إذا لم تجد الشرطة ما تأكله أكلت بعضها
كان للمواطن الفقير دور حيوي في امتصاص شرور الشرطة حيث كان يمثل هذا الفقير مصدر دخل كبير وثابت غير راتبه وذلك عن طريق الرشاوي وعن طريق الإبتزاز والإتاوة . هذا غير امتصاص آخر حيث أن البعض من أهل الشرطة نفوسهم ركب فيها الشر بطريقة غريبة فكانوا يفرغون طاقتهم الشريرة هذه في المواطنين عن طريق إذلالهم وتعنيفهم والتعالي عليهم .
ولكن انقلب الحال وبقي الشرطي علي حاله
انقلب الحال بعدما قرر المواطنون عدم دفع أي إتاوة أو رشوة لشرطي ففوجئ الشرطي براتبه هو مصدر رزقه الوحيد . هذا الراتب الذي لم يكن يعنيه في شيء فأحس لأول مرة بالغلاء ولوعة العيش . أعلن الشعب بأن زمن الإتاوة ولي وراح وأن من سيطلبها سيلاقي جزاءه فورا عيانا بيانا جهارا نهارا في الشارع
ولم يعد المواطن هو الحلقة الأضعف وذاق الشرطي مرارة الإستضعاف والمهانة . فبعد أن كان في كل متر من الأرض ون مناسبة يعلن أنه شرطي أصبح يخفي علي الناس أنه ينتمي لهذا الجهاز حتي لا ينكل به أحد . فقد أصبح مادة ثرية للتحرش به والسخرية منه والنيل من كرامته . ولكن ...... !
ولكن ماذا يفعلون وهم قد جبلوا علي الشر . إن الشر طاقة شأنها شأن كل الطاقات الإنسانية لابد من إفراغها . فقد أصبح طريق إفراغها في الناس مسدود . فمجرد معاملة الناس كشرطي أمر غير مأمون العواقب
ففعلوا ما تفعل العقارب بنفسها عندما يضيق عليها الأمر . تلدغ نفسها
وهذا ما فعلوه اليوم فقد قاموا بمظاهرة ضد وزارتهم وأحرقوا فيها مبني وزارتهم . بدعوي أنهم لم يحصلوا إلا علي 170 جنيه في يوم الإستفتاء نظير ألف جنيه لكل ضابط
ولم ينظروا إلي المدرسين الذين لا يوجد بينهم واحد ينال مثل هذا المبلغ عن يوم عمل واحد من صميم مهمته
http://www.akhbarak.net/article/2400093
صحيح إذا لم تجد الشرطة ما تأكله أكلت بعضها