"وفاة طفل" هو أحدث الإصدارات للكاتب الفرنسى "شارل أندرلان" عن دار النشر "دون كيشوت"، والطفل هنا هو "محمد الدرة" الذى اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلى والذى أفرد له الكاتب 200 صفحة لإعادة مأساته إلى الأذهان من جديد.
وتقول مجلة "بارى ماتش" فى عددها الأخير أنه بالرغم من مرور 10 سنوات، إلا أن صورة "محمد الدرة" لا تزال تطوف العالم منذ تاريخ وفاته فى 30 سبتمبر لعام 2000 تحت وابل رصاص الاحتلال الإسرائيلى.
واختار الصحفى الفرنسى أن ينحاز لضميره الإنسانى ويواصل استصراخ الضمير العالمى إزاء بشاعة الجرم الذى ارتكب فى حق طفل برىء كل جرمه أنه تواجد مصادفة على مقربة من قوات الاحتلال مع أبيه فى طريقهما لشراء سيارة جديدة.
وتستطرد المجلة قائلة إنه منذ هذا التاريخ، و"أندرلان" نذر نفسه لهذا الحادث، جاعلا منه قضية شخصية يدافع عنها أمام المحاكم الفرنسية، حيث اختار نشر صور "الدرة" والتعليق عليها بلا أدنى خوف من بطش أنصار إسرائيل.
وفى كتابه، يعود أندرلان مرة أخرى ليتذكر هذه الأيام المأساوية، التى أدت إلى اندلاع الانتفاضة الثانية، فى محاولة منه لدحض ببراعة كبيرة ودقة متناهية نظرية المؤامرة التى لا يزال يروجها بعض المحافظين الجدد الموالين لإسرائيل.
ويقول الكتاب فى هذا الصدد إن الافتراضات التى يسوقها هؤلاء الموالون لإسرائيل لم تستند يومًا إلى أى دليل، فهذا الطفل، وفقًا لافتراضات هؤلاء، لم يمت وأن بقعة الدم التى وجدت فى مكان الحادث ما هى إلا مادة حمراء، أو أنه تم قتله على يد مجموعة من المناضلين الفلسطينيين الذين ينتمى إليهم".
تجدر الإشارة إلى أن المؤلف، والكلام لمجلة "بارى ماتش"، كان يمكنه أن يتخلى عن هذه القضية التى كلفته الكثير، حيث اضطر إلى تغيير مسكنه أكثر من مرة، كما تعرض للعديد من التهديدات الصريحة، هذا بخلاف ما يتعرض له من سباب وإهانة نظير مواقفه المنحازة للقضية الفلسطينية.
ولكنه مع ذلك اختار الدفاع "باسم الحقيقة" عن عدالة القضية الفلسطينية التى يغطيها ويناقشها على شاشة قناة "فرانس 2" منذ عام 1981.