إستر عضو مشارك
عدد الرسائل : 98 بلد الإقامة : ام الدنيا احترام القوانين : نقاط : 6186 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: حكايات حارتنا 30/8/2008, 16:41 | |
| الحكاية رقم '10' أم عبده أشهر امرأة في حارتنا. في قوة بغل وجرأة فتوة، حتي زوجها سواق الكارو يتراجع أمام عنفها. ولها بنتان جميلتان، دولت وإحسان. في أي موقع من حارتنا تحظي بالتودد، من التاجر والعامل والبائع والصعلوك، في كل أسرة لها عمل وأجر، هي الوسيطة والشفيعة والخاطبة والدلالة والماشطة، وعند الخصومة فهي القوة التي تبطش بالخصم. وتزور أمي أحيانا فتحكي لها عن أحوالها. وقد يقتضي الأمر تمثيل ما وقع في آخر مشاجرة شاركت فيها فيرتفع صوتها ويتهدج بالغضب والسب والقذف حتي يتوهم السامع أن التمثيل مشاجرة حقيقية.. وهي تجاملنا في المواسم فتجيئنا بالكارو لتمضي بنا إلي زيارة المغاوري وأبي السعود طبيب الجراح. وأنا الرسول الذي يوفد إلي بيتها عند الحاجة.. أذهب إليه بقلب طروف يتوق إلي رؤية الحمار المربوط إلي وتد في الفناء، ويتوق للقرب من دولت وإحسان. دولت فتاة طيبة، تفك الخط وتحفظ بعض سور القرآن. يحبها شاب متعلم من حارتنا فيتزوج منها متخطيا الفوارق ومجازفا بمصاهرة أم عبده. إحسان صورة مصغرة من أمها في أخلاقها ولكنها باهرة الجمال. مطبوعة علي العنف والجرأة والبذاءة، تتحدي أمها نفسها فتنشب بينهما المعارك المثيرة. ويطلب يدها فتيان كادحون ولكنها ترفضهم تطلعا لفرصة فريدة كما حدث لأختها دولت. وإني صديقها رغم فارق السن. غرائزي الكامنة ترسل إنذارات خفية تمتزج في عيني بأشواق مبهمة. يبهرني حجمها المترامي وأعضاؤها الثرية المتراقصة. وتدعوني أحيانا لأساعدها وهي تغسل في الفناء. أحمل إليها صفيحة الماء من عارضتها الخشبية وأمضي كالمترنح من ثقلها. أجلس قبالتها لأتسلم منها الملابس بعد عصرها لأكومها في الطشت. في أثناء ذلك تتلصص عيناي وهي ترامق تطلعاتي بسامة. وتقول لي ذات مرة: خذ منديلي واذهب به إلي الشيخ لبيب. وأذهب إلي الشيخ لبيب في مجلسه قبيل القبو. يتربع علي فروة بجلبابه المزركش وطاقيته البيضاء، مكحول العينين مزجج الحاجبين، أعطيه المنديل ومليما وقطعة سكر، فيشم المنديل ويتفكر مليا ثم يقول: عما قريب يمتليء الكرار ويغني العصفور.. وأرجع إليها وأنا أردد ما سمعته لأحفظه، ويسعدني دائما أن أؤدي لها خدمة من الخدمات. ويطلب يدها صاحب محل فراشة، غني في الخمسين ذو زوجة وأولاد، فتتزوج منه. تعاشره عامين ثم تختفي من بيته ومن الحارة جميعا مخلفة وراءها ضجة وعارا وإصابة في كبرياء أم عبده.
وفي ذات ليلة من ليالي الزمن الجاري الذي لايتوقف أجدني وجها لوجه مع احسان. ترقص وتغني: عومي علي الميه يابت ياشامية وتراني فيشع من عينيها نور الغرقان. أقف ذاهلا ولكنها تتلقاني ببساطة مشجعة. تقبل نحوي فتأخذني من يدي إلي حجرتها ثم تغلق الباب ونفرق في الضحك. وتقول لي بعد أن جلسنا: الدنيا واسعة ولكنها في النهاية كالحق. وأتفرس في وجهها فتسألني عن أمها قائلة: كيف حال أم عبده؟ عال. ودولت أختي؟ بكريها في المدرسة. ووالدتك وأخواتك؟ بخير. فتقول بمودة: زرني كثيرا. وأسألها بعد تردد: كيف جئت إلي هنا؟ فتضحك وتقول ساخرة: من نفس الطريق التي جئت منها أنت |
|
أيمن عبد القوى الأعلامى مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 2865 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8651 ترشيحات : 32
| موضوع: رد: حكايات حارتنا 30/8/2008, 21:23 | |
| شكراً
لك أختنا الكريمة
المكرمة استر على هذا
الموضوع الرائع والمختارات الأروع
من أدب الأديب نجيب محفظ رحمه الله
ورحم
موتانا . شكراً لك |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حكايات حارتنا 6/10/2008, 22:07 | |
| |
|
زهرة الفيوم عضو لامع
عدد الرسائل : 1043 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7382 ترشيحات : 28 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حكايات حارتنا 24/7/2016, 07:01 | |
| |
|