إنّي عشقتكِ...واتّخذتَ قراري
فلمن أقدّم –يا ترى – أعذاري
لا سلطةً في الحبِّ.. تعلو سلطتي
فالرأي رأيي ... والخَيارُ خَياري
هذي أحاسيسي.. فلا تتدخّلي
أرجوكِ، بين البحر والبحّار ِ
ظلّي على أرض الحيادِ..فإنّني
سأزيد إصراراً على إصرار ِ
أنا في الهوى متحكّمٌ..متسلّطٌ
في كلِّ عشق ٍ نكهة استعمار ِ
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولةٍ أمطاري..
عيناك ِ وحدهما هما شرعيّتي
ومراكبي ، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ..فوجهك ِموطني
أوكان لي دارٌ....فحبّكِ داري
من ذا يحاسبني عليكِ... وأنت لي
هبة السماء.... ونعمة الأقدار ِ؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤ ٍ..وزمرّدٍ...ومحار ِ ؟
يا أنت ِ... يا سلطانتي ، ومليكتي
يا كوكبي البحريَ.. يا عشتاري
إنّي أحبّكِ.. دون أيِّ تحفَّــظٍ
وأعيشُ فيك ِولادتي...ودماري
أصغيرتي إنّ السفينة أبحرت
فتكوّمي كحمامةٍ بجواري
ما عاد ينفعك البكاءُ ولا الأسى
فلقد عشقتكِ واتخذتُ قراري
نزار قباني