انشطار وطن
تقول التقارير القادمة من جنوب السودان..ان أجواء الاستفتاء هناك استثنائية - فعلى غير عادة الاستفتاءات المصيرية- لم يبد على تقاسيم الجنوبيين التحفز او القلق حول تقرير المصير ..ولم يظهروا أي مشاحنة او مراهنة حول شكل الوطن الوالد أو ملامح الوطن المولود..
على العكس ،ففي فجر اليوم الأول استيقظ الجنوبيون ..ليبدأوا الرقص في الشوارع الى ان فتحت مراكز الاقتراع، بعدها رقصوا بمناسبة فتح المراكز للتصويت، اخرجوا هويّاتهم وهم يرقصون ، وقفوا بالطابور وهم يرقصون ، تدافعوا قليلاً لكنهم لم يفقدوا «رتم» الرقص..نادى رئيس اللجنة وهو يرقص على أسماء المصوّتين واحداً تلو الآخر..كان يدخل أحدهم وهو يرقص، تدقق اللجنة هويته وهي ترقص ، ثم يختلي خلف الستارة وهو يرقص ، ويكتب «انفصال» ، ثم يتوجه الى الصندوق راقصاً ليضع الورقة في تابوت المصير ، ليلتحق فوراً بحلقة الرقص الخارجية..ولسان الحال يقول: اللحن والكلمة والفرقة تؤمّنها لك أمريكا والمجتمع الدولي ..انت فقط هزّ خصرك..وخذ وطناً مجانياً ..
آآآخ، لو أن الأوطان تستقل بالرقص ..لأصبحت فيفي عبده قارّة بحدّ ذاتها..
***
بانفصال الجنوب..يفقد السودان الموحّد 24% من مساحته و20% من سكّانه، و85% من احتياطي نفطه!!..ترى ماذا تبقى بعد انفصال الجنوب من «سلة الغذاء العربي « اليد ، ام القاع؟؟..وكم تبلغ حصة المستقلّين الجدد من النكات السودانية؟..ومن الجلابية ذات الوجهين؟؟ ومن طولة البال؟!..أخيراً هل يكفي صمغ السودان كلّه..للصق الجزء «الممزوع» من قلوبنا كعرب؟؟..
***
ألق ايها العربي نظرتك الأخيرة على السودان الواحد الموحد ..ولا تغمض عينك عن أطلس العروبة ومشتعل «كانون» الفتن..فبعد كل إغفاءة يضيع وطن، ومن كل عباءة عربية صار يقتطع كفن.