الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32785 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: الاستعراض اللغوي وآثاره السلبية على الفنون الأدبية 26/8/2010, 05:16 | |
| تعودت خلال فترة تواجدي وتصفحي في المنتديات أن أجد كتابات أدبية لا توصف إلا بالركاكة ولكن لا ضير في ذلك فأحياناً حتى نحن تسقط منا بعض الجمل الركيكة والخطأ ليس معصوم منه أحد والتجربة هي خير برهان للتطوير لمن أراد ذلك ، هذا الأمر ليس بجديد فيما أذكر فكل منا قد يمر على تلك الكتابات أياً كان تصنيفها الأدبي شعراً كان أم نثراً ، مقالاً كان أم قصة ، ولكن الغريب أن يسقط الكتاب الكبار في أفخاخ التصنع ، وينسى أن الكتابة الأدبية ليس الهدف منها إبراز الإمكانيات اللغوية والبحث عن الألفاظ والكلمات الغريبة ( معاجم اللغة عامرة ) بقدر ما هو تناغم وتجانس فني يصل عبره الكاتب في نهاية المطاف إلى معنى وهدف يريد إيصاله للقراء .
إن ما أريد قوله هو ملاحظتي لما أجده من انشغال بعض الكتّــاب بإبراز إمكانياته اللغوية على حساب المضمون والمغزى الكتابي ، نجد أن ما كتبه لم يصلنا في نهاية المطاف لشئ ، حيث أنني أرى أن الزيادة في صبغة الألوان في اللوحة قد يلغي الانسجام المفروض تواجده بين بقية ألوان اللوحة مما يجعل اللوحة مقسمة ولا توحي للناظر ( القارئ ) بأي معنى أو هدف ،أي ضياع الانسجام التدريجي بين الألوان وإني أعبر هنا بالرسم من باب أن الكتابة الأدبية هي أيضاً رسم ولكن ليس بالزيت والماء ولكن بالحرف وإبهام القلم . وذلك هو التصنع الذي اقصده ، حيث أن هؤلاء الكتاب يبرزون مكامن القوة اللغوية في أقلامهم متناسين أن صدق العاطفة هي أهم دعائم الكتابة الأدبية .
إن موضوعي هذا ليس غريب بمكان ، فهناك من النقاد الكبار الذين عابوا على فطاحله في الشعر أمثال جرير والفرزدق وغيرهم في تصنعهم في بعض كتاباتهم الشعرية وسقوطهم في المحظور وهو التركيز على الغريب من الألفاظ في ذلك الوقت من أجل إبراز إمكانياتهم اللغوية على حساب القصيدة .
فقد قرأت بعض الكتابات النثرية المطروحة وأذهلت من الكلمات المستخدمة في صياغتها ، ولكن أمام هذا الذهول وجدتني في نهاية المطاف لم أصل لمعنى أو هدف معين من تلك الكتابات النثرية ، إن ماهية أي موضوع أدبي يجب أن يحتوي على التناغم والانسجام بين المعاني والأهداف بحرفة وقدرة كتابية ، فذاك هو المعنى الذي يصل بنا لما يسمى بالإبداع الأدبي ، ولكن ما يسقط فيه للأسف بعض الكتاب الكبار من التصنع اللفظي على حساب المضمون فذلك لا أجده إلا إعادة لسقطات السابقين المعاب عليهم أصلاً ذلك .
فقد ذكر لي أحد المتذوقون للكتابات الأدبية أنه يقرأ لبعض الكتاب في بعض المنتديات ولا يفهم ما يكتبون ، وتلك هي الحلقة المفقودة بين بعض الكتاب والقراء لأنهم لم يستطيعوا للأسف ربط المعاني والتدرج في الوصول إلى أهدافهم ، بل إنهم قد يقفزون فجأة من مكان إلى مكان دون حتى محاولة لربط تلك الأمكنة ، بل إن هناك من يتصنع الكتابة دون حتى تحديد أهداف وماهية موضوعه ، ولعلي أذكر أن أسهل طريق لبلوغ عقول وقلوب القراء هو البساطة (ولا أعني إلغاء الحرفة والتميز والإبداع هنا لأنها هي الطريق لإبراز فنوننا ) ، وهذا ما أكسب الكثير من المشاهير الوصول إلى الجمهور بسهولة ويسر على سبيل المثال لا الحصر ( نزار قباني ) الذي هو مدرسة من مدارس اللغة ولكن ما جعل الصغير قبل الكبير يردد أبياته وأشعاره ونثره هو قدرته على مزج ألوانه وتحديده لأهدافه بدون التصنع اللفظي والهرولة وراءها ، رغم قدرته اللغوية التي تمكنه من فعل ذلك . ولولا أنه عيب عليه كثرة الأشعار والكتابات النثرية الغير خلقيه لعد أبرز شاعر من الستينات وحتى آخر لحظات حياته .
ما جعلني أطرح هذا الموضوع هو حرصي على أن لا أرى الكبار يسقطون ، ورغم أني أحد التلاميذ المبتدأين في مدارس الفكر الأدبي بالعموم إلا أنني أرى أن التذكير واجب في مثل تلك الحالات .
دمتم بخير |
|
الشيخ أحمد صوفى قطب عضو متميز
عدد الرسائل : 515 بلد الإقامة : مصر العمل : الحالة : نقاط : 6306 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الاستعراض اللغوي وآثاره السلبية على الفنون الأدبية 26/8/2010, 19:08 | |
| موضوع رائع
ووجبة أدبية دسمة
بارك الله فيك أستاذ الوتر
وجعلها الله فى ميزان حسناتك |
|