم عمَّة لك فدعاء، وخالة لك فدعاء؛ فحذف من كلِّ واحد مِثلَ ما أثبت في الآخر؛ وهذا ما يُسَمَّى في علم البديعِ: الاحتِباك.

جـ - مثال نثريٌّ من "نَزْع الخافض في الدَّرس النحوي" للأستاذ حسين بن علوي بن سالم الحبشي:
هـ - قول العرب: "راكبُ الناقةِ طليحان"، لا يطابق الخبَرُ فيه المبتدأ؛ لذا خرَّجه النَّحويُّون على أوجهٍ:
تقدير مضاف في موقع الخبَر قام المضافُ إليه مقامه، والتقدير: راكبُ الناقة أحدُ طليحين.

تقدير معطوف على المبتدأ؛ أيْ: راكب الناقة والناقة طليحان، وهو الأظهر؛ اكتفاءً بذكر الناقة عن أن يذكرها مرة ثانية.

أنَّه من باب الاحتباك؛ وذلك بأن يُحذف من الأول ما أُثبِت نظيرُه في الثاني، ومن الثاني ما أُثبِت نظيره في الأول، والتقدير: راكب الناقة طليح، وهما طليحان، وفيه حذفٌ كثير، وتقليل المقدَّر ما أمكَن أولَى.
[1] "التحبير" للسيوطي: 128 - 129، ط دار الكتب العلمية: 1408 - بيروت.
وانظر معه: "طراز الحلة وشفاء الغلَّة" لأبي جعفر الرعيني الغرناطي، ص: 508، ت: رجاء السيد الجوهري، مؤسَّسة الثقافة الجامعية - الإسكندرية، وانظر "البرهان" للزركشي: 3/ 129، و"الإتقان" للسيوطي: 3/ 182، "شرح عقود الجمان" 133.

الاحتباك  Progress
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
الاحتباك  210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : الاحتباك  111010
العمل : الاحتباك  Collec10
الحالة : الاحتباك  110
نقاط : 17047
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : الاحتباك  222210

الاحتباك  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتباك    الاحتباك  I_icon_minitime16/4/2011, 01:28

بخصوص الاحتباك أقول هي تسمية أدبية بالدرجة الأولى بينما الواقع يقول أن البديهي والمتفق عليه والمفهوم صراحة من الناس لا حاجة إلى ذكره إذا لم يكن المقصود التركيز عليه

فالأمثلة واضحة ومعناها مباشر فلم الحاجة إلى توجيه إضافي يحصل الاختلاف حوله؟!!!
فأنا يمكنني كذلك أن أقول أن غير المذكور شيء آخر غير ما ذكره السادة الأفاضل ومن ثم يتحول الأمر إلى جدال عقيم حول ما لا وجود له في النص القرآني فالاصل ان لامجاز ولاكناية ولاسجع ولاشعر ولا احتباك ولاغير ذلك من الضروريات للشعر العربى.....
لان القران كلام الله وليس من الضرورى اسقاط احكام الشعر وضرورياته على القران بعدما ثبت انه ليس بقول شعر ولاكهانة ولاغيرها من الضروريات الشعرية...

وكلام الله بلسان عربى مبين واضح لازيادة ولانقصان ولاحشوا ولاترادف ولاغير ذلك من ضروريات اللغة التى هى من اللغو اما اللسان العربى التى نزل به القران لسان عربى مبين..

فالنص القرءاني خطاب صدر من حي إلى احياء، ومن عالم إلى عقلاء، وقد تعلق الخطاب بالواقع بشكل علمي ، وتنزه عن الحشو والعبث واللغو.
والمعنى يشارك به المتلقي للخطاب فيصل إلى مقصد المتكلم.
فعندما تقول لاحدهم مثلا وهو جالس في بيت في الطابق الثالث: احضر لي من السوق بضاعة الآن. هل يخطر في ذهنه أن يسال المتكلم من اين يخرج من النافذة او من الباب وهل ينزل على الدرج ام بالمصعد ، وهل يمشي على قدميه أم يركب حافلة ؟!!!!
وإن فعل ذلك فسوف يزجره المتكلم ويوبخه ويصفه بالاحمق والغبي!!!
انظر مثلا آخر:
لو قلت لأحدهم كُل الطعام. فاجاب هل أأكله بيدي، تستغرب وتسارع وتقول له: وهل من عادتك ان تاكل الطعام برجلك !!!
وسابقاً جرى معي طرفة من هذا النوع عندما كنت اناقش احدهم فقال لي : انت تفكر بعقلك، فسارعت واجبته : وأنت بماذا تفكر!!!!!! فرد احد الحضور ساخراً برجله!!!

فالخطاب القرءاني موجه لعقلاء ويعرفون عن ماذا يتكلم الخالق من خلال تعلق الخطاب بمحله ولوازمه ...
فالاصل ان يفهم ان الخطاب القرءاني ولايوجد فيه ترادف او مجاز او عبث او حشو أو زيادات.....
والخطاب صدر من حي الى احياء ، ومن عالم إلى عاقل
والمعنى امر مشترك بين المتكلم والمُخاطب
انظروا مثلا:
( حرمت عليكم امهاتكم...) لا يفهم المتلقي للخطاب ان التحريم متعلق بالاكل !!!
وانظروا ايضاً الى قوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ..) لايفهم المتلقي للخطاب ان التحريم متعلق بالنكاح!!!
فالمعنى واضح عند المتكلم والمتلقي للخطاب تماماً على حد سواء.

فاسلوب القرءان وهو فى قمة البلاغة والحيوية والفاعلية للمخاطب من حيث تفاعله مع الخطاب .
وهكذا باقي النصوص ، ومن يفهم غير ذلك فهو بسيط في التفكير ويريد ان يسال عن البداهة والمسلمات


وبعد مناقشة الاحتباك موضوعياًً نناقش الامثلة :

اقتباس:

((لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ))

والقولين اللَّذين في الزمهرير، فقيل: هو القَمر في مقابلة الشَّمس، وقيل: هو البَرْد،وقيل لعلَّ المراد به البَرد، وأفاد بالشمس أنَّه لا قمر فيها، وبالزمهرير أنه لا حرَّ فيها، فحذف مِن كلِّ شقٍّ مُقابِلَ الآخَر


هل تم ذكر البرد والقمر في الاية ؟؟
وهل القائلون اتكئوا على تلك الارائك ولم يروا فيها بردا ولا قمرا ؟
وهل لابد ان يكون مع كل شمس قمر ومع كل برد او زمهرير حر وبالعكس ؟؟
القمر فلكيا تابع لكوكب الارض فهل جميع الكواكب لها توابع او اقمار وهل جميع الكويكبات او الاقمار يجب ان تتواجد وتتبع لكوكب ؟؟

اللفظ الذي جاء في الاية هو (شمس) وليس (الشمس) ام ان القائلين بالاحتباك لايفرّقون بين المعرّف وغيره وكل الالفاظ عندهم سواء ؟؟




اقتباس:

وكقوله تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ﴾ [البقرة: 171]

اقتباس:



التَّقدير: مثَلُ الأنبياء والكفَّار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به، فحذف من الأوَّل: الأنبياء؛ لدلالة الذي ينعق عليه، ومن الثاني: الذي ينعق به؛ لدلالة الَّذين كفروا عليه



وفي "الغرائب" للكرماني: في الآية الأُولى التقدير: "مثل الذين كفروا معَك يا محمَّد كمثَلِ النَّاعق مع الغنم"، فحذف من كلِّ طرَفٍ ما يدلُّ عليه الطرفُ الآخر



قلت :

كيف يتم التوفيق بين كفرهم وبين معية الرسول لهم وكيف يتم النعق مع الغنم (كمثَلِ النَّاعق مع الغنم ) هل هي ايضا تنعق حتى ينعق معها ؟؟

اذن تساوت هي والناعق في هذه الصفة ؟؟

ثم ان الذين مع الرسول (عليه السلام) ومع الانبياء وصفهم القرآن بخير لاحظوا بعض الموارد :



)أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)


)وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)



)فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ) (لأعراف:64)




)فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ) (لأعراف:72)



)فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:131)



)الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157)



)لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التوبة:88)



)فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (يونس:73)



)وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) (هود:58)




اما في مورد البقرة:



)وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة:171)



فللذين كفروا مثل نسبه الله تعالى اليهم وللذي ينعق مثل وتم عقد شبه بين مثل الذين كفروا ومثل الذي ينعق فهل يمكن ان يمثل الرسول الله (الاحتباك  Salla2 ) الذين كفروا ؟؟

نستغفر الله تعالى ونبرأ اليه من هذا القول...!!!!



اقتباس:


وقولِه: ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ﴾ [النمل: 12]
اقتباس:


التقدير: تَدْخُلْ غير بيضاء، وأخرِجْها تخرُجْ بيضاء، فحذف من الأول "غير بيضاء"، ومن الثاني "وأخرِجها"



التقدير: ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ﴾ تَدْخُلْ غَيْرَ بيضاء، وأَخْرِجْهَا ﴿ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾، فدلَّ لفظ "بيضاء" في الأواخر على عبارة "غير بيضاء" المحذوفة من الأوائل، ودلَّتْ عبارة: "وَأَدْخِلْ" في الأوائل على عبارة "وأخرِجها" المحذوفة من الأواخر






قلت :

اذا ركزّتوا اخوانى فى الله على صيغ الافعال في هذا المورد فتلاحظ ان موسى (ع) هو الذي يدخل يده : (وادخل يدك) اما اخراجها بيضاء من غير سوء فليس من فعله كما قالوا لاحظ قوله : (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) فهي التي تخرج بيضاء من غير سوء وفق آلية او قانون فعّله المخاطِب .
و دخولها بيضاء او غير بيضاء هذا ما لم يذكره النص ، نعم ذكر خروجها هي (تخرج) ومن (غير سوء) فهل السوء الذي تمّ تغييبه بعد خروجها كان فيها قبل ان تدخل ؟؟!!!
وبما أن نهاية النص يذكر أنها تخرج بيضاء فهذا يدل ضرورة على أنها لم تكن بيضاء عندما أدخلها في جيبه،وخاصة أن واقع اليد ليست هي بيضاء، وهذا المعنى هو حاصل في الذهن ضرورة ولا يحتاج إلى وجود أي كلمة في النص زائدة لتدل عليه، لأنه لايعقل أن تدخل اليد بيضاء وتخرج بيضاء فهذا عبث ونقض للنص كله من أصله ومخالف للواقع من كون اليد ليست بيضاء في أصلها!!!


هل يوجد عاقل في الدنيا إذا قلت له :أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء، يفهم انها كانت بيضاء قبل الدخول!!


اقتباس:


وقال الزركشيُّ: هو أن يَجتمع في الكلام متقابلان، فيحذف من كلِّ واحد منهما مُقابِلُه؛ لدلالة الآخر عليه؛ كقوله تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ﴾ [هود: 35]؛ التقدير: "إن افتريتُه فعليَّ إجرامي، وأنتم بُرَآء منه، وعليكم إجرامُكم، وأنا بريءٌ مما تجرمون".


لا يمكن أن يفهم النص إلا بقراءته كاملاً مع استحضار مفهوم المخالفة والمنطوق واللزوم، وفي نصنا جملة( فعلَيَّ إجرامي) تدل ضرورة على أن المخاطبين بريئون من التكذيب، وتدل جملة ( وأنا بريء مما تجرمون) بمعنى إن كنت صادقاً فيما ادعيت فانا بريء من الافتراء، وأنتم الكاذبون المجرمون.وهذا المعنى حاضر في ذهن المتلقي ضرورة لايحتاج إلى وجود كلمات في النص ظاهرة أو مقدرة لأنها بديهة، وذلك مثل قولنا: الثلج، فيستحضر السامع فوراً صفة البياض له ولو لم تذكر في الكلام، لأنها لازمة للثلج لاتنفك عنه.

اقتباس:




وقوله: ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24] التقدير: "ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم، أو يتوب عليهم فلا يعذِّبهم".



النص واضح أن الله إن عذب المنافقين فقطعاً لم يتب عليهم، وإن تاب عليهم فقطعاً لن يعذبهم!!!!

ولا حاجة للف والدوران والتقدير فالمعنى حاصل في ذهن السامع ضرورة.


اقتباس:


وقوله: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 222]؛ أيْ: حتَّى يَطْهُرن من الدَّم، ويتطهَّرن بالماء، فإذا طَهُرن وتطهَّرن فأْتُوهن.


قلت:

السؤال عن المحيض ابتداء فقطعاً يعرف السائل أن كلمة( حتى يطهرن) بمعنى ينقطع الدم من تلقاء ذاته، وكلمة ( فإذا تطهرن) بمعنى وجوب غسل مكان خروج الدم كحد أدنى.





اقتباس:

وكقوله تعالى ﴿ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾ [التوبة: 102]؛



اقتباس:



أيْ: عملاً صالِحًا بسيِّئ، وآخر سيِّئًا بصالح.

اى خَلَطُوا عَمَلاً صَالحًا بِسَيِّئ، وعملاً آخَرَ سيّئًا بصالح.


الخلط في اللسان العربي لايكون إلا بين شيئين على أقل احتمال مختلفين في المادة فمجيء كلمة

( عملا صالحاً) أوجدت في ذهن المتلقي للخطاب العمل السيء أو الفاسد ضرورة، وكلمة (وآخر سيئاً) أوجدت عملا غير الأول خُلط بآخر مختلف عنه.



فالاية وصفت العمل بانه صالحا فقالت (عملا صالحا) وفي النص جاء وصف عمل آخر بانه غير صالح في قوله تعالى :



( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )(هود: من الآية46)


والفعل الذي وقع منهم هو الخلط (خلطوا) فلم تقل الاية انهم عملوا بل خلطوا عملا صالحا لذا يجب تحديد هوية المركّب (عملا صالحا) كونه عملا واحدا وصفته الاية بانه صالحاً وهوية (وآخر سيئا) الذي قد يكون عملا او مكرا او غيره لفهم فعلهم هذا .

وجاء المركّب في ثلاث موارد في النص هي :



)وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:102)



وفعلهم هذا يحتاج الى توبة من هذا الخلط وعليهم ان لا يخلطوا ذلك العمل الصالح بالآخر السيئ فان تابوا وآمنوا فعليهم ان يعملوا ذلك العمل الصالح ليتم بعدها تبديل سيئاتهم حسنات كما جاء في المورد الثاني :



)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70)



وجاء في المورد الثالث :



)قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110)



ومنه يفهم ان الاخلاص بالعبادة لذلك الرب بعد عمل ذلك العمل الصالح قد يحقق للعامل لقاء ذلك الربّ (ربه) !!!

وهذا أسلوب القرءان وهو قمة البلاغة والحيوية والفاعلية للمخاطب من حيث تفاعله مع الخطاب




***وسوف افرد لتلك الاية بحثاً مستقلاً فى وقت اخر ان شاء الله....



اقتباس:

وقولُه: ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ [آل عمران: 13]؛ أي: فئةٌ مؤمنةٌ تُقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرةٌ تقاتل في سبيل الطاغوت.



اقتباس:

الفئة قد تضم افراد من اكثر من مرتبة فدرجة المؤمن هي اعلى درجة يترقاها التائب وتوصيف الفئة بانها مؤمنة لايصدق الا على قطعة من المقاتلين ترقّوا الى المرتبة الاعلى للاتباع .

اما وصف الفئة الاخرى بانها كافرة فهم قطعة او مجموعة من افراد اتصفوا جميعهم بهذا الوصف .

فإن الفئة الأولى تقاتل في سبيل الله، فالأخرى قطعاً تقاتل في سبيل الطاغوت، ولا يحتاج فهم ذلك لذكاء أو تقدير كلام زائد على النص فهذا حاصل في ذهن المتكلم، لأن الفئة الأولى تقاتل من؟




ودمتم بخير



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعوديه وافتخر
عضو متألق
عضو متألق
سعوديه وافتخر

انثى
عدد الرسائل : 715
الاحتباك  110
بلد الإقامة : الرياض
احترام القوانين : الاحتباك  111010
العمل : الاحتباك  Studen10
الحالة : الاحتباك  S3eed10
نقاط : 6334
ترشيحات : 4
الأوســــــــــمة : الاحتباك  Awfeaa10

الاحتباك  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتباك    الاحتباك  I_icon_minitime20/4/2011, 18:54

جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاحتباك
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: اللغة العربية :: منتديات اللغة العربية :: منتدى اللغة العربية العام-
انتقل الى: