لا تخطئ عين أي زائر إلى مدينة روما، عاصمة الإمبراطورية الرومانية قديماً، هذا الشكل المعماري المميز للمسلات الفرعونية، والرموز الهيروغليفية على جنباتها، والمثير في الأمر أن معظم ميادين العاصمة الإيطالية لا تجدها تخلو من "تخن"، وهو المصطلح الفرعوني الدال على المسلة والذي يعني "إصبع الشعاع المضيء".
بوابة "العين" الإخبارية بحثت عن أبرز المسلات الفرعونية في ميادين روما.
في أشهر ميادين روما وربما أحد أشهر ميادين وساحات العالم على الإطلاق "ساحة القديس بطرس" في دولة الفاتيكان، تنتصب مسلة "أمنحوتب الثاني" من الأسرة الـ12، في مواجهة كاتدرائية القديس بطرس الشهيرة. ويبلغ طولها 25.5 متر.
بدأت المسلة رحلتها إلى روما عندما نقلها الإمبراطور الروماني أغسطس من مدينة هليوبليس إلى مدينة الإسكندرية، وفي العام 37، نقلها الإمبراطور كاليجولا إلى روما، لكنها وُضعت في مكانها الحالي بأمر من البابا سيكستوس الخامس (1585-1590).
وهناك قصة حول المسلة تقول إنها خلال العصر الروماني كان بها كرة ذهبية على قمة المسلة تحوي رماد يوليوس قيصر فيما يبدو كتقديس له، وقد أزالها المعماري الإيطالي دومينجو فانتانا بعد إعادة وضع المسلة في مكانها الحالي بطلب من البابا سيكستوس الخامس والكرة موضوعة حاليا في متحف روما.
أمام كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني، تقف أطول مسلة مصرية في روما، وترجع لعصر الملكين تحتمس الثالث وتحتمس الرابع، والتي أخذت من معبد آمون في الكرنك وأحضرها إلى روما قنسطانطيوس الثاني في العام 357 م، ليزين بها ساحة مكسيموس، وقد عثر عليها في 3 أجزاء منفصلة في العام 1587 م.
استعيد قوام المسلة بواسطة البابا سيكستوس الخامس، لكن بطول أقصر بـ4 أمتار عما كانت عليه، حيث يبلغ طولها الآن 45.70 متر ووزنها 230 طناً.
عند منتصف ساحة "بيازا ديل بوبولو" أو ساحة الشعب، وأمام كنيسة "سانتا ماريا" القديمة، تقف مسلة الملكين سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني، كنقطة التقاء 3 شوارع شهيرة هي "فيا ديل كورسو"، و"فيا ديل بابوينو"، و"فيا دي ريبيتا".
كانت المسلة سابقاً توجد في معبد "الشمس" بهليوبوليس، عاصمة مصر القديمة في تلك الفترة، ونقلها إلى روما الإمبراطور أغسطس الأول، ووضعت في مكانها الحالي بأمر البابا سيكتوس الخامس، يصل طولها إلى 24 متراً، بينما يصل وزنها إلى 253 طناً. وصُنعت من الجرانيت الوردي، وتعود نقوش 3 جوانب منها إلى سيتي الأول والجانب الرابع لرمسيس الثاني.
أمام مجلس النواب الإيطالي في ساحة "مونتيشيتوريو" تقف مسلة الملك بسامتيك الثاني، المصنوعة من الجرانيت الوردي.
يصل طول المسلة إلى 33.97 متر، بينما يصل وزنها إلى 230 طناً، وقد نصبت في الأساس في مدينة هليوبوليس، حتى رآها الإمبراطور أغسطس الأول وأمر بنقلها إلى روما، سنة 10 قبل الميلاد، وعثر عليها في القرن 16 وأصلحت بواسطة البابا بيوس السادس ووضعت في مكانها الحالي في 1792 م.
أمام معبد "الپانتيون" في ساحة "روتوندا" ومنذ العام 1711 م، تقف مسلة الملك رمسيس الثاني.
المسلة قصيرة مقارنة بباقي المسلات فيصل ارتفاعها إلى 6.34 متر، وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي، وشيدت لمعبد رع في هليوبوليس، ونقلها إلى مكانها الحالي البابا كليمنت الـ11.
بالقرب من ساحة "روتوندا" وأمام كنيسة القديسة سانتا ماريا سوبرا مينرفا توجد مسلة الملك أبريس، من حكام الأسرة الـ26.
تنصب المسلة على قاعدة مميزة علي شكل فيل للنحات الشهير "برنيني"، وقد أحضرت إلى روما بواسطة الإمبراطور ديوكلتيانوس لتوضع بالقرب من معبد إيزيس في روما، أعيد نصبها العام 1667 م بواسطة البابا ألكسندر.
بالقرب من مدرج روما الشهير "الكولوسيوم"، في حديقة "فيلا كليمونتانيا" تقع مسلة فرعون مصر رمسيس الثاني، كانت ذات يوم بمعبد الإله رع في هليوبوليس.
أما عن طريقة وتوقيت خروج تلك المسلة من مصر؛ فهو أمر مجهول حتى الآن، ولكنها وضعت في مكانها الحالي في العام 1820.
في "حمامات ديكولتيان" أمام محطة القطارات الرئيسية في روما "تيرمني"، يوجد موقع مسلة "دولاجي"، إلا أنها لم تعد موجودة هناك في الوقت الحالي، وفي الأغلب نقلت إلى أحد المتاحف لترميمها.
وهي في الأصل واحدة من مسلتين متشابهتين كانتا في هليوبوليس، والأخرى موجودة الآن في حديقة بوبولي الشهيرة في فلورنسا بإيطاليا ونقلت إلى معبد إيزيس في روما، وعثر عليها العام 1883 قرب سانتا ماريا سوبرا مينرفا، وصنعت في الأساس كنصب تكريمي لمعركة دوجالي في الحبشة.
في روما توجد عدة نسخ مقلدة من المسلات المصرية القديمة، صنعت في روما خلال الحقبة الرومانية من قبل أثرياء وأباطرة الرومان، لتأثرهم بالحضارة المصرية القديمة ولرغبتهم الخاصة في تخليد ذكراهم.
ولعل أشهر تلك النسخ المقلدة هي مسلة أجوناليس في ساحة "فونتانا دي تريفي" الشهيرة، والنسخة المقلدة لمسلة "فلامينو" للملك رمسيس الثاني، وتوجد تلك النسخة عند ساحة "إسبانيا" ودرجها المشهور في روما.