ماجدة خضر -
المصريون يقبلون علي التسوق الإلكتروني
يشهد السوق المصرية كثيرا من المؤشرات، التى تشير إلى أن هناك تحولا متزايدا من جانب العديد من الشركات، وعلى مختلف القطاعات والمنتجات والمجالات التى تعمل بها، نحو البيع والتسويق الإلكترونى. فمن شركات توزيع الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، مرورا بالملابس وحتى الكتب والموسيقيى والأفلام والمنتجات الثقافية أصبحت الشركات المنتجة للسلع المختلفة، مدركة لأهمية التواصل مع المستهلكين إلكترونيا.
ويرجع بعض الخبراء هذا التحول إلى أن الشركات المصرية قد أدركت أخيرا، أن عدم حضورها بشكل قوى وفعال عبر الفضاء الإلكترونى، قد جعلها تفقد جزءا من السوق لصالح الشركات الأجنبية فيما وراء الحدود، حيث يتجه بعض المستهلكين فى السوق المصرى إلى طلب ما يريدونه من سلع أو خدمات عبر مواقع الشركات خارج مصر.
وحسب تقريرصدر عن التسويق الإلكترونى عام 2009، فإن 58% من المشتريات الإلكترونية من مصر تمت عبر مواقع تسوق أجنبية، أغلبها فى أوروبا والولايات المتحدة.
ولا يقتصر التحول نحو التوزيع والبيع والتسويق الإلكترونى، على شريحة معينة أو قطاع معين من الشركات، فهو يشمل أيضا الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، حتى الشركات متعددة الجنسية العاملة فى مصر، فضلا عن «رجال الأعمال» الشباب، الذين بدأوا مبادرتهم الصغيرة فى مجال الأعمال على الإنترنت منذ البداية.
شركات متخصصة
وعلى الرغم من أن الكثير من تلك الشركات لديها مواقع إلكترونية على الإنترنت تقدم من خلالها خدمات البيع والتسويق والتسليم للمستهلكين، فإنها فى نفس الوقت قد قامت بالاستعانة بشركات متخصصة فى التسويق والتوزيع الإلكترونى من أجل زيادة حصتها وموقعها التنافسى فى السوق، من بينها مواقع تعمل داخل مصر وفى عدد من الدول العربية تستعين بها الشركات فى تسويق منتجاتها من السلع الاستهلاكية نظرا لكثرة عدد المترددين على تلك المواقع.
يقول عمر سدودى، المدير العام لشركة سوق دوت كوم فى مصر: «من الميزات الكبرى وضع منتج أى شركة على موقع بارز له معدل انتشار هائل، مشيرا إلى أن موقع سوق دوت كوم على سبيل المثال يسجل 25 مليون عملية تصفح شهريا وحسب تصنيف أليكسا دوت كوم (سبتمبر 2010) جاء موقع سوق دوت كوم فى الترتيب 172 لأكثر المواقع شعبية، مقابل الترتيب 9800 لموقع مكتبات ديوان»، الذى يقوم بتوزيع وتسويق منتجات ثقافية.
20 مليون مصرى على الإنترنت
حسب بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حتى نهاية النصف الأول من هذا العام، فقد بلغت أعداد مستخدمى الإنترنت فى مصر 66 و19 مليونا أى نحو ربع إجمالى السكان، بل إنه على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشير الدراسات إلى أن 30% من مستخدمى الإنترنت يعتمدون عليها فى شراء احتياجاتهم من السلع والخدمات.
بينما يرى تامر فادى، المدير العام للمبيعات فى شركة «منصور سامسونج» أن معدلات التجارة الإلكترونية فى مصر ما زال بطيئا مرجعا ذلك إلى عاملين رئيسيين، أولهما محدودية الشركات والمنتجات المتاحة إلكترونيا، إذ إن المنتجات التى تحظى بوجود على الإنترنت (من قبيل وجود موقع إلكترونى أو تسويق إلكترونى أو حملات دعاية إلكترونية) لا تمثل سوى أقل من 20%، والثانى هو عدم توافر محركات بحث إلكترونية تمكن المشترين من الحصول على السلع أو الخدمات مباشرة من المنتج عبر الإنترنت.
ويضيف إن كثرة البائعين عبر الإنترنت ستدفع مزيدا من الناس للبحث والتعرف وشراء المنتجات إلكترونيا، وهو أمر أقل كلفة بالنسبة للمنتجين والموزعين، بالمقارنة مع عمليات البيع التقليدية». وفى ظل محدودية انتشار التجارة الإلكترونية فى مصر، يلجأ الكثير من المصريين إلى شراء ما يرغبون به عبر مواقع الإنترنت الأجنبية، خاصة فى ظل اعتقاد شائع بأن المنتج المصرى غير متاح على الإنترنت محليا، وحتى إذا توافر، فقد يكون شراؤه من موقع أجنبى أرخص.
ويشير الى أن لكل موقع تسوق إلكترونى عدة أساسيات بسيطة تجعل منه موقعا للتسوق بشكل سليم. أولها وجود البائع (أى جانب العرض)، ويعمل السوق على أساس وجود البضاعة على الأرفف فإذا لم يكن هناك ما يباع فلا يوجد تسوق، كما يتعين أن يكون المحتوى (أى ما يعرف بأنه المنتجات المعروضة إلكترونيا) مناسبا وجذابا وبأسعار تنافسية، مؤكدا أن التجارة الإلكترونية تحتاج لأربعة أسس رئيسية تبنى عليها عملية تجارة إلكترونية ناجحة هى: التسويق الإلكترونى والمحتوى ووسائل السداد والدفع وعمليات الشحن والتسليم للمشترى «اللوجيستيات».
طريقة الدفع
ويضيف يجب توضيح طريقة الدفع المقبولة وأى رسوم إضافية على أى طريقة دفع قد يستخدمها المستهلك عبر الموقع، مثل بطاقات الإئتمان أو الدفع نقدا عند الاستلام أو البطاقات المدفوعة مقدما كذلك يهتم المستهلكون بمعرفة متى يتسلمون المنتج بعد شرائه عبر الإنترنت. لذا، يجب أن يكون فريق العمل قادرا على تتبع مسار الطرود المرسلة للمشترين وضمان وصولها فى فترة زمنية معقولة، ما لم تعلن بوضوح عكس ذلك على الموقع كما أن التغليف والتعليب مهم جدا، بما يفرض على الشركات الحرص على تغليف المنتج بما يضمن ألا يصيبه ضرر فى عملية النقل والتوصيل.
منفذ بيع لـ«ديوان»
تقول نيهال شوقى، عضو مجلس إدارة ديوان: «هناك نمو مضطرد فى مجال التسوق الإلكترونى عبر الإنترنت فى مصر، يعود إلى التزايد الكبير فى مستخدمى الشبكة إضافة إلى عوامل محلية أخرى، من بينها مشاكل المرور والتوسع العمرانى فى مختلف المدن. كما أن الجيل الجديد من الشباب يفضل الاعتماد على الوسائل العصرية والإلكترونية فى التسوق.
منقول