http://www.elwatannews.com/
شيخ قعيد، يحرص على صلاة الفجر في المسجد، ذو لحية بيضاء تزيد من بشاشة وجهه، يحرص الجميع على الالتفاف حول كرسيه المتحرك للتبرّك بالشيخ زعيم حركة المقاومة ومؤسسها.. يخرج من صلاته ليكون هدفًا لطائرات جيش الاحتلال التي استهدفته بصاروخ ليرحل عن عالمنا بالغًا من العمر 68 عامًا، إنه الشيخ الفلسطيني "أحمد ياسين"، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد أن أُصيب بشلل تام إثر تعرضه لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، وعمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية ليصير بعدها أشهر خطيبًا في مساجد غزة.
احتجاجًا على العدوان الثلاثي في مصر، خرج "ياسين" متظاهرًا في غزة وسط المظاهرات التي اندلعت في القطاع منددة بالعدوان، وكانت خطبه مصدرًا لإشعال حماسة الفلسطينيين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ليقوم جيش الاحتلال باعتقاله نظرًا لقوة تأثيره على الجموع الفلسطينية للتحرك ضد الدولة الإسرائيلية وحُكم عليه بـ13 عامًا، ولكن أفرج عنه بعد عامين في عملية تبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
كان خروج الشيخ أحمد ياسين بصحبة رفاقه بداية لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي حوّلت وجهتها مؤخرًا لتوجه ضرباتها إلى المسلمين بدلاً من توجيهها للاحتلال الإسرائيلي، ومن وقت تأسيسها سعى الاحتلال بمختلف الطرق للتخلّص من الشيخ عن طريق تهديده بالنفي إلى لبنان وتفتيش منزله حتى ألقوا القبض عليه مع المئات من الفلسطينيين عام 1989، ليصدر ضده حكم السجن مدى الحياة، ولكن يُفرج عنه عام 1997 بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل على إثر العملية الإرهابية الفاشلة التي دبّرها الموساد في الأردن، والتي استهدفت خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
الجدير بالذكر أن الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، وُلد في قرية "جورة عسقلان" التي تبعد 20 كيلومترًا عن شمال غزة، وذلك في يونيو 1936 تزامنًا مع أول ثورة مسلّحة ضد النفوذ الصهيوني ليموت والده وهو ابن ثلاثة أعوام ليُطلق عليه أحمد سعدة نسبة إلى أمه السيدة سعدة عبدالله الهبيل، والذي شهدت حياته منذ الصغر بالكثير من الحوادث التي جعلت منه زعيمًا ومناضلاً ضد الاحتلال، على الرغم من تدهور حالته الصحية حيث إصابته بالشلل في السادسة عشر من عمره وفقدان البصر في العين اليمنى بعدما أُصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية أثناء فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.
واليوم هو الذكرى العاشرة لوفاة زعيم المقاومة الفلسطينية، والتي أرسل فيه رجال "حماس" رسائل SMS للإسرائيليين يهددون فيها بأنهم سيعيدون أرض فلسطين تزامنًا مع ذكرى الاغتيال، حيث راح ضحية عملية إرهابية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، وشملت العملية الإرهابية هجومًا صاروخيًا، أثناء عودة الشيخ أحمد ياسين من صلاة الفجر لمنزله، ويلقى الشيخ مصرعه شهيدًا، ليظل رمزًا من رموز النضال، مخلّدًا اسمه ضمن أقوى رموز المقاومة والعمل الوطني في العالم.