أرمــِّـــمُ ذاكــــــــــــــــرتي ... بقلم الشاعر محمد شاكر
أرمِّم ذاكرتي
في الهزيع الأخير من النسيان
لأمشي سِيَراً
تراوغ بطشَ الدمار:
هنا فرحة ٌطمرتها قذيفة ُ حقد ٍ
هنا وتر ٌ..
مقطوع الشريان
ينزف لحنا ، وحشرجات
تفيض عن سر المكان
وبعض موسيقى ارتطمت ْ
بصمت يعبرُ، وحشة المجال
هنا بعضي ، يكاد يجهلني
ويوصد في وجه الشوق
بابَ النسيان.
أرمم ذاكرتي ، لعلي آوي إلى جـِدْع طفولة
أو لثغة عُمر
غزير الحَنانْ.
لعلي أنفضُ رمْلَ النّسيان ِ
عن وطن ٍ
طمَرتـْهُ رياحُ الخذلان ِ:
كنتُ هناك في الجهة القصوى من الحُبِّ
فارهَ الحُلم ِ
مَوْصولَ المُلك ِ
لا يخلو من شقشقة الطير ، فِناءُ الرّوح ِ...وحْدي
أتجدّدُ ، في صِلاتٍ ، تمحو
عراءَ الوقت ،
وتـُرْسي ، زهْـوَ عُروش ٍ من قصبٍ
وحفيفَ مراوح ، مِن ورق ٍ
تدور في اتجاهات الريح ،
والأهواءِ.....
إلى بياض ٍ
يعتق الكتابة ، والحبر
من أسْر اللـــــغـْـوِ
ينسف شِرذمة الأصفار،
تخالط صفوَ الطفل.
أرمم ذاكرتي ،
إلى أثر في الوجدان ِ
بهي ّ، كنجْمة البحر
ترصع قماشة الليل
بضوءٍ
ووضوح نداءْ ،
وأهذي ..
ماذا لو كَفَّ العالمُ عن خرابِ الرّوح
واطمأنَ إلى كنف الحُبِّ
وجاءتْ إليَّ ذاكرتي تسْعى
بحفيف أحلام
وشدْو سلام .
قشيبة ً، وخفيفة من وزرآلامي
بيضاء ، إلا من شفيفِ لون
ورفيفِ جفن
بادرني على عتبات العمر
برذاذ سِحْر
وفوْح أمان ٍ..؟
ماذا لو انفرجتْ أساريرُ وقت
ليس في الحُسْبان ،
عن لحظة راعشة
تسكن أغوارَ الوجْدان..؟
عارية إلاّ من تكوير
يُواربُ ألفَ عُنوان
وصمْتٍ يضيع في الأقاصي
حتى لكأن كُلّ مَزار دان ٍ
والأرض قبْض يدي
أركبُ صَهوة غيمة رعناء
أسوق قطيعَ نجْم
أدحرج القمرَ الشّهيّ
في موْج السّماء
حتى أتبلل بالألوان.
ماذا لو نفختُ في جُـبّة النسيان
فاسْـتويتُ..
فارهَ الطلعةِ ، في يوْم ،
يجمع دارسَ العمر
وما تكسّر من شوق
على مدارج البوْح..؟
أرمِّم ذاكرتي ، بما تبقىّ
من صَحْوة الروح ِ
ونزْف الجروح ِ
وقشِّ الكلام
لعل بيتا ، يحفظ سيرة الطين ِ
ونافذة مشرعة
على وطن ٍ
يغـــــّط في أمْن مَكين ِ.