بغية اعمام الفائدة وطرح بعض الموضوعات الناضجة ساعمد الى طرح بعض التقارير المميزة لطلبتنا في الدراسات العليا
ادرج موضوع الاستشفاء لطالب الماجستير السيد علي سلمان عباس ..ارجو ان ينال استحسانكم :
الاستشفاء
المقدمة :-
تعد الراحة واستعادة الشفاء وأنواعها المختلفة امرأ طبيعيا ومهما جدا لإعادة أجهزة الجسم الوظيفية الى حالتها الطبيعية بعد الانتهاء من أداء أي جهد عضلي ليس في المجال الرياضي فقط بل هما مهمان أيضا للحياة اليومية للبشر فبعد كل يوم عمل مجهد يجب أن يتبعه يوما للراحة حسب درجة صعوبة أداء ذلك العمل . أن الجسم لا يستطيع أن يستمر في أداء العمل لفترة طويلة من الزمن ما لم يأخذ قسطا مناسبا من الراحة لعودة نشاط وفعالية الأجهزة الوظيفية التي كانت عليها قبل أداء العمل . كما في راحة واستعادة شفاء الأجهزة الوظيفية مهمة للحياة اليومية الا أن أهميتها تكون اكبر في مجال التدريب الرياضي وتجاهلها وعدم استخدامها بالشكل الصحيح سوف يؤدي الى الإخلال بالعملية التدريبية والى وصول الرياضي الى حالة الإفراط بالتدريب الذي يؤدي بدوره الى هبوط مستوى الانجاز في نهاية الأمر وعليه يكون من الخطأ على المدربين أن يفهموا عملية التدريب على أنها مجموعة من الجهود أو المثيرات التدريبية يؤديها الرياضيون فقط دون الاهتمام الجيد بعملية الراحة واستعادة الشفاء بعد الانتهاء من تلك الجهود أو المثيرات التدريبية . ومن الطبيعي أن يتعرض الرياضيون الى التعب بعد أداء الجهد البدني فكلما كان مستوى التعب كبيرا كلما كانت التأثيرات الجانبية بعد التدريب اكبر. ومما تقدم يظهر لنا بأنه في التدريب المعاصر يجب على المدربين العمل على أيجاد طرائق ووسائل تضمن للرياضيين التغلب على العوامل المقيدة للتدريب الى ابعد حد ممكن وتساعدهم أيضا في زيادة الانجاز بصورة مستمرة فواحد من أكثر السبل فعالية لتحقيق مثل هذه الأهداف هو استخدام أساليب استعادة الشفاء المختلفة . (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد رضا أبراهيم المدامغة : التطبيق الميداني لنظريات وطرائق التدريب الرياضي ( ط2 بغداد؛ كلية التربية الرياضية ؛ 2008 ) ص 131 – 133
مفهوم الاستشفاء :- يعني مصطلح استعادة الشفاء تحسين ... تجديد ... تنشيط ... تقوية .. أعادة بناء ... تعويض ... أداءه لفترة زمنية التي تعقب الحمل حتى الوصول الى المستوى الذي كان عليه الفرد قبل أداء الحمل وكذلك استعادة القدرة على أداء حمل معين من جديد ويتضح من ذلك أن فترة استعادة الشفاء يقصد بها تلك الفترة التي تعقب الحمل والتي ينخفض إثناؤها مستوى الرياضي نتيجة لحالة التعب البدني أو النفسي الناتج عن أداء المجهود الرياضي .(1) وعرف يسيس عام 1982 الاستشفاء بأنه مصطلح عام يستخدم بمعنى استعادة تجديد مؤشرات الحالة الفسيولوجية والنفسية للانسان بعد تعرضه لضغط زائد أوتعرضه لتأثيراداء نشاط معين . (2)
أن التبادل الحاصل بين الإجهاد والتوتر من جهة وبين الراحة والاسترخاء من جهة أخرى وبين الحركة والسكون هو الإيقاع الطبيعي للحياة التي نعيشها حيث تلتزم كل خلية وكل ليفه عضلية وكل عضو في جسم الإنسان بهذا الإيقاع .
ونستطيع أن نطلق على الجزء الخاص بالاسترخاء – الراحة مصطلح استعادة الشفاء والذي يتم فيه أعادة الجسم الى حيويته مرة ثانية ؛ واستعادة الشفاء بطبيعتها تلعب دورا محسوسا في أعادة الشخص الى حالته الصحية الطبيعية . واستعادة الشفاء هو العامل الحاسم والهام الذي يسمح بالوصول الى الأداء العالي فالتدريب يتحدد عن طريق مزيج من الإثارة والشفاء.(3) والاستشفاء هو الحالة الوظيفية التي يمر بها الفرد بعد العمل البدني وحتى العودة الى الحالة الطبيعية .
أو هو عبارة عن أداء نشاط حركي مستمر الإيقاع هادئ عقب المجهود البدني لغرض تخفيض كمية وكثافة اللاكتيك المتراكم في العضلات الذي يعمل على الإقلال من التعب.(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ريسان خريبط مجيد : التعب العضلي وعمليات استعادة الشفاء للرياضيين ؛ ( بغداد ؛ دار الشروق ؛ 1997 ) ص39
(2) حسين علي ؛ عامر فاخر: قواعد تخطيط التدريب الرياضي ؛ ( بغداد؛ 2006 ) ص197
(3) عبد الرحمن عبد الحميد زاهر : فسيلوجيا التدليك والاستشفاء الرياضي ؛ ( ط1 القاهرة ؛ مركز الكتاب للنشر ؛ 2006 ) ص 312
(4) رافع صالح ؛ حسين علي : نظريات وتطبيقات في علم الفسلجة الرياضية ؛ ( بغداد ؛ كلية التربية الرياضية ؛ 2008 ) ص 188
1
أهمية الاستشفاء
من المعروف أن عمليات التدريب من وجهة النظر الفسيولوجية هي عمليات هدم من ناحية التمثيل الغذائي فهنالك تكسير لمصادر الطاقة لكي تتحول الطاقة الكيميائية المخزونة في الجسم الى طاقة ميكانيكية كما أن هنالك الكثير من الخلايا التي تتمزق أثناء التدريب والعكس من ذلك فان عمليات البناء تزداد كثافة خلال فترة الاستشفاء اذ يتم أعادة مصادر الطاقة التي استهلكها الجسم خلال فترة العمل وكذلك بناء بروتينات الجسم والتخلص من المخلفات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي لذلك فان فترة الاستشفاء بعد العمل تعتبر هي الجزء الرئيسي المكمل لحدوث التكيف الفسيولوجي اللازم لرفع مستوى الأداء وتجاهل فترة الاستشفاء وعدم الاهتمام بها سيؤدي حتما الى حدوث التعب وعدم إتاحة الفرصة لعمليات البناء مما يؤدي الى عدم تقدم المستوى لذلك فان فترة ما نعد التدريب أي فترة الاستشفاء تعتبر فترة لا تقل أهمية عن فترة التدريب ذاتها ولا يقصد بهذه الفترة الاقتصارعلى فترة ما بعد الجرعة التدريبية وبين
دورات الحمل الأسبوعية القصيرة والمتوسطة والطويلة خلال المواسم التدريبية المختلفة.(1)
وتكمن أهمية الاستشفاء أيضا في :-
1- تفعيل وتنشيط وتعويض وإعادة بناء الجسم ورجوعه الى وضعه الطبيعي وقدرته على العمل مرة أخرى .
2- يساعد على تحسين استجابة الجسم للمثيرات الخارجية .
3- أن الاستشفاء هو العامل الأساس والحاسم في تنمية القدرات الحركية والمهارية للاعب.
4- أبعاد الإصابات وخاصة التمزق العضلي ومشاكل المفاصل عنه .
5- المدرب الكفوء هو الذي يستطيع تحديد فترة الاستشفاء لدى كل لاعب حسب حاجته للراحة التي تؤدي الى الاستشفاء .(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسين علي ؛ عامر فاخر : مصدر سبق ذكره ؛ ص 198
(2) الأكاديمية الرياضية العراقية : انترنت .
2
الخصائص الفسيولوجية للاستشفاء
ترتبط طبيعة فسيولوجية الاستشفاء بنوعية النشاط العضلي ذاته اذ تعمل عمليات الاستشفاء خلال العمل العضلي ذاته وليس فقط بعد الانتهاء منه وعلى سبيل المثال عند تكرار عدو أو سباحة مسافات قصيرة تحدث عمليات استشفاء بشكل مؤقت وسريع خلال فترة الراحة البينية
كذلك خلال فترات توقف اللعب في العاب الكرة وقد أمكن من خلال نتائج الدراسات في مجال الاستشفاء التوصل الى بعض الخصائص الفسيولوجية المرتبطة بعمليات الاستشفاء فقد حــدد ( فالكوف ) أربعة خصائص هي :-
1- اختلاف سرعة معدل الاستشفاء :- تتم عمليات الاستشفاء بمعدل غير متساوي اذ يكون في البداية سريع ثم تتم بعد ذلك بمعدل بطيء وقد فسر هيل ذلك بعاملين لهما تأثيرهما في سرعة عملية الاستشفاء :-
أ- العامل الأول :- عدم كفاية كثافة عمل الجهاز الدوري لتوفير الأوكسجين المطلوب للجسم
خلال فترة الاستشفاء .
ب- العامل الثاني :- تختلف عمليات الاستشفاء بالنسبة لحامض اللاكتيك المتراكم في العضلة بعد الأداء ؛ اذ يتم خلال مرحلتين أولهما المرحلة السابقة والمرتبطة بأكسدة حامض اللاكتيك في العضلات والمرحلة الثانية المرحلة البطيئة وترتبط بالإضافة الى أكسدة حامض اللاكتيك بالعضلات أيضا بعمليات انتشار حامض اللاكتيك خارج العضلات .
2- مراحل الاستشفاء :- يعد تحديد مراحل الاستشفاء من المشكلات العلمية الهامة التي تحتاج الى المزيد من الدراسات والبحوث نظرا لأهميتها في تخطيط توالي الأحمال التدريبية.
3- اختلاف توقيتات عمليات الاستشفاء :- تهدف العمليات الفسيولوجية خلال فترة الاستشفاء الى تحقيق عملية الاستقرار التجانسي بمعنى عودة الوظائف الفسيولوجية لأجهزة الجسم الى حالتها المستقرة التي كانت عليها . وكذلك تحديد درجة تأثير الحمل البدني عليها .
3
4- العمر والاستشفاء :- يعد العمر من أهم العوامل المؤثرة على طبيعة عمليات الاستشفاء وبالرغم من اختلاف نتيجة الدراسات عند المقارنة بين سرعة الاستشفاء بين الأطفال والبالغين الا أن هذا الاختلاف يرجع الى اختلاف نوعية التدريب البدني المستخدم
لأحداث حالة التعب؛غير انه أمكن التوصل الى الاستنتاجات العامة في هذا المجال لخصها
( فالكوف ) فيما يلي :-
1- خلال المرحلة السنية (11 – 20 ) سنة يزداد العبء .
2- على وظائف الجهاز الدوري والتنفسي كلما كان العمر اصغر مع قلة الانتاجية أثناء العمل
3- كلما صغر العمر زاد بطيء الاستشفاء بعد تكراراستخدام مسافات (30– 100– 200 )
متر خاصة بالنسبة للوظائف اللاإرادية والكفاءة العضلية .
4- تبطئ سرعة الاستشفاء تحت تأثير عام كبر السن (الشيخوخة ). (1)
وخصائص الاستشفاء كما ذكرها أبو العلا :-
1- مدى توافرATp - pc في الخلايا العصبية .
2- اكتمال الخصائص الوظيفية لدى اللاعبين خصائص الأجهزة الحيوية كذلك الغدد الصماء وعمليات التمثيل الغذائي ابتداء من عمليات الهضم حتى وصول الغذاء الى الخلايا .
3- عملية الاستشفاء لاتأخذ الخط المستقيم ولكن تأخذ المنحني في 70% من الجزء الأول للعملية نفسها بينما ينخفض الى 20 % في الجزء الثاني والى 10% في الجزء الثالث.(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسين علي ؛ عامر فاخر : مصدر سبق ذكره ؛ ص 203 – 207
(2) أبو العلا أحمد ؛ أحمد نصر الدين : فسيولوجيا اللياقة البدنية ؛( ط1 القاهرة ؛ مركز الكتاب للنشر ؛ 1993 ) ص60
4
أنواع الاستشفاء
1- الاستشفاء الايجابي ويشمل :-
أ- أنشطة التهدئة :- مثل الهرولة الخفيفة في نهاية الجرعة التدريبية لمدة 15 دقيقة .
ب- تشكيل حمل التدريب :- بحيث لا تنفذ جرعات تدريبية عالية الشدة بشكل متتالي أو كبيرة الحجم خلال دورة التدريب الصغيرة الأسبوعية .
ج- تعويض السوائل :- يجب تناول السوائل وخاصة الماء قبل وأثناء وبعد التدريب ويعتبر تناول الماء مع الكلوكوز من أفضل الوسائل لتعويض الماء والطاقة والملاح المعدنية .
د- التغذية :- يجب أن يشمل الغذاء على نسبة عالية من الكاربوهيدرات المركبة التي يجب تناولها بعد المنافسة أو التدريب مباشرة حتى تضمن تعويض الكلايكوجين الذي فقدته العضلات كذلك الأغذية الغنية بالأملاح (صوديوم ؛ بوتاسيوم ؛ حديد ؛ ...الخ )
هـ- النوم :- يجب تعويد الرياضي النوم في توقيتات معينة وتجنب السهر بحيث لاتقل عن ثمانية ساعات .
و- التمشية :- يفيد المشي الحر للاسترخاء والترويح في نهاية اليوم التدريبي .
2- الاستشفاء السلبي ويشمل :-
أ- التدليك :- يتم التدليك للتخلص من اللاكتيك وتنشيط الدورة الدموية .
ب- حمامات الاسترخاء :- استخدام الجاكوزي بحيث تكون درجة الحرارة (36) مئوية حيث تساعد في التخلص من حامض اللاكتيك واستعادة معدل القلب .
ج- الساونا :- تستخدم للاستشفاء ويمكن استخدام التدليك معها في نفس الوقت وبمعدل مرة في الأسبوع . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رافع صالح ؛ حسين علي : مصدر سبق ذكره ؛ ص193 - 194
5
يوضح لنا كمال جميل الربضي أنواع الاستشفاء التي تحصل للاعب خلال التدريب وبعده وبعد أعطاء الحمل الخاطئ وتأخر حالة الاستشفاء :-
1- الاستشفاء خلال وقت التدريب :- يحدث هذا النوع خلال وقت التدريب في اليوم الواحد حيث يكون بعد التمرين فترة راحة يتمكن اللاعب من خلالها اللاعب بناء قدراته وإمكانياته وهذا يؤدي إلى توليد طاقة جديدة . يمكن معرفة هذه الحالة من خلال أجراء بحوث علمية طبية حيث حيث يقوم الباحث بأجراء اختبار اللاعب قبل البدء بالتدريب ويمكن تكراره عدة مرات خلال وقت التدريب وخلال فترة الراحة بين التمرين والآخر. بعد ذلك يمكن مقارنة هذه النتائج ومعرفة فترة العودة لما كان عليه سابقا (فترة الشفاء) ويتم هذا من خلال اخذ عينات من الدم أو بالاعتماد على دقات القلب قبل الجهد وخلاله وبعدة .
2- الاستشفاء بعد التدريب :- يحدث هذا النوع بعد التدريب أي بعد وصل اللاعب الى حالة لا يقوى معها على مواصلة التدريب . بعد ذلك يأخذ اللاعب حماما وفترة من الراحة ثم تبدأ حالة اللاعب بالعودة الى ما كان علية قبل التدريب . وهذا يستمر لفترة ساعة ونصف أو ساعتين الى أن يصل الى حالة الاستشفاء .
3- تأخير حالة الاستشفاء :- يحدث هذا النوع بعد فترة زمنية طويلة تمتد من (10-15) ساعة بعد التدريب وهذا يؤدي الى شعور اللاعب بالاستشفاء الكامل
4- الاستشفاء بعد الحمل الخاطئ (غير الصحيح) :- يتم هذا النوع عندما تكون الجرعات التدريبية المعطاة غير صحيحة مثل أعطاء الجرعة التدريبية باستمرارية كاملة دون فترة راحة . وإذا أعطيت لا تكون بالطريقة صحيحة.
6
أن لهذه الأنواع من الاستشفاء معنى كبيرا خلال عملية التدريب؛ حيث انه يعطى للاعب معلومات واضحة يتمكن المدرب واللاعب معا من تصحيح الأخطاء التي يمكن أن تحصل خلال التدريب ؛ وتصحيح الأخطاء التي تحصل بعد التمرين بساعتين يعطي أمكانية للاعب والمدرب في تصحيح أخطاء التمارين اللاحقة وترتيبها بالشكل الصحيح . أما المعلومات التي تعطى خلال الاستشفاء المتأخر فأنها تعطي أمكانية جيدة للاعب والمدرب لوضع خطة مناسبة خلال أسبوع أو أكثر ويمكن أن يحدث في أوقات التدريب للأعداد البدني والنفسي والتكنيكي ..الخ أما في النوع الرابع للاستشفاء يمكن أن يعطي معلومات لنظام جسم اللاعب وقدرته في تحمله لحمل التدريب . فإذا كان حمل التدريب أكثر من قدرة اللاعب لا بد من العمل على تخفيفه أولا وليس خطأ العمل على تصحيح خطة التدريب . (1)