السيرة
النبوية عرض
وقائع وتحليل أحداث للدكتور/محمد
على الصلابى قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا`يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]
فإن دراسة الهدي النبوي
أمرله أهميته لكل مسلم،فهو يحقق عدة أهداف من أهمها:
الاقتداء برسول الله-صلى
الله عليه وآله
وسلم-من
خلال معرفة شخصيته وأعماله وأقواله وتقريراته،وتكسب المسلم محبة الرسول-صلى
الله عليه وآله
وسلم-وتنميها
وتباركها،ويتعرف على حياة الصحابة الكرام الذين جاهدوا مع رسول الله-صلى
الله عليه وآله وسلم-،فتدعوه تلك الدراسة
لمحبتهم والسيرعلى نهجهم
واتباع سبيلهم،كما أن السيرة النبوية توضح للمسلم حياة الرسول-صلى الله
عليه وآله وسلم-،بدقائقها وتفاصيلها
نسب
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-أشرف
الناس نسبا،وأكملهم خَلْقًا وخُلُقًا، وقد ورد في شرف نسبه أحاديث
صحاح،منها ما رواه مسلم:أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-قال:«إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد
إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة،واصطفى من قريش بني هاشم،واصطفاني من بني
هاشم»
([1]).
وقد ذكرالإمام البخاري رحمه الله نسب
النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-
فقال:«محمد بن عبد الله،بن عبد المطلب،بن هاشم،بن عبد مناف،بن قصي، بن
كلاب،بن مرة،بن كعب،بن لؤي،بن غالب،بن فهر،بن مالك بن النضر، بن كنانة،بن
خزيمة،بن مدركة،بن إلياس،بن مضر،بن نزار،بن معد،بن عدنان»
([2]).
وقال البغوي في شرح السنة بعد ذكرالنسب
إلى عدنان:«ولايصح حفظ النسب فوق عدنان»
([3]).
وقال ابن القيم:بعد ذكرالنسب إلى عدنان
أيضا:«إلى هنا معلوم الصحة، ومتفق عليه بين النسابين،ولا خلاف البتة،وما
فوق عدنان مختلف فيه،ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام»
([4]).
وقد جاء عن ابن سعد في طبقاته:«الأمرعندنا
الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل»
([5]).
وعن عروة بن الزبيرأنه قال:«ما وجدنا من
يعرف وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا»
([6]).قال
الذهبي -رحمه الله-:«وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام
بإجماع الناس،لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء»
([7]).
لقد كان وما زال شرف النسب له المكانة في
النفوس؛لأن ذا النسب الرفيع لا تنكرعليه الصدارة،نبوة كانت أوملكا،وينكرذلك
على وضيع النسب، فيأنف الكثيرمن الانضواء تحت لوائه،ولما كان محمد-صلى
الله عليه وسلم-يعد للنبوة هيأ الله تعالى له شرف النسب ليكون مساعداً له
على التفاف الناس حوله
([8]).
إن معدن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-طيب ونفيس،فهومن نسل إسماعيل الذبيح وإبراهيم
خليل الله،واستجابة لدعوة إبراهيم-عليه السلام-، وبشارة أخيه عيسى-عليه
السلام-كما حدث هوعن نفسه،فقال:«أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى»
([9]).
وطيب المعدن والنسب الرفيع يرفع صاحبه عن
سفاسف الأمورويجعله يهتم بمعاليها وفضائلها،والرسل والدعاة يحرصون على
تزكية أنسابهم وطهر أصلابهم،ويُعرفون عند الناس بذلك فيحمدونهم ويثقون بهم
([10]).
ومما تبين يتضح لنا من نسبه
الشريف،دلالة واضحة على أن الله سبحانه وتعالى ميزالعرب على سائرالناس،وفضل
قريشًاعلى سائرالقبائل الأخرى، ومقتضى محبة رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-،محبة القوم الذين ظهر فيهم والقبيلة التي
ولد فيها،لامن حيث الأفراد والجنس بل من حيث الحقيقة المجردة؛ذلك لأن
الحقيقة العربية القرشية،قد شرف كل منها–ولاريب–بانتساب رسول الله-صلى الله
عليه وآله وسلم-إليها،ولاينافي ذلك ما يلحق من سوء بكل من
قد انحرف من العرب أوالقرشيين عن صراط الله-عز وجل-،وانحط عن مستوى الكرامة
الإسلامية التي اختارها الله لعباده،لأن هذا الانحراف أوالانحطاط من شأنه
أن يودي بما كان من نسبة بينه وبين الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-ويلغيها من الاعتبار
([11]).
([1]) مسلم، كتاب
الفضائل،باب فضل نسب النبي (4/1782)
رقم 2276.
([2]) البخاري،كتاب
مناقب الأنصار،باب مبعث النبي (4/288)
رقم 3851.
([3]) شرح السنة
13/193.
(4) زاد المعاد (1/71).
([5]) ابن سعد
(1/58).
(6) نفس المصدر.
([7]) السيرة النبوية
للذهبي ص1.
([8]) انظر:دراسة
تحليلية لشخصية الرسول محمد
صلى الله عليه وسلمص96.
(1) انظر: الحاكم
(2/600).
(2) انظر: السيرة النبوية لأبي فارس
ص102.
(3) انظر:فقه السنة للبوطي ص45
(4) انظر:وقفات
تربوية مع السيرة،أحد فريد ص46.