مستشفى التأمين الصحى بالفيوم سلخانة بشرية للأطفال والقتلة بلا حساب
مطلوب لجنة من النيابة العامة لكشف حالات الوفاة الأخيرة بمستشفى التأمين الصحي بالفيوم
------------------------------------------
مازال الغموض يحيط بأسباب أرتفاع حالات الوفيات بين الأطفال بمستشفى التأمين الصحى بقسم جراحة العظام بالمستشفى.. الطفل "يوسف" ضحية جديدة يصارع الموت دخل فى غيبوبة وتدهورت حالتة وتم تحويلة الى مستشفى الحسين الجامعي, بعد وفاة " نورا " و " محمود " بعمليات المستشفى.. والسبب واحد " أجهزة التخدير".
كشف الشرفاء من العاملين بمستشفى التأمين الصحي عن وقوع حالات وفاة عديدة داخل عمليات المستشفى ومعظمها بين الأطفال وطالبوا بتشكيل لجنة من النيابة العامة لفحص حالات عمليات الأطفال التي أجريت بالمستشفى والبعض منها توفى بسبب الإهمال والبعض الآخر يصارع الموت وينتظره نفس المصير وكلمة السر مستشفى الحسين الجامعي وهناك تلاقى الحالة ربها وتتوفى بهدوء , و أنطبق المثل الشعبي بالتمام والكمال على مستشفى التأمين الصحي بالفيوم " الداخل مفقود.. والخارج مولود " .. لم تمضى سوى أيام قليلة تفصلنا عن واقعة وفاة الطفل الأخير " محمود " 7 سنوات المقيد بالصف الأول الابتدائى من قرية بمركز طامية بعد دخوله في غيبوبة 9 أيام متواصلة.
وقرريومها حسن المتناوى وكيل نيابة بندر الفيوم إخلاء سبيل كل من "ع.م.أ" جراح العظام بمستشفى التأمين الصحى والدكتور "م.ف.س" طبيب التخدير بالمستشفى بعد التحقيق معهما.
وكانت الحالة الأولى التى سبقته للطفلة "نورا " التى لم تكن تتوقع أو تتخيل هى أو أسرتها أن تدخل مستشفى التأمين الصحي , لتركيب شريحة بالفخذ وأن لا تخرج منها مرة آخري إلا جثة هامدة 0
والغريب أن هناك حالة جديدة بالمستشفى لطفل يدعى " يوسف ع. " 12 سنة من مركز أطسا , تدهورت حالتها الصحية وتم تحويلها الى مستشفى الحسين الجامعى بالقاهرة بعد أن دخلت فى غيبوبة وأصبحت تصارع الموت " بسبب التخدير " .
كان الطفل قد أدخل للمستشفى بتاريخ 14 مارس الماضى يعانى من كسر بالكوع الأيسر ويحتاج الى عملية تصليح مفتوحة وتثبيت داخل الكوع بسلوك, وبالفعل تم دخولة لغرفة عمليات جراحة العظام رقم "4 " بنفس المستشفى وأجرى لة العملية الجراحية طبيب تخدير جديد , وأخفيت عنة معلومة أن جهاز التخدير " معطل " منذ 3 أيام سابقة وبالتالى جاءت الأمور بشكل عكسى على الطفل الضحية ودخل فى غيبوبة وتورم جسدة وساءت حالتة.
والغريب أن تذكرة الطفل الضحية أختفت من المستشفى , ويؤكد بعض المسئولين بالمستشفى من الذين أحزنهم حاله الطفل بسبب الأهمال أن تذكرة الطفل لم ترسل مع الطفل الى مستشفى الحسين الجامعى بتريخ 18 مارس ومازالت موجودة بمكتب أحد قيادات المستشفى فى محاولة لطمس الأهمال والتستر على السادة الزملاء دون أن يتخذ الأجراء الفانوتى لتحديد الأهمال. والطفل الضحية تم تحويلة بسيارة الأسعاف رقم 1093 من مستشفى الفيوم العام , بالرغم من وجود سيارة مجهزة لمثل هذة الحالات بمستشفى التأمين , وتركت ‘إدارة المستشفى أسرة الطفل الضحية تدوخ من أجل السماح لأسعاف بنقل طفلهم للقاهرة دون معرفتهم بحالتة الحقيقية.
حكاية الطفل محمود
وقال محمد والد الطفل الأول" محمود " إن نجله البالغ من العمر ٧ سنوات، دخل المستشفى يعانى من كسر فى ذراعه ويحتاج لعملية جراحية عادية، وبعد إجرائها راح على أثرها فى غيبوبة تامة. وأشار إلى أنه حرر محضراً بذلك فى قسم شرطة بندر الفيوم تحت رقم ٤٠٣ لسنة ٢٠١١، أتهم فيه الطبيب المعالج وإخصائى التخدير بتسببهما في إصابته بالغيبوبة وتدهور حالته الصحية ووفاته.
ومن جانبه، قرر مدير فرع الهيئة العامة للتأمين الصحى بالفيوم، إيقاف الطبيب المعالج وإخصائى التخدير، عن العمل لحين انتهاء التحقيقات، مشيراً إلى أنه أحال ملف القضية إلى النيابة الإدارية.
والطفل كان قد سقط على يده أثناء لعبه مع الأطفال بالشارع وتم نقله إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة الفيوم، وقال الأطباء إنه لابد من إجراء عملية جراحية له في يده ودخل الطفل إلى غرفة العمليات ولكنه خرج في حالة غيبوبة
وقالت حسنيه أ. والدة الطفل أن أبنها تم دخولة لمستشفى التأمين الصحى وأكد الأطباء لها ضرورة إجراء عملية عاجلة ، ودخل الطفل غرفة العمليات بعد دخولة للمستشفى بحوالى 24 ساعة الساعة 11 صباحا وخرج مع صلاة العصر من غرفة العمليات فى حالة إعياء تام وغيبوبة كاملة وقامت المستشفى بتحويله فى نفس اليوم مساء بسيارة إسعاف مجهزة بدون أكسجين إلى مستشفى الفيوم الجامعى والتى رفضت استقباله واضطر أهله إلى إعادته مرة أخرى إلى مستشفى التأمين الصحى .
و قى اليوم الثالث ومع استمرار غيبوبة الطفل تم نقله بسيارة مجهزة إلى أحد مراكز الأشعة الخاصة لإجراء أشعة مقطعية وقام الأطباء بكتابة نوعين من الدواء له لإحضاره من خارج المستشفى ولم يتمكنوا من العثور على الدواء ، واستمر الطفل فى الغيبوبة فى الوقت الذى رفضت فيه إدارة المستشفى السماح لأهل الطفل بالدخول إليه وتم احتجازه فى غرفة العناية ثم توفى .
وجاءت حالة الفتاة " نورا خالد 15 سنة "التى أدخلت المستشفى لإجراء جراحة تركيب شريحة فى فخدها الايسر بعد تعرضه للكسر اثناء اعدادها طعام لوالدها وأدخلت غرفة العمليات بعد صلاة العصر واستمرت العملية حتى العاشرة والنصف من مساء اليوم نفسه والتي كان يجريها لها الدكتور ه. ع. أستاذ مساعد بجامعة الفيوم بالرغم ان وقت هذه العملية لا يحتاج اكثر من نصف ساعة كما أكده بعض الأطباء0
وقد فوجئ والدها بعد انتهاء العملية بالممرضات يخبرونه بوفاة ابنته , واحتفظت أسرة المجني عليها بملفها العلاجي لعدم التلاعب فيه ولتقديمة للنيابة العامة ,كما قام والدها بتحرير محضر رقم 7855 بقسم شرطة الفيوم يتهم فيه الطبيب المعالج بالمسئولية عن وفاة ابنته بسبب الاهمال الطبى وأحيلت القضية الى النيابة التي قررت انتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة الفتاة وتحديد سبب الوفاة 0
أقرار يحمى الإهمال للطفلة نورا
وكشفت التحقيقات أن بعض الأطباء بالمستشفى استغلوا آلام الضحية وحصلوا من والدها على أقراريعفيهم من المسئولية في حالة وفاتها وان العملية خطيرة وهو أجراء يتبعه الأطباء بصفة دائمة مع الأهالي ليحميهم من المسائلة الجنائية.. وأكد ملف الفتاة الطبي أنها توفيت داخل غرفة العمليات بمستشفى التـأمين الصحي بالفيوم أثناء إجراء عملية تركيب شريحة بقدمها بعد إصابتها بكسر وان النيابة قررت استدعاء الطبيبين لسماع أقوالهما.
ويؤكد الملف الطبي للفتاة أنها دخلت المستشفى تحت رقم 2118 وبرقم التأمين الخاص بها 02123/580192 بتاريخ 19-7-2010، وتم متابعة الحالة ليومين متتاليين وتبين أن حالة المريضة جيدة وضغط الدم 115/70، وأن القلب والصدر في حالة جيدة تسمح بإجراء العملية، وهى تثبيت داخلي لعظمة الفخذ نتيجة كسر متفتت.
ويوجد بالملف إقرارا تم توقيعه من أسرتها طلبته أدارة المستشفى ووضعته شرطاً لإجراء العملية ومدون بداخلة : "أقر أنا الموقع أدناه بأنني أوافق على إجراء الجراحة رغم علمي بخطورة هذه العملية، وكذلك خطورة التخدير وحدوث مضاعفات في العملية والتخدير قد تؤدى إلى الوفاة لا قدر الله أثناء الجراحة أو التخدير، وأن الأطباء قد شرحوا لي خطورة العملية ومضاعفاتها من حيث التخدير والجراحة، وعليه أوافق على إجراء العملية رغم شدة خطورتها وليس لي الحق في مقاضاة الأطباء أو المستشفى عند حدوث هذه المضاعفات المذكورة أعلاه، والتي شرحها لي الأطباء".
ويتضمن ملف المريضة أيضاً تقرير طبيبة التخدير الذي يؤكد أن العملية بدأت في السادسة مساء، ولوحظ أثناء العملية أن المريضة تنزف بطريقة معتادة تستدعى إعطائها المحاليل الوريدية التعويضية، وفى حوالي الساعة الثامنة إلا ربع حدثت زيادة في معدل النزيف عن المعدل المعتاد مع زيادة الفوط المستخدمة لإزالة الدم حوالي 20-25 فوطة، وكذلك كمية الدم الموجودة بالشفاط الكهربائي، وأنه انخفض دم المريضة إلى معدل 80/50، وبناء عليه تم الإقلال من تركيز المخدر من 1% إلى 2% وإعطاء 2 امبول ديكسا ميفاثون 100 جرام في الوريد، وكذلك امبول افدرين (30) مجم مخفف على 10 سم محلول ملح ببطء في الوريد، وذلك لزيادة ضغط الدم المنخفض، وأنه مع استمرار انخفاض ضغط الدم رغم إعطاء الدم والمحاليل ظهرت علامات انخفاض الدورة الدموية على يدي وشفتي الفتاة قبل وفاتها وكذلك هبوط مستوى الأكسجين بالدم إلى نسبة أقل من 80 .
وأكدت طبيبة التخدير في تقريرها أنها في الساعة الثامنة ونصف طالبت الجراح بإيقاف نزيف الدم عن طريق استعمال جهاز الكي وإنهاء الجراحة بسرعة شديدة، ولكنه أنهى العملية في التاسعة وربع مساء، وترك مساعدة ليقوم بإغلاق الجرح وتضميده بالغرز الجراحية المعتادة، ولكن حدث للفتاة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية في العاشرة مساء، وتم البدء في إنعاش القلب والتنفس لمدة ثلاثين دقيقة، إلا أن المريضة لم تستجب وظهرت علامات الوفاة، وتم إبلاغ الطبيب الجراح الذي حضر إلى غرفة العمليات لمناظرة الحالة بعد وفاتها.
ومن جانبه أكد والد الضحية والذي يعمل بأحد المخابز أن ابنته نورا هي الابنة الكبرى له وقد تعرضت الى سقطة خارج باب الشقة ثم وقعت على السلم وحدث لها كسر في الفخذ، وتم نقلها للمستشفى وتقرر إجراء عملية تركيب شريحة لها إلا أن المستشفى أجلت إجراء العملية لابنته دون سبب واضح لمدة 3 أيام، وأثناء إجراء العملية فوجئت بهم يطلبون منى دم رغم أنني تبرعت بكيلو من الدم قبل إجراء العملية بثلاثة أيام.
وأضاف والد الفتاة المجني عليها أنة لاحظ تحركات غريبة بعد ساعات من بداية العملية، وسمع سيدة تتحدث إلى الطبيب وتقول له "حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. أنا قولتلك قفل على كده الطفلة بتنزف ولكنك استمرت"، وقال الأب لقد خفق قلبي بشدة ، واتصلت بقريب لي يعمل في التأمين الصحي، وقلت له أن هناك شيء غريب يحدث إلا أنه قال لي لا تقلق إنها عملية بسيطة جدا، لكنها توفيت 0
وقرر يومها مدير عام فرع التأمين الصحي بالفيوم وقف 4 من الأطباء بالمستشفى عن العمل لحين انتهاء التحقيقات التي تجريها النيابة العامة حول وفاة الفتاة,