****هل أنا قادر على تغير نظرتي للعالم؟*****
منذ عدة سنين قراْت كتاباً عن الأنا والتحكم بالسلوك في الحقيقة كانت أول مرة أقرا فيها عن هذا الموضوع دهشت للوهلة الاولى ، لكن كان لدي بعض المعرفة تدعم ما في الكتاب، ما قالته صاحبة الكتاب بأنه يمكن أن نغير ما نحس به تجاه الاشياء وان كان في اعتقادنا إن هذا الشعور مطلق ولا يمكن تغيره، وأعطت مثلاً بأنك تنزعج عندما تقف على جسمك(جلدك) ذبابة (وأعتقد إن الغالب المطلق يشارك هذا الشعور) ، فانك تستطيع تغير هذا الشعور ويمكن ان يصبح شيئ عادي أو ربما اذا اتقنت التحكم يمكنك ان تغير شعور الانزعاج الى شعور بالراحة.
والطريقة هي ان تحاول ان تقنع نفسك بأن الذبابة هذة لم تأتي لازعاجك أنها صديقتك وجاءت لتداعبك انها تحبك لذا جاءت ، ثم لماذا انا انزعج منها، انها لن تؤذيني وهكذا.... أي بمعنى أخر ربط أقصى درجات الفرح بمجيئها
(( وهذه تسمى عملية الإرتباط العصبي الشرطي وقد ذكرتها في مشاركة سابقة والموضوع لانتوني روبينزويمكنك مراجعة الموضوع ' ادهشني هذا الكلام في وقتها وكدت لا أصدق هذا لكن طبعي الا اتسرع !!
حاولت ان اطبق تغير شعوري نحو الذبابة ونجحت الى حد ما !!
أرجو ان لا تستغرب !!
ثم اني جربت الجوع في الصوم وكيف امكنني الى تحويله الى لذة حيث انه ارتبط برضا الله
وهكذا يمكنك ان تشعر اقصى درجات السعادة في الصلاة باستحضارك انك امام ذي الجلال والاكرام وأنه بقربك وانه يراك وانه راض عنك بهذا الوصال، وهكذا ...
إذن نحن نمتلك القدرة والاداة لتغير النفس ويمكن ان نغيرها كيفما نشاء حتى الاشياء السيئة يمكننا جعلها حسنة والعكس، الحسنة جعلها سيئة، وهنا مكمن الخطر، انه سلاح ذوحدين كما يقال.
نعم يمكننا ان نقتل الحب والرحمة في قلوبنا، ويمكننا ان نذهب الحياء ، ويمكننا ان نتحول الى قساة ، لا نتكترث لاي شيء أنانين، نزرع الكراهية والحقد والشك في نفوسنا ، متكبرين ....
ويمكننا ان ننمي الحب والرحمة في قلوبنا ،أن نصبح حيين ، رقيقين ، نهم للاخرين لنساعدهم ، بسطاء، متسامحين، يمكننا قتل الكبر في نفوسنا، ونزع كل أثار الحقد ....
لكن كل هذا مرتبط بارادتنا وقناعتنا نحو التغير وبالتدريب على السيطرة على انفسنا
نستطيع أن نصل الى مانريد.
فنحن اذن قادرين ان نرفعها أو نرديها
((وهديناه النجدين))....... الآية 10 سورة البلد
((إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا))..... الآية 3 سورة الإنسان
السؤال الآن ماهو الخير، بالنسبة لنفوسنا الداخلية ، إن كل مايجلب لها السعادة والفرح ويوافق هواها ستعتبره خير وكل ما يجلب لها التعاسة والألم ويخالف رغباتها ستعتبره شر، فالقضية نسبية ومختلفة باختلاف النفوس، هل هناك خير مطلق ومن هو الحكم إذا كانت نفوسنا تختلف في التعريف .
لاشك إن التاريخ مليئ بأصحاب الخير الذين غيروا العالم نحو الافضل، وخيرهم عندي محمد صلى الله عليه وسلم والانبياء الذين حملوا الرسالة الينا من الخالق الذي اوجد كل شيء، رسالة الرحمة والمحبة والإخاء، فهذا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه)) رواه البخاري وهي اعلى درجات الاتزان في المحبة ، لاشك ان اتباع ما اوصى به محمد صلى الله عليه وسلم يكون الخير لنا.
والإتباع يكون بالتعلم أولاً ، بقراءة القرآن وفهم معانيه ، واستحضار الشعور بان ملك الملوك يكلمنا ، وقراءة احاديث الرسول الصحيحة واستحضارالشعور ان ارحم من في الارض يريدنا ان نكون بخير وينقذنا من الشر في داخل نفوسنا ومن حولنا
فإذا فهمنا هذه الحقائق بأن نفوسنا ترى العالم بشكل مختلف عن بعضنا البعض، فعلينا أن لانكون متطرفين في كل شيءولانعتبر الحق معنا دائما فقد نكون مخطئين، فما دام شعورنا قد يتغير وقد نغيره نحن وفهمنا كذلك فلماذا هذا التصلب .
فان فهمنا للعالم ما هو الانتيجة تراكمات بمقدار ما وصل الينا من بيانات ، وان طريقة معالجتنا لتلك البيانات معتمدة على مقدار ما وصل فهمنا له.
فإذا علمنا بهذه الحقائق تغيرت نظرتنا للناس والعالم من حولنا وسوف نعذر ونسامح وستزداد الالفة بيننا وبهذا نكون قد تخطينا أول حاجز نحو الرقي.
نقلت الموضوع للفائدة