دماء الزوار تلطخ ساحات المعابد في الهندنيودلهي- الألمانية
تعد حوادث التدافع التي تتسبب في وفيات أمرا شائعا في المزارات والمعابد في الهند، حيث تتجمع أعداد غفيرة من البشر في مساحات ضيقة يصلون إليها عبر طرق ضيقة ومتعرجة وسط سيطرة محدودة على الزحام.
ولم تكن مأساة أمس الجمعة التي قتل فيها 100 حاج خلال حادثة تدافع بالقرب من معبد ساباريمالا الأولى في الضريح الشهير الواقع جنوبي الهند.
وقال راهول إياسوار المتحدث باسم إدارة معبد ساباريمالا "تعلمنا الدروس من كارثة وقعت منذ 12 عاما عندما قتل 50 شخصاً".
وقال إياسوار "إن الكثير من الإجراءات الاحترازية تم اتخاذها، لكن عندما يتجاوز عدد المتدفقين للصلاة وأداء الطقوس الـ150 ألف شخص إلى 200 ألف، وخاصة في الأيام الميمونة، فإن شرارة واحدة يمكن أن تحدث كارثة".
وقتل 104 أشخاص، بينما أصيب العشرات في تدافع عقب احتفال ديني أمس الجمعة بمعبد ساباريمالا بولاية كيرالا في جنوب الهند، بينما كان القتلى في طريق العودة من زيارة المعبد عبر سفح تل في وقت متأخر، عندما فقد قائد مركبة السيطرة عليها لتدخل وسط حشد من زوار الموقع المقدس، وفقا للديانة الهندوسية، مما أدى إلى حدوث التدافع.
ويشار إلى أن كل المعابد الكبرى في الهند لها قصص مماثلة، ففي 25 يناير 2005، قتل حوالي 300 حاج هندوسي عندما اقتربوا من معبد ماندهار ديفي الواقع على قمة تلة في ولاية مهاراشترا على طول سلالم ضيقة وشديدة الانحدار تطوقها محال على كلا الجانبين. وتروي إحدى الناجيات من المأساة لصحيفة "هندو" روايتها وكيف أنها كانت تتحرك وسط الزحام ولا تستطيع رؤية أحد سوى الشخص الذي أمامها. وعندما بدأ الحشد في الدفع من الخلف، سقطت على الأرض اللزجة وسقط آخرون فوقها ولا تعلم كيف نجت من هذا الحادث. وسقط معظم الضحايا ذلك اليوم إما سحقا أو حرقا حتى الموت، بسبب النيران التي اندلعت في المحال على طول الطريق السلمي.
ويستوعب المعبد حوالي 500 شخص في المرة الواحدة، لكن أكثر من عشرة الآف احتشدوا لحضور طقوس مهرجان الحصاد الخاص، حيث يكسرون ثمار جوز الهند ويذبحون الماعز كقرابين للآلهة، وهو ما يجعل الطريق لزجا أكثر.
وفي 20 سبتمبر 2008، توفي أكثر من 220 شخصا وجرح أكثر من 400 في حادث التدافع بمعبد شاموندا ديفي داخل قلعة مهرانجار بمدينة راجاستان في مدينة جودبور.
وزار 25 ألف شخص على الأقل المعبد في اليوم الأول لمهرجان نافراتري الهندوسي الذي يستمر لمدة تسعة أيام، ولا يزال سبب التدافع غير معروف إلى الآن. وقد يكون السبب هو الاندفاع المفاجئ بعد فتح الباب أو حتى أن يكون انزلاق شخص واحد على الممر الضيق شديد الانحدار الذي يؤدي إلى المعبد والذي ليس به أي مخرج.
وفي العام ذاته، توفي 162 حاجا على الأقل في حادثة تدافع مشابهة، في معبد ناينا ديفي على قمة تل بولاية هيماشال برادش.
والقائمة لا نهاية لها، حيث يقول مسؤولو شرطة إنه من الصعب دائما فرض قيود على الأماكن الدينية. وتقول سلطات المعابد إنه من غير الإنصاف حرمان الناس الراغبين في الزيارة في يوم محدد. إلا أن هناك بعض المعابد في الهند التي تمكنت من فرض بعض الإجراءات من أجل تجنب تلك الأحداث.