بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة العربية هي اللغة الأم لأكثر من 206ملايين شخص حول العالم، وهي مصنفة في المرتبة السادسة في ترتيب اللغات الأكثر استخداما، مما يعني أن العربية هي إحدى اللغات التي تتمتع بهيمنة على العالم.
هذه المعلومات لم احصل عليها من أي مصدر عربي، وإنما اطلعت عليها بطريق المصادفة على عدد من مواقع النت البحثية باللغة الإنجليزية، كما شاهدتها أيضاً منشورة ضمن مقالة للكاتب البريطاني، براين ويتاكر، المختص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان البريطانية.
وقد كان الكاتب قد وجه في مقالته تساؤلا عن سبب ضعف إبراز اللغة العربية مقارنة باللغات الأخرى التي لايقارن حجم انتشارها بالعربية، ورغم ذلك فهي تحظى باهتمام كبير من قبل متحدثيها. وضرب مثالاً على اللغة العبرية، التي ينطق بها سبعة ملايين شخص فقط حول العالم، إلا أن لها تواجداً كبيراً على الأقل على الشبكة العالمية. وذكر ويتاكر بأن محرك جوجل كان قد وفر خدمة البحث في الأخبار باللغة العبرية والموجهة بالدرجة الأولى إلى إسرائيل (والعبرية هي الأقرب إلى العربية وتكتب أيضاً من اليمين إلى اليسار)، فهي المرة الأولى التي تقدم فيها خدمة بهذا التعقيد التقني للغة ليست من اللغات السائدة. وعزا السبب الرئيسي إلى العامل المادي الذي لعب دوراً أساسياً في دفع شركة جوجل إلى الموافقة على إبرام عقد لتوفير هذه الخدمة. فيما وجد أن اللغة العربية التي هي الأهم والأكثر شيوعا، لم تخصص لها ربع المساحة المتاحة للعبرية على النت.
من ناحية أخرى، فقد تحدث ويتاكر عن المشروع المؤجل لموسوعة ويكيبيديا العربية Wikipedia، وهي في الوقت الحالي تعتبر أضخم مشروع معلوماتي على النت بالنسبة لبقية اللغات - عدا العربية بالطبع. ولمن لا يعرف ويكيبيديا، فهي إحدى أهم الموسوعات التفاعلية التي صنعها مستخدمو شبكة الإنترنت بأنفسهم، فهي عبارة عن خدمة بحثية يستطيع أي مستخدم للشبكة أن يدخلها ويدرج معلومات فيها لكي يتمكن أي باحث عن هذه المعلومات أن يطلع عليها في الموسوعة، وتعتبر مرجعاً أساسياً لعدد من طلبة المدارس والجامعات حول العالم، فقد تفوقت على موسوعة بريتانيكا نظراً لكثافة وتجدد المعلومات فيها باستمرار وتوفرها بأغلبية لغات العالم. وتحوي الموسوعة حالياً مايقارب المليوني ملف معلوماتي باللغة الانجليزية، يليها الألمانية بنصف مليون والفرنسية بأكثر من ربع مليون.. أما اللغة العربية المغلوب على أمرها، فهي في ذيل القائمة، ففيها ما يقارب الأحد عشر ألفاً وسبعمائة ملف معلوماتي فقط. في الوقت الذي وصلت فيها مشاركات المستخدمين باللغة العبرية إلى ثلاثة وثلاثين ألفاً وخمسمائة ملف معلوماتي، كما تغلبت على العربية أيضاً لغات ثانوية من شرق أوروبا، مثل التشيكية والصربية والبلغارية.
ختاماً، أترك لكم حرية التأمل ليس فقط في واقع لغتنا العربية، وإلى أي مدى تحركنا للنهوض بها كما يجب، وانما أيضاً في ترتيبنا نحن
(المائتين والستة ملايين نسمة مجتمعة)
بين شعوب العالم!!
منقول