بوح أقلامي لإبن الأعلامي ( 2 )

مصر بدون النيل مؤكد أنها تصبح بلد شاقة العيش فيها
فقد سخره الله ( النيل ) ليكون العمود الفقري للإنسان والدواب وحتي الهوام . وهو العصب الرئيسي للزراعة والصناعة بل والتجارة فمن خلاله تنقل الكثير من البضائع .. الخ


والنيل في مصر تنبع منه روافد تعد بعشرات الألوف فما من محافظة أو بلد أو قرية أو نجع أو كفر في الوادي إلا وبه شريان نيلي


وفي كل عام في مثل هذه الأيام يكون هناك شيء يسمي السدة ... والسدة عبارة عن أن الوزارة المعنية تقوم بوقف جريان النيل إبتداء من أسوان وحتي الأسكندرية ( مصر بالكامل ) وذلك لتطهير مجاري النهر من أثار الطمي وتوسعتها حتي يسير الماء في إنسيابية لعام قادم


وأيضا لأقامة بعض المشاريع المائية أو الإنشائية والتي لابد فيها من خلو النهر من الماء كمثال إنشاء كباري .. الخ


لذلك تقوم آلاف من الجرافات في كل بقاع مصر بحملة دقيقة جدا وواسعة الإنتشار لرفع أي عائق ولو بسيط يمنع جريان الماء بالسرعة المقننة له فهي عملية مدروسة بعناية فائقة


وأنا أنظر إلي هذه العملية الضخمة التي تشمل الدولة بأكملها . قلت في نفسي ما أشبه القلب بالنيل .. فكلاهما يضخ سائل الحياة في الشرايين .. والنيل لابد من تطهير وتوسعة مجاريه سنويا حتي لايفاجأ الناس يوما بضخ غير كاف لإحتجاتهم مما يربك معيشتهم


وكذلك القلب فإن لم توسع شرايين الجسد فأعطاب الجسد كثيرة وتتنظر الفرصة لتطل برأسها

فإن كنا كبشر نفعل حملة التطهير الدورية هذه مع الجماد لضمان يسر الحياة ... فما الحيلة إذا مع شرايين الجسد نفسها لضمان الحياة بنفسها


وإن كنا كبشر نفعل ذلك فما الذي يفعله الإله معنا ... هذا في الحلقة القادمة من بوح أقلامي بالقاعة الدينية أو هنا إن شاء الله تعالي