في ذكرى الاعتداء على غزة.. اليهود يقيمون الدنيا حول أكذوبة.. والعرب يقعدونها على حقيقةبقلم : خالدة مختار بوريجي
في السنوات الاخيرة، اعترفت الكاتبة البلجيكية التي اشتهرت باسم "ميشا ديفونسيكا" أنها اختلقت كل ما ورد في كتاب "ذكرى من سنوات الهولوكوست"، وانه كل ما جاء فيه لم يكن سوى محض كذبة.. فلم تكن أبدا طفلة تهرب من "محارق النازية التي طاردت اليهود" ولم تفقد والديها خلال اجتياح النازيين عدة بلدان في أوروبا، كما انها لم تتنقل خائفة وحيدة بين الحدود تقتفي أثر أبويها!
مونيك تعترف بعد نصف قرنفي السنوات الاخيرة، اعترفت الكاتبة البلجيكية التي اشتهرت باسم "ميشا ديفونسيكا" أنها اختلقت كل ما ورد في كتاب "ذكرى من سنوات الهولوكوست"، وانه كل ما جاء فيه لم يكن سوى محض كذبة.. فلم تكن أبدا طفلة تهرب من "محارق النازية التي طاردت اليهود" ولم تفقد والديها خلال اجتياح النازيين عدة بلدان في أوروبا، كما انها لم تتنقل خائفة وحيدة بين الحدود تقتفي أثر أبويها!
أما تجربتها في العيش لمدة شتاءين قارسين بين مجموعة من الذئاب! والتي لا يصدقها العقل البشري اصلا، فكانت خيالا غير مقبول روجت له اجهزة الدعاية الصهيونية، وجعلته الاستثناء الوحيد في العالم، بعد ان تم تصنيف روايات موكلي وحي بن يقضان ضمن قصص الخيال.
انه الكتاب الذي ترجم إلى18 لغة مختلفة، وذاع صيته في العالم الغربي كله، وقد فاجأت كاتبته الجميع عندما اعترفت نادمة: "بل إنني لم أكن أصلا يهودية!! بل نصرانية كاثوليكية! واسمي الحقيقي: مونيك ديوايل، وما ورد في كتابي كان قصصا مختلقة كليا".
والآن عادت لتفاجئ الجميع بأنها اخترعت كل ما ورد في الكتاب، وبأنها لم تكن يهودية، وتطلب الغفران من كل أولئك الذين شعروا بأنها خانتهم، هذا ما قالته ميشا خلال اعترافاتها.
وقالت صحيفة ديلي ميل إن الكاتبة ما كان لها أن تنجح في ترويج كتابها لولا دعم اللوبي اليهودي لها ولمؤلفها الذي نسجته من مخيلتها، وقد حوله اللوبي اليهودي إلى فيلم بعنوان "الحياة مع الذئاب" والذي لاقى نجاحا كبيراً في أوروبا!!
مونيك ليست الوحيدةهذا الاعتراف الحديث سبقه اعتراف قديم لليهودي "هود رولف فربا، قبل عام 1961، وهو احد الفارين القلائل من معتقل "أوشويتز"، والمنشور حينها بجريدة "لندن ديلي هيرالد"، اتهم من خلاله قادة يهودا بتدبير أمر المحرقة والتواطؤ فيها من اجل تمكين فئة "مختارة" من الشعب اليهودي (الرافض للهجرة إلى إسرائيل) من التوطـّن في الكيان الجديد..
لقد كان اليهود يرفضون ترك أروبا والمغامرة بالعيش في بلد جديد مليء بالحروب والصراعات، وكانت المنظمة تريد إعمار فلسطين.. لكن ليس بجميع اليهود، بل بالأغنياء والإطارات منهم، وما كان من سبيل سوى تدبير قصة المحرقة بالاتفاق مع سلطات ألمانية عليا، والتخلص من اليهود الفقراء وغير المرغوب بهم، وتوطين النخبة المستخلصة في فلسطين، بعد حرق العرب في أراضيهم طبعا.
لقد ادعت إسرائيل بأنها تنشئ لليهود وطنا لحمايتهم من الإبادة في ألمانيا وارويا، في حين إن هناك وثائق تاريخية تشير إلى توثيق علاقات صهيونية-نازية-فاشية من اجل تدبير أمر المحرقة وإرعاب اليهود لحملهم على ترك أروبا والتوجه إلى فلسطين.
كيف تم ذلك ؟
تعددت اللقاءات بين حاييم وايزمن –رئيس المنظمة الصهيونية العالمية- وناحوم غولدمان مع موسوليني ثم هتلر نفسه، وتم الاتفاق على إن تزود المنظمة الصهيونية النازيين بالملايين من المال مقابل التعجيل بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مع استصدار قرارات أروبية وأمريكية بمنع استقبال اليهود الفارين من التقتيل النازي، من اجل محاصرتهم وإجبارهم على القبول بالهروب إلى فلسطين كحل وحيد.
في محاكمة أدولف إيخمان
وأثناء محاكمته، أدلى اليهودي أدولف ايخمان بأقوال خطيرة، منها الاتفاق الذي عقده الصهاينة مع المخابرات الألمانية والذي ينص على تعهد ألمانيا بحماية الأثرياء اليهود مقابل أن تتعهد المنظمة الصهيونية بضمان الهدوء في المعتقلات النازية إبان تنفيذ الإعدامات في حق الفقراء اليهود..
وهو ما أكده الكاتب اليهودي "بان هيكت" في كتابه "الخيانة"، وأكدته مجلة "شيتزن" التي ذهبت إلى حد القول بان منظمة ارغون الإرهابية التي كان إسحاق شامير (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق) زعيما لها، كانت تتصل بألمانيا عن طريق سفارتها في تركية، من اجل التعاون على إجلاء اليهود من ألمانيا في شكل معاهدة، مع إبداء للاستعداد في الانخراط في الحرب إلى جانب ألمانيا في حال موافقتها على تهجير اليهود ولو عن طريق "المحرقة".
العرب الخاذلون المخذولونمن الغريب جدا.. بل من غير المقبول أن تتحول أكذوبة المحرقة اليهودية، على يد النازية، إلى واقعة تاريخية، تنعم بحماية القانون الدولي، في حين تتعرض مجازر فلسطين ومذابحها المتكررة، وآخرها "محرقتا غزةّ (اللتان وصفتا هكذا حرفيا من قبل وزير الحربية الإسرائيلي نفسه، خلال العدوان المتكرر عليها في فبراير 2008 وديسمبر من العام نفسه) إلى التحريف بالقوة.
لقد وُصفت في النهاية (بعد الاحتجاجات الاروبية الشعبية) بأنها دفاع شرعي إسرائيلي ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية.. ورفض رئيس السلطة الفلسطينية ذاته تجريمها.
لماذا يحرص الغرب على تغليف حمايته للأسطورة اليهودية بغلاف قانوني أممي، ويعتبرها جريمة إنسانية إذا وقعت لليهود، على الرغم من أن دلائل وقوعها فعلا، حسب الرواية اليهودية، ضعيفة جدا، بينما يستميت في تعريتها من شرعيتها الإنسانية والأخلاقية والوطنية إذا تعلقت بالفلسطينيين، على الرغم من أنهم حرّقوا بالفسفور الإسرائيلي على مرأى العالم وسمعه، دون أي تدخل، أو مجرد شجب؟
لقد وصفها نائب وزير الحرب الصهيوني "ماتان فلنائي" نفسه بالمحرقة في فبراير الماضي، حتى يتمكن من أن يصف بدقة حجم الوضع الذي يُرتكب في قطاع غزة، وهي العملية التي حصدت أزيد من 1000 شهيد خلال 05 أيام، والمتبوعة بمحرقة غزة الثانية، التي حصدت أزيد من 1300 شهيد فلسطيني مدني، وآلاف الجرحى المحاصرين بشحة الدواء ومنع المساعدات الإنسانية عنهم، لكن الأمم المتحدة اجتهدت في تجنب الوصف، ورفض العرب تجريمها رسميا، بمن فيهم "السلطة" الفلسطينية نفسها.
قرار أممي يحمي أكذوبة .. ويتستر على جريمة
وقبل ثلاث سنوات، أي في عام 2006، انتهت محاكمة المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ (67 عاماً)، في فيينا بالحكم عليه بالسجن 03 سنوات بعد إدانته بإنكار حصول المحرقة النازية، وكان ايرفينغ قد تراجع سلفاً عن "الخطأ" الذي ارتكبه قبل أكثر من 10 أعوام حين أعلن عدم تصديقه للروايات التاريخية القائلة بأن 06 ملايين يهودي قضوا في محرقة الزعيم النازي أدولف هتلر.. لقد "أدلى بكلام مهين في حق الموتى"، حسب هيأة الأمم المتحدة، التي سارعت بعدها مباشرة، وخلال اقل من سنة واحدة، إلى تبني قرار بالإجماع -من دون تصويت- يدين أي إنكار لمحرقة اليهود "الهولوكوست"، المزعومة، يدعو "كل الدول إلى رفض أي إنكار للمحرقة المزعومة، من دون تحفظ، سواء كان هذا الإنكار شاملا أم جزئيا، وأي نشاط في هذا الاتجاه". وكانت حجة الأمم المتحدة في ذلك هو أن "تجاهل الوقائع التاريخية لهذه الأحداث الرهيبة يزيد من مخاطر تكرارها".
ولكن المحرقة تكررت أكثر من مرة في فلسطين..
ولم توضح الأمم المتحدة حينها ولا بعدها: هل عدم تكرارها ممنوع أيضا في حق الشعب الفلسطيني من طرف إسرائيل، أم انه قرار يلزم باقي دول العالم تجاه إسرائيل وحدها؟
كما إن الأمم المتحدة، باعتبارها الراعي الأول للقانون في العالم لم تجد حرجا في إن تتخطى بكل وقاحة حق الباحثين في التشكيك في الروايات التاريخية في حال ثبوت أدلة أخرى تنفي المعتقد السائد.. وباتت الرواية الإسرائيلية للأحداث هي المصدر الوحيد لها، رغم انف كل باحثي العالم وأدلة العالم..
في حين تجاهد بكل وسيلة كي تمنع أي قرار يدين إسرائيل في حق كل المذابح والحارق التاريخية التي ارتكبت في حق الفلسطينيين العزل عبر التاريخ.. وآخرها محرقة غزة الفسفورية الأليمة، التي تـُوُوطئ على رفض تجريمها رسميا بشكل مشبوه، وتم اعتبارها حقا إسرائيليا فسفوريا في الرد على شعب محاصر اعزل.
أموات اليهود وشهداء غزة لدى الأمم المتحدة..شهداء غزة إذن لا اعتبار لهم في نظر الأمم المتحدة.. يتحول الوصف الصحيح لطريقة موت اليهود خلال الحرب العالمية الثانية إلى جريمة يحاكم عليها، بينما يحرّق الفلسطينيون فعلا، ولا اعتبار لكرامة حياتهم أو موتهم.. وتتكرر المحارق في حقهم التي زعمت الأمم المتحدة تجنبها.. ولا تتكلم أو تسم لأحد بالتعليق.. مجرد التعليق.
منقول للأهمية