المعلمون.. والنقابة الغائبة
=========================
الفساد في نقابة المعلمين الذي عاني منها المعلمون علي مدار السنوات السابقة من عدم وجود نقيب شرعي يختاره المعلمون بأنفسهم من خلال انتخابات حرة نزيهة فضلا عن تدني الخدمات المقدمة لهم رغم اعدادهم الكبيرة وعدم وجود رقابة علي الميزانية وسيطرة فاشلة علي أمورها بدون تجديد للدماء حتي اصابها الشيخوخة يدفعنا إلي التساؤل إلي متي يظل هذا الحال مسيطرا حتي الآن دون أي خطوات جادة للتغيير؟
المعلمون ظلوا لسنوات مككمي الأفواه ومهضوم حقهم خاصة في معظم الاحداث التي تعرضوا لها من اعتداء لبعض أولياء الأمور اصحاب النفوذ عليهم واقتيادهم إلي أقسام الشرطة للتحقيق وفي مقابل ذلك كانت النقابة تقف موقف المتفرج دون ان تحرك ساكنا أو تتخذ موقفا يحفظ للمعلم كرامته وهيبته وهذا ما دفع العديد منهم إلي الانشقاق عنها وتكوين كيانات مستقلة مثل حركة معلمون بلا نقابة وهذه الحالة من الفساد في مؤسساتنا وهيئاتنا التي لا يرثي لها تنم عن الغفلة التي كان الشعب المصري يعيشها حتي فاق من سبات نومه العميق وقام بالثورة التي شارك فيها كل الفئات ليكشف الستار عن المخالفات الجسيمة والتجاوزات التي قام بها الكبار ووقع فيها الصغار ليصب هذا الفساد علي كافة المجالات وبصفة خاصة علي العملية التعليمية.
ورغم ما وصلنا إليه من أشياء لم نكن نحلم يوما بها بأن يطول القانون رقبة الفاسدين والمفسدين ليقفوا أمام المحكمة الشعبية الا ان يؤسفني ما يقوم به البعض من مظاهرات فئوية تؤخر عجلة التقدم الذي نصبو إليه ورحم الله شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي حين وصف الثائر الحق الأمر الذي يدعونا جميعا إلي عدم الالتفات إلي هذه المهاترات التي لا تهدف سوي تحقيق المصالح الشخصية لأصحابها ولكن لا يعني ذلك التباطؤ في المحاكمة للمتهاونين في حقوق الشعب المصري منعا لتصاعد هذه المظاهرات.
لذلك لابد من المحاكمة العاجلة وتقليص العقوبات علي كل من سولت له نفسه ارتكاب جرم في حق الشعب حيث لا توجد هناك طاقة لتحمل كل هذه الأعباء التي سيدفع ثمنها المواطن المصري فارحمونا يرحمكم الله.