أمراض الخيل
يمكن تقسيم أهم أمراض الخيل إلى ثلاث أقسام رئيسية كالتالي :-
أولاً :- مشاكل الجهاز الهضمي :-
1-المغص :وهو قد يسبب للجواد آلام مبرحة وينتج عن التغذية غير المنتظمة وشرب الماء بعد الأكل والإصابة بالديدان،ويمكن تشخيصه من خلال ملاحظة حركة غير معتادة للجواد مع سلوك عدواني وأنين مسموع وزيادة في إفرازات العرق والاستلقاء والتدحرج(وهذا يجب أن يمنع منه الجواد من خلال تهدئته ووضع الكمادات الدافئة على بطنه حتى يصل الطبيب البيطري المختص .
أما الخازندار الظاهري فوصفته لعلاج المغص هي التالي ( خذ عشرة دراهم شمار ، ومثله يانسون ، وحلقة شبتٍ عتيق ، وحبل ناشوش ، وعرق خطبة ، وقليل شيح ، فاغل الجميع ( غير الشيح ) ، في ماء حلو حتى يبقى على النصف ، وبرّده وامرته بيدك والقِ عليه الشيح ، وصفّهِ واسقهِ للدابة فإنها تخلص إنشاء الله تعالى ]).
2- الإسهال :-
وهذا قد تتسبب به كثرة الأعشاب الطرية في المرعى ، وديدان الأمعاء ، ويمكن ملاحظته وتشخيصه بسهولة من خلال سيولة روث الخيل .
3- الديدان
، وهذه مشكلة صحية كثيراً ما تصيب الخيل لكون كافة الخيول لديها ديدان بشكل طبيعي ، وعلاجها مسألة أصبحت روتينية لدى مربي الخيل ، وهناك محاليل خاصة مضادة للدود يفضل أن تعطى حسب الكمية اللازمة من خلال الاستشارة الطبية ، ويمكن ملاحظتها وتشخيصها من خلال النحول الزائد للجواد على الرغم من التغذية الجيدة ، وأكثر الديدان ضرراً بالجواد هي ماصات الدماء والتي تستطيع غزو معظم أعضاء الجسم ولا تقتصر على الأمعاء والمعدة ، أما الدودة الشريطية فإنها تعيش بالمعدة وتتغذى على المواد الموجودة فيها وبالتالي يعاني الجواد من نقص البروتين والحديد ، أما دودة الإسكارس فإنها تهاجم الخيول الفتية بشكل رئيسي وتتمركز في الأمعاء وتتداخل مع تغذية الجواد لامتصاصها الطعام المهضوم .
ثانياً :- مشاكل الجهاز التنفسي :-
1-السعال :- :- يقول الخازندار الظاهري بأن علف الدابة في بداية العلة بالعنب الحلو الشديد الحلاوة قد ينفع ، وإن لم ينفع فإن علاج السعال هو كالتالي (تأخذ رطلين حليب وتلقي عليه خمس بيضات ، وشيئاً من الكمون ، وشيئاً من سمنٍ أو زبدٍ أو سكرٍ ، وأكثره من كل شيء ثلاثة دراهم ، وتأخذ كفاً من الدرحين ، فتسحقها وتدقها وتلقيها كلها في الحليب ، ثم تضربه حتى يختلط ، وتوجرهُ به ثلاثة أيام متتالية ) ووصفة أخرى للظاهري يقول (تأخذ من ثمر الصنوبر صحيحة ، فتطبخه بماءٍ وعسل مقدار ثلاثة أرطال حتى يبلغ إلى رطل رطل ونصف ، وتوجر به الدابة ، فإنه نافع إنشاء الله ). أما وصفة الجزائري فهي ( إن كان السعال برودة فعلاجه مطبوخ الثوم والزبيب والكمون ، وينبغي أن يحلّى في العسل) .
2-الزكام :-
ومن أعراضه زيادة إفرازات المنخرين مع سعال ، وينتقل عن طريق العدوى أو التحسس من العلف غير النظيف أو المخلوط بالتراب ، ويعالج عن طريق العزل واستشارة الطبيب فيما يخص الدواء الملائم .
3-ربو الخيل :-
وتظهر أعراضه على شكل سعال مستمر مع تنفس سريع وحركات جانبية مزدوجة وتتسبب به تمزقات في الرئة بسبب الإجهاد . هذا لا يمكن علاجه فهو علة مستعصية يصعب شفاؤها نتيجة تهدّم الأنسجة الجدارية للرئتين ، وإنما يترك الجواد بلا إجهاد ليخلد للراحة .
4- الجمرة الخبيثة :-
وهو من الأمراض البكتيرية التي تتعرض له جميع الحيوانات ، كما أنه من الممكن أن يتعرض له الإنسان ، وتأتي العدوى عادة نتيجة للرعي في الأراضي الموبوءة بجراثيم ( باشيلس الحمى الفحمية ) ، وفي الحالات الشديدة منه يكون هناك صعوبة في التنفس ورجفة ثم الانهيار ثم الموت المفاجئ ، وفي الحالات الأقل شدة يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة لغاية 42درجة مئوية ، ثم تهيج يعقبه هبوط ثم غيبوبة فتشنج فإفرازات دموية وتورم في أنحاء الجسم .
5- مرض الخيل الإفريقي :-
وهو مرض موسمي يظهر على إثر الأمطار يصيب الحيوانات ذوات الحوافر الصلبة ، والخيل هي أكثر الحيوانات تعرضاً له إذ تبلغ نسبة النفوق بينها إلى 90% في المجموعات المعرضة للمرض ، وبمجرد ظهور أول الحالات في الخيل ينتقل المرض فوراً بواسطة إحدى الحشرات الناقلة.
ثالثاً :- المشاكل الجلدية والظاهرية :-
1-الجروح :- وهي مشكلة كثيراً ما تطرأ نظراً لطبيعة أداء الجواد على كافة أشكاله ، ويجب مراعاة هذه المشكلة وإيلائها أهمية خاصة ، نظراً لأن إهمالها قد تقود لمشاكل كبيرة ، ومن الممكن أن تؤدي إلى نفوق الجواد .
2- الكُزاز ( التيتانوس ) :-
وهو من أخطر الأمراض التي تصيب الخيول لعنصر المفاجئة فيه وسرعة تطوره ، وينتج عن تعفن الجروح وتلوثها ( بسبب توفر عصيّات الكزاز بشكل غزير في روث الخيل وفي التراب ) ، وتأخر العلاج وإهمال الإصابة تؤدي للنفوق نتيجة لشلل العضلات التنفسية وعضلة الحجاب الحاجز فيموت الجواد بالاختناق .
وإلى جانب الجرح لا بد من عوامل أخرى لتوفير الأحوال الملائمة لتكاثر الجراثيم مثل تنكرز أحد الأنسجة ، والخيل هي أكثر الحيوانات تعرضاً لهذا المرض .
3-العرج :-
وهو من الأمور الشائعة نظراً لطبيعة أداء ، الجواد فقد يصاب الجواد بحالة من العرج لأسباب عديدة منها ما هو طبيعي خلقي منذ الولادة ومنها هو طارئ على رأسها إصابات الإسطبل أو المرعى من إلتواءات أو صدمات أو سقوط أو جرح . كما أن هناك حالة تسمى حمى القدم ( أو التهاب الصفيحة ) تؤدي للعرج وتنتج عادة بسبب تناول الجواد لكميات كبيرة من أعشاب المرعى ثم يترك دون تدريب كاف لصرف المخزون الغذائي الزائد ، ويحاول الجواد المصاب بهذه الحمى أو الالتهاب أن يتخلص من الوزن المركّز على مقدم حوافره فيميل بوزنه إلى الخلف ويخطو على مؤخرة أعقابه الأمر الذي يبسط الحوافر ويجعلها مرتفعة الحافة من الخلف . ويعالج الجواد عن طريق تركه طول النهار دون طعام ، ثم يطلق في الليل ليتناول غذاءه ، مع ضرورة تنظيف وتهذيب الحافر .
4-الجرب :-
ويمكن التعرف عليه من خلال ملاحظة الجواد وهو يحك ذيله أو عرفه في الأشياء الصلبة المحيطة ، ينفعه ساق الحمام وجوز السرو .
5- الزرد :-
وهو عبارة عن تقرحات تصيب الخيل تحت الفك الأسفل ، ويذكر أن أبناء البادية في السابق كانوا يعالجونها بالكي في مؤخرة العنق ، ولكن لا ينصح الآن باللجوء لهذا قبل تجريب المطهرات والكريمات الخاصة بالتقرحات .
6-القمل :-
وهي تنتج عن عدم النظافة وإهمال الخيل ، وأغلب فترات ظهورها في فصل الربيع ، ويمكن اكتشافه بالعين المجردة عن طريق ملاحظة الطفيليات على شعر جامد ملبد ، ويعالج عن طريق مساحيق خاصة بذلك ترش على المناطق المصابة .
ومن الأمور الهامة والتي يجب مراعاتها فيما يختص بانتقال العدوى هو ضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء انتقال الخيل من مكان لآخر ومن منطقة لأخرى ، فكثيراً ما تصاب الخيل بأمراض معدية نتيجة لمثل هذا الانتقال ، كما أن عملية التلقيح قد تسبب مشاكل صحية كبيرة في حالة تلقيح أفراس مصابة بأمراض جلدية أو تناسلية قد تنتقل عن طريق الفحل لباقي الجياد التي يقوم بالنـزو عليها
م
لقلوبكم التحية