فــــــن
النـــــحت
* النحت:
- يختلف فن النحت في أسلوبه عن باقي الفنون فهو لا يتعامل مع الأشكال
المسطحة مثل فن التصوير وإنما يتضمن أشكال مجسمة ذات أبعاداًً ثلاثة نجد أن
المتعة الفنية التي تتصل بأعمال
النحت لا تأتي من خلال المشاهدة فقط وإنما عن طريق الملمس والحركة المجسمة
أيضاًً ويشكل النحات الأعمال بيديه التي هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني
العالي باللمس، إلي جانب استخدامه لبعض الخامات التي تنقل لدينا الإحساس
بواقعية الشكل المنحوت ومن هذه الخامات: الرخام المصقول والخشب والصلب.
* النحت والفنون الأخرى:
تتصل جميع الفنون ببعضها علي الرغم من اختلافاتها الجوهرية وكون اندراجها
تحت مصطلح عام يسمي باسم الفنون يعطي لها طابع الارتباط أو الاتحاد إلي
جانب عاملين آخرين، حيث نجد أن الفنون ترتبط ارتباطاًً وثيقاًً ببعضها من:
1- ناحية الجودة.
2- من ناحية الغرض الوظيفي أي أنه يمكن أن يؤدي نوعاًً من الفنون وظيفة
نوعاًً آخر أي تبادل للوظائف والأغراض: فالعمارة يغلب عليها الطابع الزخرفي
وقد يكون لها طابع تصويري كما في الجوامع والقصور، وقد اتحد فن النحت مع
فن العمارة منذ قديم الأزل.
* استخدامات النحت:
- قد تم استخدام فن النحت منذ قديم الأزل للوفاء بأغراض عديدة:
1- كغرض تذكاري وتخليدي.
2- كغرض تاريخي.
3- كغرض ديني.
4- وفي بعض الأحيان يستخدم كسجل لتدوين الموضوعات اليومية لبعض العادات
المتبعة.
إلا أن هذا الغرض الأخير استخداماته ضئيلة بالنسبة للموضوعات الأخرى
المستخدمة إلي جانب الموضوعات الأدبية.
* الحجم وفن النحت:
- تتدرج أبعاد التمثال المختلفة إلي بعدين:
1- بعد يزيد عن الحجم الطبيعي ليصل إلي الحجم الضخم وكثيراً ما يتواجد في
أعمال النحت القديمة خصوصاًً تلك التي ارتبطت بفن العمارة مثل تمثال أبو
الهول في الحضارة الفرعونية المصرية القديمة.
2- بعد يقل عن الحجم الطبيعي ليصل إلي حجم أصغر من الحجم الطبيعي مثل
العملات.
ونجد أن الحجم في فن النحت يتأثر بالغرض الوظيفي ما لم يكن العامل الوحيد
مثال: وظيفة تمثال خفرع الاجتماعية والمعمارية هي تخليد عظمة فرعون. وتخضع
الأحجام أيضاًً في فن النحت حسب الخامات المتوافرة في مرسم النحات، وحسب
إمكانياته المادية المحدودة.
* أنواع أعمال النحت:
- تنقسم أعمال النحت إلي قسمين:
1- النحت المستقل: وفيه يتم رؤية التمثال من جميع النواحي.
2- النحت البارز.
* خامات النحت:
- التيراكوتا (Terra Cotta):
تعتبر من أقدم الخامات المستخدمة في النحت في عصور ما قبل التاريخ، كما
استخدمها قدماء المصريين والإغريق والصينين وشعوب الهند علي مستوي فني
عالٍ. ويتم فيها تجهيز الطينة الأساسية داخل إطار معدني ثم تحرق بطريقة لا
تكلف كثيراً، وتتميز بسهولة الاستخدام وقوة تحملها حيث لا تتعرض للتلف أو
التآكل أو التشقق إلا أنه يمكن كسرها لأي تصادم يقع عليها. ويمكن استعمال
الطينات ذات الألوان المختلفة أو بإضافة طبقات من الطلاء الزجاجي حيث تثبت
علي سطح التمثال أثناء عملية الحرق الثانية في الفرن المعد لذلك أو في
الفرن العادي.
- البرونز والمعادن الأخرى (Bronze and other ****ls):
وتم استخدام هذه المادة بعد استخدام الطين لفترة طويلة من الزمن لكن تاريخه
يرجع الوراء حتى العصر البرونزي نفسه من 3000-1000 ق . م. وفيه يستطيع
المثال عمل نموذجه الأصلي من الطين ثم صبه بمعدن البرونز دون أية صعوبة كما
يمكن إعادة الصب مرات متعددة. والميزة الكبرى في ذلك المعدن هو قدرته علي
التماسك وعلي الثني وعدم التشقق أو الكسر ويظهر تطبيق هذه الخامة بوضوح في
عمل التماثيل التي بها انحناءات أو حركة.
* النحاس الأصفر (Brace):
من الخامات التي تم استخدامها قديماًً حيث كان يطرق إلي ألواح معدنية أما
اليوم فهو يستخدم في أعمال السباكة. ويتميز بدقة لمعان سطحه إلا أنه ينطفئ
إذا لم يحفظ بطريقة جيدة.
- النحاس الأحمر (Copper):
هذا المعدن له مزايا عديدة أتاحت له الاستخدام علي عصور التاريخ منها
قابليته للطرق لأنه أكثر ليونة من النحاس الأصفر، ويقاوم التآكل عند تعرضه
للجو، لا يتطاير عند صهره مثل البرونز، وبإضافة معدن الصفيح له يصبح أساساُ
لجميع أنواع البرونز والنحاس الأصفر وغيرها من المعادن، وبتحويله إلي
ألواح مثل الذهب والرصاص والقصدير والصفيح يمكن تشكيلها إلي أشكال مجسمة
ذات أبعاد ثلاثة أو أشكال بارزة.
* الحديد (Iron):
يمكن استخدامه كخامة من خامات النحت لكن بعد طرقه والذي يعرف باسم الحديد
المطروق أو المطاوع، ويتم تشكيله بواسطة جهاز اللحام للحصول علي أشكال لها
طابع خيالي.
* الصلب والألومنيوم (Steel & Aluminium):
ومن الخامات التي تلت ظهور الخامات القديمة في عصور ما قبل التاريخ
والحضارات بأنواعها، حيث يزداد اكتشاف الخامات يوماًً بعد آخر.
* الحجارة (Stone):
إن كانت الحجارة أكثر صعوبة في الاستعمال عن الطين الذي يمكن تشكيله وصبه
بسهولة، إلا أنها أكثر بقاءاًَ من التيراكوتا كما أنها أكثر لمعاناًً من
البرونز. وعلي الرغم من عدم توافر السرعة في إنجاز الأعمال بالحجارة إلا
أنها تتميز بالقوة والصلابة وتتجاوب مع التيار المعماري وخير مثال علي ذلك
تلك التماثيل والمعابد المنحوته من الحجر البازلت أو الجرانيت في الحضارة
الفرعونية القديمة التي ظلت باقية حتى الآن منذ آلاف السنين.
* الخشب (Wood):
للخشب عيوب ومزايا، إلا أن عيوبه تطغي علي مزاياه فهو مادة تتآكل نسبياً،
وعرضة للتشقق نتيجة لتغيير درجة الحرارة، ويتقوس من الرطوبة، ويتفتت نتيجة
لهجمات حشرة السوس. كما أن هناك بعض أنواع من الأخشاب تفرض طريقة لنشرها
وتحد من حرية الفنان لطبيعة أليافها.
ومن الناحية الأخرى نجده أخف وزناً من الحجر، وخامة تتجاوب مع أعمال
الدهان، رخيص التكاليف، كما يمكن تطويعه بسهولة في الأشكال الصعبة التي
توجد بها انحناءات أو حركة عميقة.